الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه جامده الفصول من الاول الي السابع

انت في الصفحة 3 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز
بالأسعاف
لقد أتخذ قراره و لن يتراجع فيه هو وحيد لا أهل له و لا عائلة لديه بيت ليس بالكبير و لكنه يكفى لها و 
فى تلك اللحظة دلف الطبيب حتى يطمئن عليها و بعد عدة دقائق قال
لازم تفضلي معانا يومين على الأقل علاماتك الحيوية كلها منخفضه و ده مش كويس خالص
يعني أيه يا داكتور 
سأله جعفر بقلق و كانت هى تنظر إلى الطبيب بعدم أستيعاب ليكمل الطبيب موضحا
هى محتاجة راحة و تغذية و محتاجين كمان نطمن على السكر و الضغط 
أنا مش هينفع أفضل هنا أنا لازم أمشى دلوقتي
قاطعت حديث الطبيب لينظر الأثنان لها واحد باندهاش و الثاني پغضب
لكنها لم تهتم بكل ذلك وبدأت فى نزع الإبره المغذية ليسيل بعض الډماء من وريدها ليتحرك الطبيب سريعا و 
يبقى لازم تمضي على إقرار إنك متحمله المسؤلية كاملة
أومئت بنعم و هى تنزل قدميها أرضا كل ذلك و جعفر صامت تماما ينظر إلى ما تقوم به و لكن داخل عينيه شىء ما لا تستطيع تفسيره
لوى الطبيب فمه ببعض الضيق ثم قال
راحة تامه لمدة أسبوع على الأقل و ثلاث وجبات متكاملين و عصاير فرش كتير و سوايل فى العموم كتير و مش أقل من لترين ماية فى اليوم و كل يوم تقيس ضغط وسكر
أومىء جعفر بنعم و هو يجعلها تعود تجلس على السرير من جديد ..ثم وقف أمام الطبيب وقال
لو سمحت إعملنا إذن الخروج
غادر الطبيب الغرفة ليعود جعفر يجلس على الكرسي لكن بعد أن عدل وضعيته أمامها مباشرة و قال بأمر غير قابل للنقاش
هنخرج من هنا على بيتكم ترتاحى و ممنوع تنزلي الشغل
أبتسمت إبتسامة صغيرة لكنها ذبحته من الوريد إلى الوريد و أكملت عليه بكلماتها
مينفعش إخواتي يعملوا أيه لو أنا رقدت ملهمش غيرى و دوا أمى أنا هروح النهارده و بكره الصبح هكون فى المصنع بس بالله عليك يا أسطى جعفر ما تخصم منى النهارده أنا عليا إيجار متأخر .. ولو مدفعتش هبقى أنا و أخواتي و أمى فى الشارع
دلفت الممرضه و معها إذن الخروج ليقترب منها حتى يساعدها فى السير و كانت هى من داخلها تشكره بقوة لأنها تشعر بالدوار و الرؤية مشوشة و تشعر أن ساقيها كالهلام لا يحملانها 
لم تشعر به حين أوقف السيارة و بعد عدة دقائق عاد تشغيلها ثم إيقافه لها مره أخرى حتى وصلا أمام بيتها
ترجل من السيارة و طرق الباب عدة طرقات و بعد ثواني فتح لينظر إلى تلك الصغيرة صاحبة العيون 
ليبتلع تلك الغصه التى تؤلم حلقه و قال بابتسامه حزينه
مين هنا يا حلوة 
عادت إلى الداخل دون أن تجيبه بشىء و بعد عدة ثواني ظهر أمامه رجل طويل القامه غزى الشيب رأسه يرتدى ملابس داخلية بيضاء و بين يديه أرجيله يفوح منها رائحة سيئة يعلمها جيدا
أنت مين و عايز إيه 
كان ينظر إليه بتقزز و بداخله رغبة قوية أن يلكمه فى وجهه ما هذا الأب الذى يترك أولاده فى تلك الحالة أو يترك إبنته تعاني

انت في الصفحة 3 من 19 صفحات