السبت 23 نوفمبر 2024

رواية نوفيلا الفصول من الاول للرابع

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

تستعد للذهاب إلى الحفل ارتدت فستانها و تزينت بقليل من الحمرة على وجنتيها حاولت ألا تنظر إلى نفسها بتفحص شديد فكانت ترى انعكاسا للقشور فقط فهي تدرك إذا تأملت نفسها بدقة شديدة فسوف ترى كل العيوب التي ترغب في اخفائها دون جدوى من امتلاء جسدها و وجهها السمين الذي لا يظهر غمازتيها بوضوح.
ابعدت نظرها عن المرآة و هاتفت شقيقها ليذهب معها إلى الحفل ثم جلست تنتظره في غرفتها فهي لن تذهب إلى الخارج معرضة نفسها لسخرية والدتها منها.
بعد دقائق قليلة خرجت من غرفتها ليطلق شادي صفيرا معجبا و قال بلطف
شكلك زي القمر يا نسرين.
رغم إدراكها إنها بعيدة كل البعد عن هذا التشبيه إلا ان كلماته كانت كالبلسم لنفسها المچروحة ابتسمت ببهجة طفولية عندما أشار بيديه قائلا بلهجة مسرحية
اتفضلي يا أميرتي.
تقدمته إلى الأسفل و جلست في المقعد الخلفي في سيارته بينما اتجه هو إلى مكان الحفل.
و عملتي إيه مع حسام!
ردت الأخرى بدلال بينما الغرور يتضح على ملامحها
يا بنتي حسام إيه بس ده أصلا محمود صاحبه ھيموت عليا بيتمنالي الرضا بس.
تسائلت سلوى مرة آخرى بتعجب
طيب و انت عايزه مين!
حركت ساره كتفها بعدم اكتراث و قالت ببرود
أنا استحق واحد احسن من الأتنين أنت مش عارفه أنا مين و لا إيه!
لم يكن هناك مجالا للمجادلة فساره كانت أجمل فتيات الجامعة و جميع الرجال مهما كانت أعمارهم يسعون خلفها.
ألتفتت ساره إلى نسرين التي تتابع حوارهما في صمت لا تعرف ما الذي جعلها تتشارك الطاولة معهما و تسائلت بمكر
و أنت يا نسرين مفيش مشروع ارتباط و لا إيه
ارتبكت نسرين كثيرا و تمتمت بحياء تتجنب النظر إليها
لا مفيش حاجه.
رمقتها ساره بسخرية بينما قالت صديقتها باستهزاء
طبيعي طبعا يبقى مفيش حاجه..
تدخلت ساره قائلة بلهجة لطيفة في ظاهرها بينما تحمل سخرية بالغة في باطنها
عن اذنكم هروح الحمام.
نهضت سريعا بخطوات متعثرة تجاه المرحاض و الذي قد سبق لها أن لمحته أثناء دخولها.
لم تفهم كيف حدث الأمر و كيف لم تنتبه إلى النادل القادم تجاهها كل ما تعرفه إن أنظار الجميع تعلقت بها و خيم الصمت في المكان بينما ثوبها المسكين فقد حمل العديد من البقع الملونة بفعل المشروبات التي سقطت عليه.
أطلقت لقدميها العنان و ركضت إلى خارج القاعة ترغب في الابتعاد عن جميع من حولها باي وسيلة ممكنة.
ما أن أصبحت بعيدة كفاية عن القاعة حتى أجهشت بالبكاء و ارتفع نحيبها يهز جسدها و تباطأت خطواتها حتى لم تعد تستطيع أن تتابع السير مرة أخرى فجلست على مقعد خشبي في أحدى الحدائق العمومية على جانب الطريق.
أخفت وجهها بين راحتيها و هي تتذكر ملامحهم الساخرة و المستهزئة و لكنها المخطئة عندما ظنت إنها تستحق أن يتم تقبلها في المجتمع و أن تعامل كأي فتاة في عمرها.
لكن إذا لم تستطيع والدتها نفسها أن تتقبلها أيتقبلها الغرباء!
تعرفي إن العياط مش هيخلي الذكرى تتمسح و كأنها لم تكن.
انتفضت عندما ارتفع ذلك الصوت الذكوري بجوارها ابعدت راحتيها عن وجهها و ألتفتت إليه و رغم الظلام المخيم إلا من مصابيح الشارع الخاڤتة وجدته شابا يماثل شقيقها في العمر تقريبا يستند على الشجرة الضخمة بجوار مقعدها.
رمقته بضيق من كلماته التي وجدتها في تلك اللحظة وقحة للغاية و اعتبرتها استهزاء من ألمها فنهضت من مكانها استعدادا للمغادرة.
ما أن تحركت حتى استطرد ببرود
الهروب مش هيحسن حاجه أنا شوفت اللي حصل في القاعه و رأيي إنك جبانه!
اندلعت نيران الڠضب بداخلها من ذلك الغريب الذي يعتقد إنه يملك الحق في الحكم عليها فما أدراه هو بحياتها لتسل له نفسه أن يتدخل بها.
التفتت إليه قائلة پعنف
أنت متعرفنيش أصلا علشان تحكم عليا تعرف إيه عن حياتي أصلا!
زحفت ابتسامة كسولة على شفتيه عندما حصل منها على رد فعل بعد تجاهلها الأول و قال بلهجة حرص على جعلها أكثر لطفا من السابق
مش محتاج اعرفك علشان اعرف إن ثقتك بنفسك زيرو.
و كأنه حريص على اشعال ڠضبها ليتجلى كل چرح ترك ندوبا غائرة في روحها أمام

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات