الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول من 41-50

انت في الصفحة 48 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

فقد علمت في الصباح فقط أن أمرها انكشف والجميع عرف بأنها المتسببة في ذلك الحريق .. حتى أنها حاولت الهروب لكنها لم تستطيع وفشلت .
وقفت بمسافة بعيدة عن عدنان بالأخص وهي تتحاشى النظر إليه في خوف بينما جلنار فأخذت تتطلع إليه بعدم فهم وتعود وترمق جميلة پغضب شديد .. فوجدت زوجها يهب واقفا من مقعده ويتقدم باتجاه جميلة حتى وقف أمامها مباشرة وهتف بنظرات مظلمة ومرعبة 
_ لعبتي في عداد عمرك ياجميلة وأنا محدش يلعب معايا .. خلينا متفقين إني مكنتش متوقع أبدا إن توصل بيكي الجراءة والشجاعة إنك تحاول تقربي من مراتي وتأذيها .. وزي ما إنتي خالفتي توقعاتي عقاپي كمان هيكون غير متوقع بالنسبالك
كانت تتطلع إليه برهبة وقلبها يرتجف من الړعب وعيناها بدأت بزرف الدموع حتى سمعته يكمل بالجملة التي سقطت عليها كالصاعقة 
_ بس قبل ما عقاپي يبدأ في عقاپ تاني مميز ليكي وهيكون من جلنار .. هي اللي هتقرره وأي كان العقاپ اللي هتختاره هيتنفذ ........................................ !!!
................
_ الفصل الخمسون _
صمت قاټل ملأ الغرفة بأكملها من بين نظرات الدهشة والخۏف والڠضب بعد الجملة الأخيرة التي تفوه بها وهو يترك حرية اختيار العقاپ لزوجته ! .
لحظة وأثنين وثلاثة حتى استعادت جلنار بأسها ونظراتها القوية لتهب واقفة وتنقل نظرها بينهم بسكون وغموض غريب أرعب جميلة .
بعد ثانية بالضبط كانت تتقدم منها فتراجع عدنان للخلف .. ووقفت هي أمامها ترمقها مطولا بأعين ممتلئة بالڠضب والثبات الانفعالي المريب .. السكون الذي تستخدمه وعامل الإثارة لمعرفة نوع العقاپ الذي ستقرره كان خير عقاپ لها حيث أنها كانت تعاقب في الثانية ألف مرة بهذا الصمت الممېت .
ارتفع صدر جلنار بشهيقا طويلا وهبط مع زفيرا متهملا ثم اعتلت وجهها ابتسامة ساخرة ونظرة وضيعة خرج معها صوتها أخيرا وهي تقول بقوة تليق بها 
_ أنا مش هعملك حاجة عارفة ليه .. عشان مشفقة عليكي من الغل والحقد اللي مالي قلبك وبيتهأيلي ده اقسى عقاپ ممكن ربنا يعاقب بيه البني آدم إنه ينتزع من قلبه الرحمة .. وعشان كدا هكتفى بحاجة واحدة بس إني هقولك ملكيش مكان في الشركة ومش عايزة اشوف وشك تاني أبدا
ابتسم عدنان من الخلف ثم تحرك إلى زوجته ووقف خلفها ليحاوطها من خصرها بذراعه ويميل على رأسه يقبلها برفق متمتما ونظراته الملتهبة ثابتة على جميلة 
_ اطمني من ناحية مش هتشوفي وشها فمفيش حد أبدا هيشوفها تاني أساسا ياحبيبتي
التفتت جلنار له تتطلعه ببعض الاستغراب وعدم الفهم بينما هو فتركها وابتعد عنها ليقبض على ذراع جميلة ويهتف في نبرة قذفت الړعب في قلبها وأصابتها بالصدمة 
_ يلا عشان عقاپي بدأ والبوليس مستنيكي تحت
جميلة پصدمة وړعب 
_ بوليس !! .. لا لا .. سامحني ياعدنان .. أنا آسفة يا جلنار ابوس إيدك متسجنيش
لم يبالي بكلمة واحدة مما سمعها من توسلاتها بل جرها معه للخارج في قسۏة وسط نظرات جميع الموظفين المذهولة والخائڤة قليلا .
ظلت جلنار مستمرة بأرضها في عدم استيعاب وعلى عكس المتوقع لم تلحق به بل استدارت بعد ثواني واقتربت من النافذة تنظر منها فترى سيارة الشرطة بالفعل في الأسفل وثم رأته وهو يخرج جميلة ويتركها ليمسك بذراعها أحد العساكر ويدخلها للسيارة عنوة وسط بكائها .. وبعد دقيقتين تحركت السيارة بها وغادرت ودخل هو للشركة مرة أخرى .
كان الجميع يقفون يشاهدون الحدث الأكثر إثارة بالشركة وفور دخول عدنان انتفضوا وانتصبوا في وقفتهم برهبة .. بينما هو فتوقف ودار بنظره بينهم في حدة ثم ارتفع صوته الجهوري والمرعب هاتفا 
_ اللي حصل دلوقتي ده عبرة للكل .. عشان

لو حد فكر إنه يتخطى حدوده زيها يفتكر كويس إن العقاپ هيكون عسير
_ كل واحد على شغله يلا
فور سماعهم لتلك الجملة تفرقوا فورا وذهب الجميع لمكان عمله بسرعة في صمت بينما هو فأكمل طريقه باتجاه المصعد ليستقل به ثم انفتح الباب بعد لحظات أمام الطابق الثالث .. خرج وقاد خطواته إلى غرفة مكتبه .
فتح الباب ودخل ثم اغلقه وتقدم منها بعدما التفتت هي بجسدها له فور دخوله .. وعندما أصبح قبالها همست بهدوء 
_ ليه عملت كدا ! 
رفع كفه وملس على وجنتيها بإبهامه في رقة مغمغما بدفء وحزم معا 
_ إنتي حنينة وطيبة ياجلنار وسامحتيها بس أنا لا .. ولا يمكن اتساهل في حقك يعني هي اخدت جزائها اللي تستحقه
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة خاڤتة ليسترسل هو كلامه بنظرة عميقة مليئة بالآمان 
_ قولتلك إن أي حد هيحاول يأذيكي همحيه نهائي
مالت شفتيها من الجانبين مظهرة عن ابتسامة ناعمة .. وبعيناها كانت نظرة مغرمة لأبعد الحدود 
_ ربنا يخليك ليا 
غضن حاجبيه بدهشة وابتسامة سعيدة فأبعدها عنه برفق وهمس غير مصدقا 
_ قولتي إيه !! 
اتسعت ابتسامتها لتظهر أسنانها الناصعة وتكرر نفس الجملة بعاطفة أشد ورقة 
_ ربنا يخليك ليا ياعدنان 
استطاعت أن
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 52 صفحات