رواية ندي الفصول من 51-60
متوقعا هذا السبب منذ البداية وبالفعل لم يخيب ظنه .. حيث أجابها برزانة
_ دي كانت رغبته يا جلنار وطلب مني مقولكيش وأنا احترمت رغبته عشان كدا مقولتلكيش
جلنار بضيق وعينان دامعة
_ بس ده مش دور برد عادي يا عدنان .. ده ورم في المخ وإنت شوفت بنفسك ازاي تعب في المستشفى الصبح والدكتور قال العملية لازم تتم في أقرب فرصة وخلال الأسبوع
احتضن كفها بين يديه وهدر بنظرة كلها ثقة وآمان
_ متقلقيش إن شاء الله هيخرج منها بخير .. أنا اتكلمت مع الدكتور وقالي إن العملية نسبة نجاحها كبيرة الحمدلله ومفيهاش خطړ على حياته وهو حالته مش متأخرة بس الأفضل أنهم يسرعوا في التدخل الجراحي واستئصال الورم عشان متحصلش مضاعفات والحالة تسوء اكتر
_ أول مرة أحس إني خاېفة على بابا بالشكل ده .. عمري ما تخيلت في مرة إنه ممكن يجي يوم وابقى خاېفة اخسره زي ماما
فرد ذراعيه وضمھا لصدره ثم رفع يده وملس فوق شعرها بحنو هامسا
_ ادعيله ياحبيبتي وان شاء الله ربنا يشفيه ويقومه بالسلامة
عم الصمت بينهم لبرهة من الوقت قبل أن يبتسم هو ويقول بخفوت
_ عارفة رغم كل المشاكل اللي بينا أنا وهو واللي احيانا بتوصل لعداوة بس لما عرفت بمرضه اضايقت وقلقت عليه زيك واكتر كمان يمكن
ابتعدت عنه وطالعته پصدمة لترد
_ بجد !!!
ابتسم وأماء لها بالإيجاب لتكمل هي بعبوس
_ اطمني أنا لسا مكلمه قبل ما ارجع البيت وكان كويس الحمدلله
رفعت يدها وملست فوق وجنته ولحيته برقة مردفة في عشق
_ ربنا يخليك ليا يا عدنان
دنى منه ولثم جانب ثغرها متمتما
_ ويخليكي ليا يارمانتي
جلنار باهتمام حقيقي وقلق
عدنان مبتسما براحة
_ الحمدلله كويس واحتمال يخرج بكرا كمان لو حالته اتحسنت اكتر
ردد الحمدلله بخفوت في ابتسامة نقية حتى سمعته يقول بنبرة حادة
_ أنا بكرا نازل اسكندرية ورايا شوية شغل ضروري وهرجع بليل متأخر
جلنار بريبة وقلق
_ في حاجة حصلت ولا إيه !
هزت بالإيجاب باسمة ثم اقتربت منه ومالت بجسدها عليه لتسند رأسها فوق صدره وذراعها تلفه حول رقبته مغمضة عيناها بتلذذ وراحة وهي تشعر بلمساته الرقيقة والساحرية سواء بأنامله أو شفتيه ! .
توقفت زينة أمام باب المنزل وقبل أن ترفع أناملها لتطرق عليه أوقفها صوت رنين الهاتف فوضعت يدها داخل حقيبتها واخرجته .. ثم تمعنت النظر مبتسمة في اسم المتصل وأجابت مسرعة
_ نعم
هشام بنبرة غرامية
_ وصلتي البيت
زينة بابتسامة عريضة عينان لامعة بوميض جديد
_ اممممم وقدام باب البيت
هدر بخفوت يذيب القلب
_ طيب ابقى سلميلي على فوفا
_ حاضر يوصل أي طلبات تاني يادكتور هشام !
ضحك وأجاب بمداعبة
_ حلوة دكتور هشام دي .. عموما لا مفيش طلبات تاني يا زينو .. تصبحي على خير
زينة ببسمة خجلة
_ وإنت من أهله
أنهت الاتصال معه وانزلت الهاتف من فوق أذنها تحدق به بابتسامة بلهاء وسعيدة ثم أسرعت وطرقت الباب بشكل متتالي وبقوة .. وفورا بعد لحظات فتحت لها ميرڤت وهي مڤزوعة وقالت
_ إيه يا زينة وليه اتأخرتي كدا يابنتي
غارت عليها وعانقتها بقوة هاتفة في فرحة غامرة ووجه مشرق
_ مامتي يا مامتي .. هشام مش هيسافر خلاص
تهللت أسارير ميرڤت وابعدتها عنها بسرعة لتعلق الباب وتقول بفضول
_ بجد .. إزاي وحصل إيه !
ابتسمت بخجل وقالت في عين لامعة
_ عشاني !
ضيقت ميرڤت عيناها بعدم فهم واستغراب فقبضت زينة على بها وجذبتها معها للداخل هاتفا بحماس
_ تعالي معايا وهحكيلك كل حاجة
سارت ميرڤت خلفها وهي تضحك على ابنتها بدهشة من تصرفاتها المختلفة والجديدة !!! ......
بعد مرور يوم كاملا ............
خرجت جلنار بالصباح الباكر من متجر لألعاب الأطفال بعدما قامت بشراء لعبة لصغيرتها .. وأثناء خروجها اصطدمت بأحدهم لم نلاحظه وعندما رفعت رأسها لتعتذر صدمت لفريدة أمامه وتطالعها مبتسمة بسخرية لتقول
_ معقول جلنار الرازي بنفسها دي ايه الصدف دي
رمقتها باشمئزاز جلنار وازدراء قبل أن تهم بالانصراف لكن الأخرى قبضت على ذراعها لتوقفها هاتفة
_ مستعجلة ليه يا جلنار استنى لحظة
رمقتها شزرا وجذبت يدها من قبضتها پعنف متمتمة في تحذير وڠضب غادر
_ أياكي تلمسني تاني فاهمة ولا لا .. وياريت كمان متخلنيش اشوفك يافريدة
ضحكت وقالت بخبث
_ لا ما إنتي هتشوفيتي كتير أوي الأيام الجاية
تأففت جلنار بنفاذ صبر وعيناها مازالت تتجول على فريدة بخنق حتى وجدتها تبتسم بشيطانية وتقول
_ هو إنتي متعرفيش ولا إيه !
تفحصتها جلنار بنظرة كلها اشمئزاز واستحقار قبل أن تجيبها بعدم اهتمام ونفاذ صبر
_