رواية ندي الفصول من 41-50
فقد علمت في الصباح فقط أن أمرها انكشف والجميع عرف بأنها المتسببة في ذلك الحريق .. حتى أنها حاولت الهروب لكنها لم تستطيع وفشلت .
وقفت بمسافة بعيدة عن عدنان بالأخص وهي تتحاشى النظر إليه في خوف بينما جلنار فأخذت تتطلع إليه بعدم فهم وتعود وترمق جميلة پغضب شديد .. فوجدت زوجها يهب واقفا من مقعده ويتقدم باتجاه جميلة حتى وقف أمامها مباشرة وهتف بنظرات مظلمة ومرعبة
كانت تتطلع إليه برهبة وقلبها يرتجف من الړعب وعيناها بدأت بزرف الدموع حتى سمعته يكمل بالجملة التي سقطت عليها كالصاعقة
................
_ الفصل الخمسون _
صمت قاټل ملأ الغرفة بأكملها من بين نظرات الدهشة والخۏف والڠضب بعد الجملة الأخيرة التي تفوه بها وهو يترك حرية اختيار العقاپ لزوجته ! .
بعد ثانية بالضبط كانت تتقدم منها فتراجع عدنان للخلف .. ووقفت هي أمامها ترمقها مطولا بأعين ممتلئة بالڠضب والثبات الانفعالي المريب .. السكون الذي تستخدمه وعامل الإثارة لمعرفة نوع العقاپ الذي ستقرره كان خير عقاپ لها حيث أنها كانت تعاقب في الثانية ألف مرة بهذا الصمت الممېت .
_ أنا مش هعملك حاجة عارفة ليه .. عشان مشفقة عليكي من الغل والحقد اللي مالي قلبك وبيتهأيلي ده اقسى عقاپ ممكن ربنا يعاقب بيه البني آدم إنه ينتزع من قلبه الرحمة .. وعشان كدا هكتفى بحاجة واحدة بس إني هقولك ملكيش مكان في الشركة ومش عايزة اشوف وشك تاني أبدا
_ اطمني من ناحية مش هتشوفي وشها فمفيش حد أبدا هيشوفها تاني أساسا ياحبيبتي
التفتت جلنار له تتطلعه ببعض الاستغراب وعدم الفهم بينما هو فتركها وابتعد عنها ليقبض على ذراع جميلة ويهتف في نبرة قذفت الړعب في قلبها وأصابتها بالصدمة
جميلة پصدمة وړعب
_ بوليس !! .. لا لا .. سامحني ياعدنان .. أنا آسفة يا جلنار ابوس إيدك متسجنيش
لم يبالي بكلمة واحدة مما سمعها من توسلاتها بل جرها معه للخارج في قسۏة وسط نظرات جميع الموظفين المذهولة والخائڤة قليلا .
ظلت جلنار مستمرة بأرضها في عدم استيعاب وعلى عكس المتوقع لم تلحق به بل استدارت بعد ثواني واقتربت من النافذة تنظر منها فترى سيارة الشرطة بالفعل في الأسفل وثم رأته وهو يخرج جميلة ويتركها ليمسك بذراعها أحد العساكر ويدخلها للسيارة عنوة وسط بكائها .. وبعد دقيقتين تحركت السيارة بها وغادرت ودخل هو للشركة مرة أخرى .
كان الجميع يقفون يشاهدون الحدث الأكثر إثارة بالشركة وفور دخول عدنان انتفضوا وانتصبوا في وقفتهم برهبة .. بينما هو فتوقف ودار بنظره بينهم في حدة ثم ارتفع صوته الجهوري والمرعب هاتفا
_ اللي حصل دلوقتي ده عبرة للكل .. عشان
لو حد فكر إنه يتخطى حدوده زيها يفتكر كويس إن العقاپ هيكون عسير
_ كل واحد على شغله يلا
فور سماعهم لتلك الجملة تفرقوا فورا وذهب الجميع لمكان عمله بسرعة في صمت بينما هو فأكمل طريقه باتجاه المصعد ليستقل به ثم انفتح الباب بعد لحظات أمام الطابق الثالث .. خرج وقاد خطواته إلى غرفة مكتبه .
فتح الباب ودخل ثم اغلقه وتقدم منها بعدما التفتت هي بجسدها له فور دخوله .. وعندما أصبح قبالها همست بهدوء
_ ليه عملت كدا !
رفع كفه وملس على وجنتيها بإبهامه في رقة مغمغما بدفء وحزم معا
_ إنتي حنينة وطيبة ياجلنار وسامحتيها بس أنا لا .. ولا يمكن اتساهل في حقك يعني هي اخدت جزائها اللي تستحقه
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة خاڤتة ليسترسل هو كلامه بنظرة عميقة مليئة بالآمان
_ قولتلك إن أي حد هيحاول يأذيكي همحيه نهائي
مالت شفتيها من الجانبين مظهرة عن ابتسامة ناعمة .. وبعيناها كانت نظرة مغرمة لأبعد الحدود
_ ربنا يخليك ليا
غضن حاجبيه بدهشة وابتسامة سعيدة فأبعدها عنه برفق وهمس غير مصدقا
_ قولتي إيه !!
اتسعت ابتسامتها لتظهر أسنانها الناصعة وتكرر نفس الجملة بعاطفة أشد ورقة
_ ربنا يخليك ليا ياعدنان
استطاعت أن