رواية هدير جديدة كاملة
المكتب و جلس علي مقعده قائلا بنبرة غليظة حادة يتخللها التهكم
و مصدقش ليه...مش بيقولك ابن الوز عوام..و انت ابوك كان اي......
ثم توقف عن تكملة باقي جملته قائلا بنبرة ذات مغزي هو يتطلع بحدة نحو راجح الذي تصلب جسده بقسۏة فور سماعه كلماته
ولا مالوش لزوم.....
ليكمل بصوت يملئه الڠضب والحسړة
بس الظاهر انك عمرك ما اعتبرتني ابنك..ولا عمرك عرفتني
متزعلش مني يا بني...انت عارف اني مقصدش انا بس اضايقت لما البت دي قالت كده عليك.....
ليكمل وهو يربت علي ظهره بقوة
بعدين ازاي تقول ان عمري ما اعتبرتك ابني...ده انا واخدك في من و انت لسه حتة لحمه صغيره مكنتش كملت يوم علي وش الدنيا...
ده انت ابني و نور عيني اول فرحه ليا و مسلمك مالي و حالي كله.....
ربت عابد علي ظهر راجح عندما ظل الاخير صامتا قائلا و علي وجهه ترتسم ابتسامة بينما يوجهه نحو المكتب
يلا...يلا يا حبيب ابوك..كمل انت شغلك...الشغل كتير و هياخد منك طول الليل...
ليكمل و هو يتجه نحو باب الغرفة يستعد للمغادرة
اومأ راجح برأسه بصمت مراقبا اياه و هو يغادر المكان ليرتمي بتثاقل فوق المقعد فاركا وجهه پغضب و حدة و فكرة المغادرة و ترك كل شئ تسيطر عليه من جديد....
يرغب بترك هذا المكان و الذهاب لمكان يمكنه البدأ فيه من جديد لكنه لا يستطيع ترك عائلته هكذا خاصة والديه الذين تولوا تربيته و منحه اسمهما عندما كان طفل لقيط عاجز...
ثم ټوفيت والدته هي الاخري اثناء والدتها اياه فاخذه عابد الذي كان قد مر علي زواجه اكثر من 7 سنوات بدون اطفال
اخذه عابد و زوجته نعمات وغادروا بيتهم حتي لا يعلم احد بانه ليس طفله حيث ظلوا مسافرين باحدي دول الخليج لمدة 5 سنوات ليعودوا بعدها الي حييهم الذي به اقاربهم وجيرانهم الذين صدقوا ان راجح طفلهم بالفعل...
و عندما اصبح راجح بسن السابعة حدثت المعجزة و حملت نعمات زوجت عابد و جلبت له شهد ثم حملت اخري ثم اكرم الله عليها مره اخري مروان ثم انجبت اخيرا هاجر التي الان بالسنة الاخيرة بالثانوية العامة و منذ هذا و بدأت معاملة عابد له تتغير حيث اصبح جافا في تعامله معه يرمي له بالكلمات عن والده مقارنا اياه به كثيرا...
لكن رغم هذا لم يشتكي راجح ابدا فهو سيظل مدين له طوال حياته بما فعله معه فلولا عطفه عليه لكان لقيط ملقي بالشوارع لا مأوي له...و سيظل هذا الدين برقبته مدي الحياه يدين به لوالديه... خاصة والدته نعمات التي كانت تعشقه حد الجنون مغدقه اياه دائما بحنانها...
خرج راجح من افكاره تلك علي صوت رنين الهاتف الذي علي مكتبه اجاب بهدوء ليصل اليه صوته والدته
ايه يا نور عين امك مجتش تتعشا ليه
تنحنح راجح محاولا تصفية صوته حتي لا تلاحظ الضيق
معلش ياما عندي شغل و هسهر في المكتب النهاردة....
قاطعته نعمات بحزم و حده
شغل...شغل ايه ما يتحرق الشغل
لتكمل بصوت يتخلله الحنان
صحتك يا ضنايا مش كده...انت من صبحية ربنا شغال هتشتغل كمان الساعتين بتوع بليل اللي بتريح فيهم...
لتكمل هامسة محاولة اغراءه و حثه علي القدوم
طيب عارف انا عاملالك ايه علي العشا..صنية البطاطس باللحمه اللي بتحبها و حمام محشي كمان...
غمغم راجح هو يمرر عينيه بيأس علي الاوراق المنتشرةعلي مكتبه
والله ياما ما هينفع....
لكن قاطعته نعمات بصوت صارم
والله يا راجح ما هحط حاجه في بوقي الا لما تيجي وانت حر بقي خلي
سكري يعلي عليا و اتعب انت ع.....
قاطعها راجح علي الفور و قد ادفأ قلبه حنانها