رواية نورهان كاملة
من عمق العلاقة بينهما ربما لأنها لم يتربوا مع بعضهم البعض أو لأنها لا تريد من أحد أن يفعل معها شيئا من باب الشفقة والتعاطف فكانت تخلق مساحة آمنة بينها وبين الآخرين لتحمي نفسها من الصدمات والمواقف المحرجة مش عارفة اقولك ايه .. شكرا يا ريهام تعباكي معايا
ردت ريهام بنبرة مؤنبة يتخللها الحنان بلاش عب..ط يا توته كدا هتزعليني منك بجد .. هو في شكر بين الاخوات يا بنتي! بطلي الحساسية دي بقي .. ولا انتي لسه ماتعرفيش غلاوتك عندي قد ايه!!
زفرت ريهام الهواء بقوة وقالت بهدوء طيب اذا عوزتي حاجة اتصلي عليا اوكي!!
همهمت ابريل بالموافقة ثم قالت ابريل بسؤال تمام .. انتي وصلتي البيت بالسلامة!
أخبرتها ريهام بصوت مرتبك نوعا ما لا لسه ورايا شغل كتير في الاتيليه .. يلا هسيبكوا تخلصوا براحتكو .. باي باي يا روحي
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
فى سيارة ياسر
يجلس ياسر ينقر بأصابعه على عجلة المقود منتظرا فتح إشارة المرور ليقول بضجر جلى وبجانبه يارا يبدو عليها أنها شاردة التفكير زمانهم وصلوا قبلنا علي المطعم .. بجد الزحمة دي بقت حاجة لا تطاق!!
خرجت تنهيدة خاڤتة من فمها أعقبها ردها الهادئ وهي تحدق خارج النافذة ولا حد .. مفيش!!
مط ياسر شفتيه بعدم اقتناع من ردها وعلق بجدية يشوبها الحيرة مالك بجد !! ولا خلاص بقيتي تخبي عليا!
عاود ياسر ليسألها بإلحاح اومال مالك كدا متوترة .. ومابتتكلميش معايا مش زي عوايدك !!
هزت يارا كتفيها للأعلى ثم للأسفل وشبكت أصابعها ببعضها وتمتمت بإفصاح متعمد مفيش حاجة .. كل الحكاية بفكر هعمل ايه يوم خطوبتك!!
تمتمت يارا بنبرة متوترة أتقنتها ببراعة بصراحة شايلة هم اليوم دا .. انت عارفني مابحبش اكون وسط ناس معرفهاش .. ببقي متوترة ومش مرتاحة!!
استفهم ياسر بغرابة شديدة ايه اللي بتقوليه دا بس يا يارا !! ما انا هبقي موجود معاكي يا بنتي..
بدت علامات الدهشة على ملامحه لما قالته وكان ينظر إليها بين الحين والآخر بعينين ضيقتين لينهي قولها بنبرة معارضة مليئة بالثقة لوحدك ايه انتي هب..لة يا
يارا !! مهما كنت متشتت علي قولتك .. هتفضل عيني عليكي .. ومهما كنت مشغول هفضل متابعك .. مش عايزك تقلقي ولا تشيلي هم حاجة
اختتم كلامه بابتسامة تلقائية تعلو فمه لتبادله إياها بسعادة داخلية قائلة بصوت ناعم مليئ بالمشاعر مؤجلة الظهور ربنا مايحرمنيش منك يا ياسر
نظرت يارا إلى الجانب من النافذة وتنفست الصعداء وشعورا بالرضا والراحة يغمرها بعد سماع كلماته الرقيقة لتتأكد أنه لا يزال يهتم بها وأن لها تأثير كبير عليه فهي لن تترك حبا دام سنوات عديدة من حياتها لهذا الرجل حتى تحظى به امرأة أخرى بكل بساطة حتى لو كان لا يعلم أنها تعشقه پجنون ولا تريد سواه أو تهتم بأي شخص آخر وحتى لو لم يكتشف بعد أنه يحبها كما تحبه فإنها ستبقى بجانبه ويكفيها ذلك مؤقتا حتى يفهم حقيقة مشاعره تجاهها بمفرده ويدرك أنها فقط التى تهيم به عشقا وتهتم به وتحفظ أسراره وتحتوي حزنه وفرحه.
ستستمر في إخت..لاق الأعذار والأسباب ليكون بقربها وتدريجيا ستف..سد علاقته عن هالة التى يعتقد أنها المناسبة له واختارها هى ليخطبها ولم تستطع فعل شيئا سوى تهنئته بسعادة وداخلها يغلى بالغي..رة والجوى لكنها على يقين أنه فى النهاية سيعود إليها.
أغمضت يارا عينيها مسترجعة ما فعلته اليوم إذ اخت..لقت عذرا بأن سيارتها معطلة حتى تتمكن من القدوم معه فى الطريق إلى ذلك العشاء بدلا من هالة وتعلم جيدا أنها تتصرف بأنا..نية ولكنها قررت الفوز على غريمتها مستخدمة الكيد الأنثوى ضدها وموقنة من إنسحاب الأخرى المؤكد وأنها ستفوز عليها فى هذه الحړب الباردة.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
في منزل باسم
باسم مسترخى بجسمه على الأريكة بالعرض محدقا في السقف بصمت وأفكاره تسبح به في الفضاء الواسع حيث عاد بعد الموقف الذي تعرض له اليوم مع هيام ليوم كان يوهم حاله بأنه قد نساه لكنه محفورا