رواية نورهان كاملة
وشعورها بالذنب يتفاقم مع كل نفس يخرج من رئتيها مم يجعلها تكاد تختنق به الخي. .انة طلعت حاجة صعبة جدا .. مش زي ما كنت فاكرها
تبخر إنفعالاته تجاهها بمجرد أن أدرك معنى كلامها وتجمد في مكانه للحظات وكأن الصدمة حدت من تفكيره الذي انحصر في ذكرى ماضية تشبه هذا الموقف إلى حد كبير ليسألها بنبرة شبه واثقة جوزك .. خا..نك!
غطت هيام فمها بكفها ونظراتها شاردة في نقطة واهية وأضافت بنبرة مريرة مليئة بالندم معرفش ازاي سمحت لنفسي اعمل زي ماهو عمل .. انا مش خا..ينة والله العظيم .. ولا عمري عملت كدا .. ازاي هو قدر يعمل فيا كدا .. ازاي!!!!
مسح باسم على وجهه بضيق وهو يتمتم لها بهدوء خلاص انسي اللي حصل .. هتقدري تسوقي ولا تحبي اوصلك!!
أجابت هيام على سؤاله بنفى خاڤت تزامنا مع نهوضهما لكنها لم تستطع رفع عينيها والنظر إليه لالا هقدر .. متشكرة انك فهمتني وبعتذر ليك مرة تانية .. بس مش هقدر اكمل الشغل دا معاك
بقلم نورهان محسن
حوالي الساعة الثامنة مساءا
أبريل تقف مع رضوى وأميرة داخل أحد متاجر الملابس في مجمع تجاري ضخم.
قالت ابريل برفض لا .. مش عجبني
نظرت رضوى إلى فستان طويل من اللون الليموني الهادئ كانت تحمله في يدها ثم أبدت استنكارها هاتفة بتذمر هو انتي من نظرة بتقرري يا بت تعبتينا والله
تأفأفت أميرة التي كانت واقفة بجانبهم بصمت بعد أن سئمت من تشاجرهم المستمر مدققة النظر عن كثب إلى الورقة المتشابكة فى الفستان ثم هتفت بحدة ناعمة بس انتي وهي!! شوفوا مكتوب عليه كام الاول .. قبل ما تتمسكوا في شعور بعض كدا!
ألقت رضوى نظرة على المكان الذي أشارت إليه أميرة فاتسعت عيناها في ذهول ثم تمتمت بشهقة يا نهار طين .. كل دا رقم!!!
.. خلينا نروح نشوف محل تاني
التفتوا ليخرجوا من المتجر معا ليرن هاتف أبريل بنغمة أجنبية فأخرجته من جيب بنطالها الزيتي لتنظر إلى الشاشة المضيئة وهى تتمتم بصوت خاڤت دي ريهام بتتصل!!
أحاطت رضوى بكتف إبريل من الجانب وهي تدنو برأسها لتهمس بقلق لا تكون ريهام اختك عايزة العربية وهتخلينا نروح في ميكروباص
دفعت ابريل ذراع الأخرى بنفاذ صبر عن كتفها وعلقت متذمرة اتهدي بقي !! خليني اعرف ارد يا نقاقة
قامت رضوى بدفعها بخفة في ذراعها بغيظ فزفرت أميرة في يأس منهم وهي تجلس على مسطح رخامي عالي يتوسطه نباتات بينما ابتعدت أبريل قليلا لترفع الهاتف إلى أذنها بعد أن ضغطت على زر الرد قائلة بصوتها الناعم الو يا ريكا!!
جاءها صوت ريهام من الجانب الآخر تسألها بنبرة هادئة ايه يا حبيبتي .. بتعملوا ايه !! خلصتوا
تنهدت أبريل ببطء وقالت بنبرة شبه منهكة ممزوجة بالمرح لا والله لسه .. لفينا كتير جدا .. لدرجة ان يوسف لازق دلوقتي ع الكرسي الكافيه بتاع المول مش راضي يقوم .. ف سبناه انا والبنات وبنلفلف نتفرج
ضحكت ريهام وأخبرتها بقلة حيلة معلش الفقري دا مش متعود علي كدا .. فالح بس في السفر مع صحابه
شاركتها ابريل الضحك لتغمغم بتأكيد اه والله
تحدثت ريهام بنبرة لطيفة معلش ماتزعليش مني عشان مجتش معاكي يا عمري
ردت ابريل متفهمة هو بجد كان نفسي تيجي .. عشان تختاري معايا لأن ذوقك علي طول جميل وبيعجبني جدا .. بس عارفة انك مشغولة في الاتيليه .. ربنا يكون في عونك
تابعت ريهام بلهجة لينة ناعمة تسلمي حبيبتي .. كنت بكلمك صحيح عشان اقولك ماتقلقيش بكرا الصبح بنت من الاتيليه عندي هتيجي تعملك بروفا الفستان .. ولو ليكي اي كومنتس قوليلها ونصلحوا!!
تمتمت أبريل بنبرة محرجة مليئة بالامتنان لأختها التي لم تقصر معها في شيء لكنها تفضل دائما التحجيم