رواية رنا الجزء الاخير
عندما كان عاصم مريضا ..
ما ان دلف مالك الى غرفة لم يجد بها احد لكن استمع الى صوت الماء من الحمام الملحق بالغرفة ليتنهد ببطئ وهو يغلق الباب ويجلس فوق كرسى مكتبها لتولين فى انتظارها
بعد عدة دقائق
كانت تولين قد خرجت ولم تنتبه الى مالك لكنه لاحظ احمرار عينيها الشديد وانفها وايضا وجنتيها اللتان اصطبغا باللون الأحمر دليلا على انها كانت تبكى لمدة طويلة ليشعر بغثه فى قلبه من رؤيتها هكذا
لينادى باسمها بصوت خفيض مملوء بتخبطه وألمه
تولين
رفعت تولين وجهها سريعا وهي تكذب أذنيها وتشعر بضربات قلبها تقفز داخل صدرها وهي تتطلع لمالك
لتقع الفوطه الصغيره التي تجفف بها شعرها من يدها وعينيها تمتلائان بالدموع التي انسابت على خدها
مالك
ليتجه مالك اليها وهو يتناول يديها بين يديه وهو يضغط عليهم بعشق ويرفعهم الى شفتيه ويقبلهم بحب واعتذار
أنا أسف .. انى سبتك فى المستشفى لوحدك بس كان مشوار ضرورى واول ما خلصته جيت عشان اطمن عليكى
لتزداد هطول الدموع من عينينها وهي لاتصدق ما تراه
ليرفع مالك رأسه وهو يتأمل دموعها بحب لم يعترف به بعد لنفسه
بلاش دموعك دي يا تولين وقوليلى عاوزة ايه وانا اعمله ليكى
ليمرر كفه على عينيها وخديها برقه شديده عندما ازدادت دموعها
وهو يقول بصوت مخڼوق من شدة مشاعره
انا عارف ان بعد مۏت سارة الله يرحمها انك مش هتحبى تكملى معايا واكيد عاوزة تفصلى منى وعارف انك قبلتى الجوازة عشان خاطر امير بس دلوقتى خلاص كله هيتحل وهتخلصى....
ليحضها مالك بقوه وهو يربت على ظهرها بحنان ويقبل اعلى رأسها بحب وهو يحاول تهدئتها
ليرفعها بين ذراعيه ثم يجلس على مقعد كبير وهو مازال يحملها بين ذراعيه هى بشده وكأنها تريد ان تدخل داخل صدره ليقربها من قلبه و يمسح دموعها بحنان ويهمس امام شفتيها بقلق
ليستمر صمت تولين وهي تائهة في ملامح وجهه القريب جدا من وجهها ومن مشاعرها التي تهتز بشده من قربه ومن شعورها الجديد بالامان الذي تستشعره لأول مره بين ذراعيه
ليفسر مالك صمتها خطأ ليقول بصوت متوتر وهو يشعر بانقباض قلبه الشديد
تولين انت عاوزة تطلقى صح
لتقول بسرعه شديده
لاء انا مش عاوزه اتطلق
لتحمر خدودها بشده من الخجل لتضيف بتلعثم وهي تهرب من عينيه التي تحاصرها لتضغط على شفتها بتوتر
أقصد يعنى مش عاوز طلاق دلوقتي على الأقل لما الامور تهدى
ليزداد احمرار خديها وهي تحاول الهروب من عينيه
ليقربها مالك اكثر لقلبه وهو يقبل
خديها بحنان وعشق مره تلو المره وقد فتنه احمرار خديها و كأنه يتشرب الرحيق من زهور خديها
ليقترب من أذنيها و يهمس بعشق حقيقي وهو يرجع بحنان خصله شارده من شعرها خلف اذنيها
ينفع نتكلم من غير عياط
لتومأ له تولين وهى تنهض من فوق قدميه ترجع الى الخلف خطوتين وتمسح دموعها بتوتر لينهض هو ايضا قائلا بنبرة هادئة
ادخلى اغلى وشك واهدى ولو فيه مايه اشربي غشان نفسك
لتومأ له برأسها وهى تتجه لتنفذ ما قاله بينما تنهد ببطئ وهو يعود ليجلس بمكانه مرة أخرى ويحدث نفسه قائلا انا شكلى حبيتها ولا ايه بس دا اخوها هو اللى ضړب اخوتى لحد ما ماټت بسبب ضربه يارب انت وحدك اللى عالم بكل شيء
لتمر عدة دقائق حتى خرجت تولين لتجلس فوق الفراش ليتحدث هو قائلا
انت سمعتى كلامى انا والياس الصبح
لتومأ هى برأسها بصمت وهى تخفضها عنه ليتنهد هو بطول وهو ينهض من مكانه ليجلس بجانبه ليرفع رأسها اليه ليردف بهدوء
تولين بعد اذنك بلاش دموع عاوزين نتكلم زى اى اتنين متحضرين ونتناقش فى المشاكل والوضع الجديد اللى احنا فيه انت تقوليلى اللى حاسه وانا هقولك اللى انا متقبله واللى مش قادر اتقبله
لتومأ له براسها وهى تنظر الى عينيه مباشرة وتحارب تلك الدموع من الهطول فوق وجنتيها
انا عارفه انك مش عاوزني بعد اللى امير عمله مع سارة الله يرحمها ودا حقك ازاى هتتقبل تعيش مع واحده اخوها هو السبب فى مۏت اختك .. بس هو اخويا .. مالك انا مش عاوزة اطلق منك انا حبيتك وحبيت حنيتك وملك اللى اعتبرتها اختى وصاحبتى انتم عوضونى عن حاجات كتير كنت مفتقدها فى حياتى بس دا اخويا...
كان ملك يستمع اليها وهو يستشف صدقها من نبرتها وملامح وجهها الباكى لكن عقله وتفكيره توقف عندما سمع كلمتها انا حبيتك ليتسأل داخله هل هى بالفعل تحبه ام انها قالت هكذا لانها اعتادت عليه ليردف قائلا وهو يحاول السيطرة على نفسه