روايه تحفه 1 الفصول من الحادي عشر ل الثالث عشر بقلم الكاتبة الجليله
بس مينفعش تتواصلي معاها عالاقل حاليا ..
تنهدت بحرارة وقالت
مش مهم اتواصل .. كفاية اطمن عليها ..
ثم عادت تنظر الى البحر امامها وهي تأخذ أنفاسها عدة مرات تاركة باسل يحملق بها بهدوء مقررا عدم الخوض بأي احاديث مزعجة هذه الليلة فهو لا يريد ان يعكر مزاجه او مزاجها ..
كانت جالسة على سريرها بصمت تفكر بكل شيء ..
تشعر پغضب وألم لا يتناسب مع سنوات عمرها الستة عشر ..
حقيقة أنها بلا هوية .. بلا عائلة .. ابنة حرام ټقتلها بقوة ..
تشعر پحقد دفين على تلك المرأة التي أصبحت من سوء حظها تحمل لقب امها .. وتشعر بالشفقة لأجل ذلك الرجل الذي لطالما عاملها كوالدها ..
شعرت بغصة بالكاد ابتلعتها وهي تفكر في هوية ذلك الرجل الذي تحمل دمائه .. من هو ومن يكون ..!
الافكار تأخذها وتأتيها .. أفكار لم تكن واعية لأيا منها ..
هي حقا تريد ان تفعل الكثير .. الكثير الذي لا يتحمله عقلها .. اغمضت عينيها للحظات تحاول تجميع افكارها .. الاڼهيار لن ينفعها .. البكاء لن يساعدها ..
كل هذا سوف يزيد من عڈابها هي بينما تلك التي تحمل لقب والدتها لن تتأثر ولو قليلا حتى ..
عيناها البريئتين وشعرها الطويل ..
لم تكن فائقة الجمال لكنها كانت جميلة على كل حال ..
تنهدت بحزن ثم فكرت قليلا قبل ان تخرج من جناحها وتتجه نحو جناح ماريا ..
وقفت امام الباب تطالعه بتردد ثم قررت ان تعود ادراجها وهي تفكر مليا بما ستفعله ..
تذكرت كلمات روبي عن خيانتها المسبقة لباسم مع شخص لم تذكر اسمه ثم محاولة خيانته مع باسل ..
نظرت الى أثرها بدهشة سرعان ما اختفت وهي تحسم امرها وتتجه نحو جناح ماريا ..
همت بطرقه لكنها تناهى الى بصرها سماع صوت ماريا الحانق والتي بالتأكيد كانت مطمأنة حيث لا يوجد احد في هذه الجهة من الفيلا سوى جناحها وجناح الضيوف بينما يقع جناح جومانة وجنى في الجهة المقابلة لها ..
بتحبيه ..!
سألتها روبي بهدوء وعيناها تتعلقان بملامح ماريا لتقرب جومانة اذنها اكثر من الباب فتسمع صوت والدتها تهتف بهدوء
بحبه .. وعشان كده فضلت مستحمله وجودي هنا بالفيلا رغم رفضه ليا ..
لمعت عينا جومانة پحقد وهي تستمع الى حديث والدتها لتتسع عينيها وهي تسمع روبي تقول بتهكم
انتي بتقولي ايه ..!
صاحت ماريا مستنكره لتهتف روبي بها
ايه هتنكري ..! انا اكتر واحده عارفة انوا عندك عشيق سري .. وبتقابليه فالمكان اياه ..
شعرت ماريا بالخطړ من معرفة روبي بكافة هذه الامور بينما ابتسمت روبي بنصر وهي تقول
تصبحي على خير يا ماريا ..
ركضت جومانة بسرعة ودلفت الى جناحها لتلمع عينيها پحقد وكلمات روبي تتردد داخل اذنها ..
حملت هاتفها واخذت تبحث عن اسم تعرفه جيدا ليأتيها صوت صديقتها فتقول بسرعة
ميري .. اريد مساعدتك في امر هام ..
صمتت وهي تسمع ترحيب ميري بها لتكمل بهدوء
سأخبرك ما المطلوب ..
ثم اخذت تحدثها بجدية عما تريده ..
.
كانت تبحث عن مقعدها حينما وجدته اخيرا لتجلس في مكانها .. تشنجت ملامحها وهي تنتبه لصاحب المقعد المجاور لها والذي لم يكن سوى نفس الشاب الذي وجد هاتفها ..
كان الشاب بدوره يقلب في هاتفه دون ان ينظر اليها فأخذت تحدق به قليلا قبل ان تعاود النظر امامها وهي تحاول ان تستوعب مقدار بروده ولا مبالاته ..
اما هو فقد علم بهويتها منذ جلوسها بجانبه دون ان يلتفت اليها لكنه ميزها بسرعة من ملابسها الذي انتبه اليها وهي تسير في ممر الطائرة تبحث عن مقعدها قبل ان تجلس بجواره ..
جذبت جنى الحزام محيطه به خصرها ثم عادت برأسها الى الخلف وهي تشرد في حال جومانة وسبب ما حدث معها والتي تدرك جيدا انه بسبب ماريا ..
أقلعت الطائرة محلقة في السماء فبدأت تقرأ في احد الكتب حينما استدارت للحظة الى جانبها لتجحظ عينيها وهي ترى رجل يرتدي ملابس كاجوال يتحرش بشابة ترتدي ملابس خفيفة للغاية حيث كان يطبع قبلاته على كتفها وعنقها بينما كفيه ېلمسان أماكن جعلت عينيها ترمقانهما بضيق ونفور ..
أشاحت وجهها بعيدا عنهما لتسمع صوت همهمات مٹيرة جعلتها تبتلع ريقها بحرج ..
نظرت حولها فوجدت كل شخص حولها غير مباليا بما يحدث ..
لم تستوعب بعد سوى ان جميع الموجودين أجانب وكان ذلك واضحا عليهم فهي تستطيع التميز بينهم ..
ضغطت على اعصابها بقوة فهي حقا تكره هذه التصرفات بل تشمئز منها ربما بسبب حالتها تلك ..
نظرت الى الشاب بجانبها والذي كان يضع سماعته داخل اذنه مغمضا عينيه وملامح وجهه مسترخية ..
نظرت اليه بتردد قبل ان تهزه من كتفيه فتحتقن ملامحه بشكل أخافها لتجده يخلع سماعته وينظر نحوها بملامح حادة قائلا
نعم ..!
ممكن اقعد مكانك ..
رفع حاجبه متسائلا بتعجب
وده ليه ان شاءالله ..!
تنحنحت قائلة بتردد واحراج
بحب اقعد جمب الشباك عشان اشوف السما ..
قاطعها بتهكم
ده على اساس انك طفلة ..!
ثم أردف وهو ينظر لها ببرود
كل واحد يخليه فمقعده .. وياريت تخليني انام بقى ..
اشتعلت عينيها وهي تراه يضع السماعة داخل اذنيه مرة اخرى مغمضا عينيه لتغمغم بسخط
نام .. نامت عليك حيطه ..
ثم عادت تنظر الى الكتاب وهي تحاول ابعاد عينيها عما يفعلانه لتهتف بغيظ
ربنا ياخذكم .. مفيش اوضة نوم تتنيلوا بيهه .. أدي أخرة اللي يسافر بالخطوط الامريكية ..
حاولت ان تركز في الكتاب عدة مرات دون فائدة فأغلقت الكتاب ونادت على المضيفة حيث قالت بضيق
عفوا .. لا يصح تصرفات كهذه في الطائرة ..
قاطعتها المضيفة بملل
هما يغازلان بعضيهما فقط .. عريسان وهذا طبيعي جدا .. فأشواقهما شديدة ..
ضغطت على اعصابها بقوة وهي تكاد تلكمها على وجهها لتسمع اخر صوت تمنت سماعه
هل هناك مشكلة ما ..!
ابتسمت المضيفة له وهي تهتف بصوت تغيرت نبرته فجأة فخرجت مٹيرة
يبدو ان المدام منزعجة مما تراه فأخبرتها أنهما عريس وعروسه ومن الطبيعي أن يبادران بأشواقهما لبعضيمها ..
احمرت وجنتيها بشدة بينما اتجه ببصره نحو اولئك الاثنين ليجدهما يقبلان بعضيهما دون حياء بشغف شديد ودون توقف ..
منحها نظرة جانبيه ساخرة قبل ان يهتف بالمضيفة
إنها ما زالت أنسة ومن الطبيعي أن تحرجها تصرفات كهذه ..
قالت المضيفة بفرحة شديدة
هي ليست زوجتك ..
منحها ابتسامة جانبيه وهو يهز رأسه نفيا ويقول
انا