رواية ندي الفصول من 41-50
واحتقن وجهه بالډماء من فرط غضبه .. لكنه تمالك زمام انفعالاته ونفرها من تفكيره فبهذه اللحظة لا يهمه شيء سوى زوجته حيث عادت ملامح دافئة مرة أخرى وهو يعتدل ليجلس بجوارها ويميل عليها يلثم شعرها بعدة قبلات متتالية في غرام وصوت مرتعد
_ وقفتي قلبي يارمانتي من الړعب
تطلعته مبتسمة وسألت بثبات بعدما تذكرت آخر شيء رأته قبل حاډثة الحريق
_ ليلى اتصلت بيا
جلنار بنظرة ذات معنى
_ سبت الاجتماع وجيت !!!
_ مفيش حاجة عندي أهم منك ياحبيبتي
ابتعدت عنه ببطء ومعالم وجه جامدة أما هو فمن فرط قلقه عليها لم يلاحظ نظراتها وقسمات وجهها الغريبة وسألها باهتمام
_ حاسة پألم شديد في راسك
_ شوية حاسة پألم
كان الباب مفتوحا فدخل آدم وهتف محدثا جلنار بقلق
_إنتي كويسة يا جلنار
نظرت له وابتسمت بعذوبة مجيبة
_ كويسة يا آدم
_ آدم اتصل بالدكتور وهيجي دلوقتي
أماءت له برأسها في الموافقة دون أن تنظر له .. لولا الوضع الذي هي فيه الآن لم تكن لتصمت أبدا عن ما رأته
دقائق طويلة نسبيا وجاء الطبيب وفحصها وبعد ذهابه واطمئنان عدنان بشكل تام عليها أخبرها بأن سينزل ليرى الأوضاع بالأسفل بمكان الحريق ويتفقد ما حدث وكيف وقعت الحاډث بالضبط !! ....
بمساء ذلك اليوم .......
كانت مهرة بطريق عودتها للمنزل بعدما انتهت من شراء بعض المستلزمات الخاصة بهم .. والوقت كان متأخرا قليلا وتسير بالشارع بمفردها .. وإذا بها فجأة تجد شابا يعترى طريقها وكان طويلا اسمر الوجه وملابسه رثة وشكله مثير للقلق .. فتصلبت بأرضها وطالعته بصمت حتى صاحت به بعصبية وشجاعة
_ إنتي متعرفنيش ولا إيه !!
دققت النظر به وعندما لم تتمكن من التعرف عليه
صړخت پغضب تهدده بدون خوف
_ ومش عايزة اعرفك .. أبعد بدل ما أنزل بالإكياس دي فوق وشك ودماغك افشفشها واندمك إنك وقفت في طريقي
اقترب منها الشاب بتريث وعلى ثغره ابتسامة تنبع بالشړ والغل هاتفا
لم تشعر بأي ارتيعاد بل بالعكس ابتسمت ساخرة وقالت بنظرة استحقارية ولهجة فظة
_ صحيح ازاي معرفتكش ماهو الطبيعي العيلة كلها زي بعضها
اشټعل كالجمرة بعد إھانتها البذيئة له واندفع نحوها يهم بالنيل منها .. وبتلك اللحظة كان آدم يمر بسيارته من نفس الشارع ينوي الذهاب إليها لرؤيتها رغما عنها .. فقد أخبرها أنها لن تستطيع التخلص منه بسهولة .. لكنه حين لمحها مع ذلك الشاب ورآه يحاول الاعتداء عليها وضربها نزل من سيارته فورا وأسرع إليه ليجذبه من ملابسها ويوجه له اللكمات المتتالية بسخط .
أسرعت هي تجاه آدم الذي سالت الډماء من فمه وكذلك هناك چرح بسيط بحاجبه وهتفت بزعر
_ آدم إنت كويس
كانت نظارته الممېتة عالقة على ذلك الشاب حتى استمع لصوتها فأجابها بنظرات ملتهبة
_ مين ده تعرفيه !!!
_ لا معرفهوش .. تعالى بس اركب العربية
جذبته من يده دون أن تنتظر ردا منه حتى وصلوا إلى السيارة فاستقل هو بمقعده وصعدت هو بجواره ثم فتحت احد الأكياس التي معها واخرجت منها قطن ومعقم فلحسن حظه أن المعقم انتهى من المنزل لديهم وقامت بشرائه الليلة .. كان هو يتابع ما تفعله بصمت حتى وجدها تضع القليل من المعقم فوق القطنة وتقربها من وجهه فتراجع برأسه لا إرديا للخلف هاتفا
_ بتعملي إيه !
هدرت بجدية واستنكار من جملته
_ هعقملك الچرح إنت مش ملاحظ إنك اتعورت مثلا ولا إيه !!!
سكن وتركها تقترب منه لتضع القطنة الممتلئة بالمعقم عند آخر ثغره بموضع الچرح تماما .. ووسط انشغالها بتعقيم جرحه كانت تتمتم بكلمات كثيرة لم يسمعها جيدا بسبب تأمله بها وهي قريبة منه بهذا القدر لأول مرة .. رائحتها تخللت بأنفه فاسكرته وملامح وجهها الجميلة والهادئة سحرته فجعلته يتطلع إليها بشرود وكأنه بعالم آخر .. لم يفيق إلا عندما ابتعدت قليلا عنه وقالت بغيظ منه
_ أنا بكلمك وإنت مش معبرني يعني و .... !
بترت بقية عبارتها عندما رأت نظراته لها وتجمدت مكانها بارتباك تحول لخجل وتوتر ملحوظ فوضعت المعقم والقطن بيده تهتف بإيجاز متفادية النظر إليه
_ خد كمل إنت !
انزل نظره ليده وابتسم على خجلها ثم عاد بعيناه إليها من جديد وقال بجدية
_ إنتي كنتي فين !
ردت