رواية ندي الفصول من 41-50
ترى السعادة الحقيقية بنظراته لها ثم انحنى ولثم جبهتها بعدة قبلات متتالية وسط همسه النابع من صميمه
_ ويخليكي ليا يارمانتي
سكنت للحظة بعد جملته ثم سألته مبتسمة بفضول حقيقي
_ عدنان إنت ليه بتقولي يارمانتي .. أكيد مش اسمي بس هو السبب !!
ضحك بخفة ثم لف ذراعيه حول خصرها وجذبها إليه ليقول باسما بوداعة ومرح جميل
حدقته بعدم فهم فتابع هو
_ لما شوفتك أول مرة وكنتي بټعيطي كان وشك كله أحمر ومع شعرك الأسود كان شكلك لا يمكن يتنسى .. دي نقطة وتاني نقطة إنك زي الرمان فيه لذعة قوية ومميزة مش بتخليك تنفر منه أبدا بل بالعكس بتجذبك ليه أكتر .. وكمان شكله مغري
أنهي العبارة الأخيرة بغمزة جريئة منه لم تخجلها بل اضحكتها بقوة وقالت من بين ضحكها
قهقه وهتف بلؤم
_ هي إيه دي .. إن الرمان مغري ولا رمانتي
جلنار بخجل بسيط هذه المرة
_ عدنان !
كادت أن تكمل كلامها لكنه بتر عباراته وغاص معها في لحظاتهم الخاصة والمميزة تماما كرمانته !!! .
داخل غرفة التصميم بالمتجر كانت تجلس زينة وتتحدث بالهاتف مع صديقتها في عفوية تامة ...
ردت الأخرى بجدية
_ زينة شيلي آدم من عقلك هو مستحيل يكون ليكي وهو بنفسه وضحلك ده
تنفست الصعداء بأسى وقالت
_ عارفة يا سمر إن آدم لا يمكن يكون ليا بس ڠصب عني
سمر بحزم وخنق
_ هو إيه ده اللي ڠصب عنك
زينة بضيق
_ لما بشوفه بتوتر معرفش ليه !
_ ده طبيعي صدقيني لكن إنتي شيلي الموضوع من دماغك نهائي ومتفكريش فيه
كان هشام بطريقه إليها في الداخل قبل أن يسمع اسم آدم ببداية كلامها مما جعله بتلقائية يقف بالخارج ويستمع لحديثها كامل مع صديقتها .
شعوره لا يمكن وصفه بهذه اللحظة إلا أنه كان يأس وڠضب وغيرة .. هل هاجر لسنوات حتى يعود مجددا ويسمعها تتحدث عن حبها من جديد .. لم يعد لديه الطاقة للتحمل أكثر من ذلك .. ڼزيف قلبه يزداد مع مرور الوقت ودوائه لا يبالي به ! .
_ طيب اقفلي يا سمر دلوقتي وهكلمك تاني شوية
أنهت الاتصال معها واستقامت واقفة لتسرع للخارج بارتيعاد بسيط حتى ترى ما سبب تلك الضجة .. وتصلبت للحظة حين رأت هشام يسير لخارج المتجر بأكمله في خطوات مسرعة ويبدو أنه اسقط شيء عن غير عمد أثناء سيره .. فأسرعت خلفه وصاحت عليه
توقف مرغما على أثر صوتها ولم يلتفت لها بل هي التي اقتربت ووقفت أمامه تهتف بريبة
_ إنت ماشي ليه !
هشام بإيجاز دون أن يتطلع إليها
_ ورايا مشوار مهم ولازم امشي
هم بالتحرك والانصراف فور إنهاء عبارته لكنها منعته وقبضت على رسغه هاتفة باهتمام وقلق
_ مالك ياهشام .. إنت مضايق مني في حاجة !
نظر لها بقوة وقال باستياء
_ مفيش حاجة يا زينة .. أنا ماشي
لحقت به إلى الباب ووقفت حاجزا بين وبين الباب تهتف پغضب بعدما تأكدت أنه يخفي شيء عنها
_ مش هتمشي غير لما تفهمني في إيه !
مرر كفه على وجهه متأففا بغيظ ونظرات مخيفة تراها للوهلة الأولى في عيناه دفعتها للتصميم أكثر على فهم سبب كل هذا الانزعاج !! .
حسم قراره أنه سينهى كل هذه السخافة الليلة .. لا مجال للعودة أو التردد .
تطلع بها بنظرة ثاقبة وسأل
_ إنتي لسا بتحبي آدم يازينة
الجمت الدهشة لسانها وطال تطلعها إليه دون الرد .. لا تفهم كيف عرف ومتى لكنه لم يمهلها اللحظة للتفكير حيث صاح بعصبية من صمتها
_ بتحبيه ولا لا !!! .. ردي عليا يازينة
فقدت القدرة على التحدث ولا تدري ماذا تقول .. فلن يسعفها عقلها ولسانها للإجابة عليه بالكلمات المناسبة .. وبالأخير أثرت الصمت الذي لم يكن خير رد أبدا بل كان فتيل لإشتعال النيران وانفجار القنبلة المتجسدة أمامها في جسد إنسان .
حصل على إجابة سؤاله من صمتها .. وفسره كما اقنعه عقله .. فابتسم بعدم تصديق ومرارة وتحولت عيناه إلى جمرة حمراء ملتهبة تشع بالجموح والغيرة .
فقد زمام تحكمه في ذاته وانفعالاته فصاح بعدم وعي وسخط هادر
_ أنا توقعت الإجابة دي برضوا .. هتفوقي إمتي .. كفاية يا زينة .. أنا تعبت ومبقتش قادر استحمل اكتر من كدا .. معقول إنتي كل ده مش حاسة بيا ولا بحبي ليكي .. سنين وأنا بټعذب بسبب بعدك عني وعشقي وإنتي مش حاسة .. أنا مرجعتش بعد السنين والغياب وألم الشوق والفراق ده كله عشان اشوف حبك لآدم من تاني .. آدم اللي بسببه أنا