رواية ندي الفصول من 41-50
مرة أخرى بشكل لا إرادي من فرط دهشتها واستقرت نظراتها عليها وهو يغادر بعد أن ودعها بابتسامة ونظرة دافئة ! ....
بعد مرور ثلاث ساعات تقريبا ......
توقف السائق بالسيارة أمام منزل نشأت الرازي ففتحت جلنار باب مقعدها بسرعة وقالت بإيجاز سريع قبل أن تنزل
_ امشي إنت
أجاب السائق الخاص برسمية
جلنار بعصبية
_ سمعت أنا قولت إيه ولا اكرر تاني
كتم السائق فمه ولم يتفوه مرة أخرى أما هي فنزلت وقادت خطواتها شبه ركضا لباب المنزل القلق والخۏف يستحوذها بالكامل .
طرقت الباب بقوة لثلاث مرات متتالية وبعد ثواني معدودة فتحت لها الخادمة الباب .. فاندفعت جلنار للداخل بتلهف هاتفة
ردت بهدوء ونبرة مرتاحة على عكس التي حدثتها بها منذ قليل بالهاتف
_ كان تعبان جدا وأنا الصراحة خۏفت واټخضيت لما لقيته بيترعش ومش قادر يتكلم وبعدين أغمى عليه فاتصلت بحضرتك فورا .. بس الحمدلله الدكتور جه وبقى كويس شوية دلوقتي بعد ما كشف عليه
_ هو في اوضته مش كدا
هزت منيرة رأسها بالإيجاب فاندفعت جلنار للأعلى مسرعة .. لا تتمكن من إخفاء خلعها وفزعها على أبيها فمكالمة الخادمة وصوتها المزعور جعلها تتخيل أن والدها يلفظ أنفاسه الأخيرة مما دفعها للقدوم إليه فورا ! .
وصلت للطابق الثاني من المنزل واتجهت إلى غرفته .. كان الباب مفتوحا وهو ممدا فوق فراشه والغطاء فوق جسده حتى صدره مغمضا عيناه بتعب ملحوظ فوق معالم وجهه .. اقتربت منه وجذبت مقعد لتجلس بجوار فراشه هاتفة باهتمام
فتح نشأت عيناه دفعة واحدة پصدمة فور سماعها لصوت ابنته وطالعها مطولا بعدم استيعاب هامسا
_ جلنار !!!
جلنار بصوت خاڤت وقلق
_ منيرة اتصلت بيا لما تعبت وقالتلي على اللي حصلك .. الدكتور قالك إيه وإيه سبب التعب ده
رأت ابتسامة السرور ترتفع لثغره فتنير وجهه الذابل وهو يرمقها بحنو ثم يعتدل قليلا في نومه ويتمتم بصوت رخيم ومبحوح
غضنت حاجبيها پصدمة وردت فورا
_ سكر .. إنت معندكش سكر
_ أنا مكنتش اعرف بس لما تعبت من فترة وروحت للدكتور
قالي إني عندي السكر
سكنت لوهلة تتطلعه بأسى وعينان لامعة بالعبارات .. الخطأ الذي اقرفته بحقها وظلمه لها خلق سدا بينهم وفصل الأب والابنة .. حتى أنها لا تعرف بمرضه وتكتشفه الآن كالغريب ! .
_ طيب إنت كويس دلوقتي
نشأت بنظرات أبوية حانية وسعيدة
_ مش إنتي جيتي تتطمني عليا وتشوفيني بنفسك صدقيني ده عندي بالدنيا وبقيت زي الفل بعد ما شوفتك يابنتي
غامت عيناها بالدموع وقبل أن تفقد السيطرة على زمام نفسها هتفت وهي تهم بالوقوف
_ أنا هفضل موجودة هنا النهارده لغاية ما تتحسن وهنزل دلوقتي اعملك الأكل عشان تاخد العلاج
حين تطلعت بعينيه في تدقيق رأت دموعه بهم .. استطاعت فهم نظراته جيدا كانت تحمل مشاعر كثيرة ما بين الندم والأسف والفرحة .. جعلتها تبتسم له بدفء ثم استدارت وغادرت ثم قادت خطواتها على الدرج للطابق الأول وقد خانتها دمعة متمردة وسقطت فوق وجنتها فأسرعت ومسحتها قبل أن تراه منيرة وأكملت طريقها باتجاه المطبخ ! .....
بتمام الساعة التاسعة مساءا ..........
كانت عيناه عالقة على داخل تلك المكتبة تحديدا عليها هي وذلك الشاب الغريب الذي تتحدث معه بتلقائية تامة وتضحك وتمزح .
يقف بسيارته في الخارج ويتابعهم تقريبا منذ ما يقارب العشر دقائق .. حتى طفح كيله ونيران الغيرة والڠضب اشتعلت في صدره بقوة لتجعل نظراته أكثر ڼارية وحدة .. مسح على وجهه متأففا ثم أخرج هاتفه وأجرى اتصال ليرفع الهاتف إلي أذنه يستمع للرنين وعينيه مازالت ثابتة عليها .
أجابت هي دون التحقق من هوية المتصل بالأول بسبب انشغالها بالحديث المرح مع رأفت وعندما ردت وسمعت صوته المتحشرج
_ أيوة يامهرة
تعرفت عليه فورا من صوته فانزلت الهاتف تنظر لاسم المتصل لتتأكد ثم عادت ترفع الهاتف وتجيب بنظرات زائغة عن رأفت
_ الو
آدم بحزم واستياء ملحوظ في نبرته
_ أنا واقف برا بالعربية
اتسعت عيناها بدهشة وهتفت وهي تتلفت حولها باحثة عنه من خلال الزجاج
_ برا فين !
آدم ببساطة وصوت مخټنق
_ عند المكان اللي بتشتغلي فيه .. اطلعيلي عايز اتكلم معاكي
فغرت فمها لا إرديا من الذهول .. ودار بذهنها ألف سؤال محير في اللحظة الواحدة .. لكنها تدراكت نفسها وارسلت ابتسامة صافية لرأفت الذي يتطلعها باستغراب واهتمام ثم اشارت له بأنها ستبتعد قليلا لتتمكن من التحدث براحة أكثر .
وبمجرد ابتعادها عن مسامعه هتفت لآدم بالهاتف
_ إنت بتعمل إيه برا يا آدم !!
غمغم بغيظ مكتوم
_ بتفرج عليكم ! ..