رواية كاملة روعة الفصول من الاول للثامن
سريعا حتي لا تحتك بابراهيم ليخرج خلفها و يقف امامها فجأة لتبتلع ريقها بتوتر و خوف و هي تقول ببعض الشجاعة في حاجة يا اسطا ابراهيم
اغمض ابراهيم عينه بشدة و من ثم تنهد قائلا خلي بالك من نفسك و ياريت بلاش طنطيت و تخلي بالك من الناس اللي حواليكي مش كل الناس حلوة
حبيبة و هي تتهرب بعينها الي اماكن اخري انا مش طفلة شكرا
جاءت هدي لتأخذها و تذهب معها و هو يراقب حتي صعدوا الي عربية اجرة جماعية لتدلف مرة اخري الي الورشة و هو يستغفر
وقفت امام المراة تضع حجابها عليها باهمال و يظهر بعضا من شعرها و غرتها علي عينها لتمسك باحمر شفاه صارخ و تضعه ليوهج وجهها و تتمسك بمكحلة حديث بما يسمي ب ايلاينر و ترسم سحبة عيونها الخضراء فهي اجمل بنات هذه المنطقة فهي ميار ابنة الحاج عامر المنجد وضعت المكحلة من يدها و هي تعدل من هيئتها و ارسلت قبلة الي نفسها امام المراه
ميار و هي تنظر الي عبائتها المفتوحة و اسفلها بنطال من الجينز الازرق يا سلام عليا اتسيط في نظرك يا بركات مش شايف الجمال دا كله و النبي انا خسارة فيك بس اعمل اية بحبك
خرجت من منزلها و هي تتغنج بمشيتها تحمل حافظ طعام به غذاء والدها يحتفظ به بجواره حتي يشعر بالجوع و هذا يغازل و هذا يتفنن في وصف جمالها و هذا يوصف جسدها حتي وصلت امام والدها
ميار الله يفتح عليك يابا
عامر تعالي يا ميار اعمليلي كوباية شاي
ميار حاضر
انتهت من كوب الشاي و وضعته بجوار والدها و هي تقول بالهنا و الشفا يا بابا
عامر انتي راحة شغلك
ميار اه يابا انا اتأخرت علي الكوافير النهاردة
عامر طيب اتكلي انتي علي الله
ميار يلا فوتك بعافية
خرجت ميار من محل والدها و ابطأت في خطواتها عندما مرت امام الورشة الموجود بها بركات و تتخطي عمارتين و لتجد الكوافير التي تعمل به و تدلف اليه لتجد العمل ينتظرها
جلس زكريا امام الدسوقي و قال بقلة حيلة هيعرفوا مكاني بعد كل العمر دا يا دسوقي
الدسوقي هيعرفوا مكانك ازاي يا زكريا دا عدا اكتر من خمسة و عشرين سنة
زكريا بس الجواب اللي جالي امبارح من اهلي مخوفني من علي نفسي و الله يا دسوقي علي العيال
الدسوقي متقلقش هيحصل اية يعني ربك عمره ما جاب حاجة وحشة
زكريا و نعم بالله ربنا يستر
ابراهيم لجلال شايف بتعمل اية كأني بعبع هيكلها
جلال يا بني مانت عارف حبيبة و بعدين يا معلم كله بالحنية بيجي
ابراهيم بسخرية ما هو واضح ان موضوع الحنية ماشي معاك و انا معدي بمزاجي
جلال قصدك هدي يا بني هدي دي نصيبي اما انت و حبيبة الله اعلم
ابراهيم شوف شغلك يا اسطا
جلال انا ممكن اساعدك
ابراهيم ازاي يا خفيف
جلال اقنع ابوك نتجوز انا و هدي قبل ما تخلص تعليم
ابراهيم خدها ياخويا من دلوقتي
جلال كدا انت صاحبي و حبيبي و كفأة و هساعدك سيب الموضوع عليا
في صباح اليوم التالي كان يوم اجازة بالنسبة لهدي و حبيبة استيقظت حبيبة و ذهبت الي المرحاض و خرجت و ذهبت الي والدها بالمطبخ
حبيبة صباح الخير يا موزتي
كوثر صباح النور يا حبيبتي ... الييض عندك افقشي شوية و اسلقي شوية عشان بركات و حطي الشاي علي الڼار و روح صحي شاهين اتأخر النهاردة في النوم
حبيبة اية يا حاجة براحة انا هعمل بس قولي واحدة واحدة
كوثر بسخرية براحة ياختي اعملي البيض و طلعي الزيتون من التلاجة
حبيبة حاضر
تسحبت علي اطراف اصابعها و فتحت باب الشقة بهدوء شديد تسللت منه و تركته لم يغلق تمام الغلق لتصعد الي الروف السطوح حيث ينتظرها حبيبها كل اجازة يلتقيان ركضت سريعا حيث موجود و هي تثبت حجابها بيدها حتي لا يتطاير من الهواء عند ركضها
هدي جلال
جلال ساعة يا هدي نقعاني في الشمس
هدي معلش يا حبيبي علي ما عرفت اخرج
لينظر جلال الي الجانب الاخر متصنع الحزن كما بفعل كل مرة لتبتسم هدي بحب و تضع يدها اعلي صدره و تقول بحنان و لا تزعل يا سيد الرجالة وحشتني
ابتسم لها جلال و هو يضع يده بشعره و هذه الحركة تدغدغ قلبها و تجعل عيونها علي شكل قلوب
كاد حجابها ان يقع ليمسكه هو بيده و يجذبها اليه منه فهو قد تذكر شئ هام كان عليها التحدث به
جلال الا قوليلي يا هدهد
هدي قولي يا حبيبي
جلال هو مش كنتي عندنا امبارح
هدي اه
جلال و هو يقترب منها اكثر ساعة ما اخواتي كانوا في البيت
لترجع رأسها بعيدا عن انفاسه التي تلفح وجهها و تقول اه في اية بقي
انزل جلال حجابها علي كتفها و ترك قطعة منه علي شعرها الذي علي هيئة كعكة فوضوية و كنتي ادام اخواتي كدا و خرجتي الشارع كدا
لتقهقه هدي عاليا و هي ترجع رأسها علي الخلف