رواية ندي الفصول من 41-50
اطلعيلي يامهرة
أجابت برفض
_ لا مش هطلع .. مينفعش
_ ليه !
_ كدا .. مش هينفع يا آدم
جز على أسنانه بقوة وغيرة حاړقة بدأت تظهر في صوته
_ تمام يبقى أنا هدخلك !
صاحت مسرعة تمنعه فإن قال سيدخل إليها سيفعلها حقا هو لا يمزح
_ لا خلاص أنا طالعة
_ مچنون والله .. لما نشوف اخرتها معاك يا أستاذ آدم
حين التفتت خلفها لرأفت فوجدته يتحدث بالهاتف تنهدت براحة وغادرت مسرعة .. لمحت سيارته على الجانب الآخر من الطريق فوقفت وتلفتت حولها تتفقد الشارع جيدا من خلو السيارات ثم عبرت بسرعة ووصلت إليه لتستقل بالمقعد المجاور له في السيارة .
_ مين ده اللي قاعدة معاه
_ نعم !!!
آدم بعينان مشټعلة بنيران الغيرة وهو يشير على المكتبة بأصبعه
_ مين ده يامهرة !!!
دققت النظر به للحظات من الصمت القاټل بينهم وهي ليست بساذجة حتى لا ترى الغيرة النابعة من عينيه وفي صوته .. جعلتها تبتسم داخليا بسعادة لكنها أبت الخنوع له وقالت بحزم متصنع وهي تشيح بوجهها عنه تماما
آدم بخنق
_ وأنا مش بطلب منك تفسير أنا سألتك بس مين ده
تطلعت به بقوة وهتفت
_ وعايزة تعرف ليه !
سكت للحظة بضبط ثم تمتم بهدوء تام
_ عشان يهمني اعرف
ثبتت نظراتها الثاقبة والمتحدية عليه تعيد نفس السؤال لكن بنبرة وتعبير وجه مختلف
_ ليه
_ إنت مش عايز تبعد عني ليه يا آدم !!
اشاح وجهه عنها وارتفع صدره مع شهيقا قوى تنفسه ثم هبط تدريجيا مع زفيره المتهمل .. وبعدها عاد ينظر لها من جديد بثبات وعمق مجيبا
_ عشان مش قادر ابعد عنك !
_ معاكي قد إيه لغاية ما تخلصي
_ نص ساعة
_ هستناكي هنا واوصلك معايا
سكتت لثلاث ثواني ثم غمغمت برفض بسيط
_ لا أنا هروح وحدي امشي إنت
ثم جذبت يدها من قبضته ونزلت لكن قبل أن تغلق باب السيارة بعد نزولها سمعته يهتف بنبرة رجولية خشنة
_ أنا مستنيكي يامهرة !
لم يبالي برفضها وكالعادة سيفعل ما يريده رغما عنها .. لكنها ليست في الوضع أو الوقت المناسب الذي يمكنها من معاندته ومعارضته حيث اكتفت بنظرة جامدة ثم ابتعدت وعبرت الشارع بسرعة وهي تبتسم باستحياء وسعادة .. وقبل دخولها للمكتبة توقفت والتفتت برأسها للخلف فتتلاقى نظراتهم معا في صمت لثواني قبل أن تستدير برأسها وتدخل وهي لا تستطيع التحكم بتلك الابتسامة الساذجة التي فوق شفتيها ! .
ركضت الصغيرة على باب المنزل بعد سماعها لصوت الرنين العالي وقد رجحت أن الطارق أبيها لذلك هرولت مسرعة لتفتح له الباب .
تعلقت بمقبض الباب وفتحت الباب فقابلت والدها أمامها كما توقعت .. لتقفز فرحا وترتمي عليه فيحملها هو ضاحكا ويلثم وجنتيها بحنو متمتما في شوق
_وحشتيني ياهنايا
ردت برقة معهودة
_ وإنت كمان يا بابي
كانت خلفها منيرة التي توقفت عندما رأت عدنان وابتسمت بعذوبة ترسل ترحيبها من خلال الابتسامة وعندما خرجت جلنار من المطبخ فاستدارت هي وانصرفت .. قادت جلنار خطواتها الهادئة نحوه حتى وقفت أمامه مباشرة فسألها هو بنبرة رزينة وجادة
_ أخباره إيه دلوقتي
جلنار
_ بقى كويس الحمدلله
_ أنا هطلع اشوفه هو في أوضته مش كدا
هزت رأسها بالإيجاب فانحنى وانزل ابنته من فوق ذراعيه هاتفا
_ أنا هطلع أطمن على جدو ياحبيبتي وخليكي هنا مع ماما
زمت شفتيها بعبوس وتمتمت
_ اجي معاك يا بابي
عدنان بلطف
_ لا خليكي هنا .. اسمعي الكلام ياهنون
عبست وأماءت برأسها في موافقة مقتضبة لينحنى عليها
ويطبع قبلة سريعة فوق شعرها ثم ينتصب ويقود خطواته الطبيعية للطابق الثاني حيث غرفة نشأت .. وسط نظرات جلنار المتعجبة من رفضة لبقاء الصغيرة معهم ! .
طرق عدنان عدة طرقات خفيفة فوق الباب فسمح صوته يسمح بالدخول .. فتح الباب ودخل ثم أغلقه خلفه .. اعتدل نشأت في جلسته فور رؤيته له بينما الآخر فاقترب وجلس على المقعد القريب منه وتمتم بجدية
_ الف سلامة عليك