رواية ندي الفصول من 51-60
لا معرفش ومش عايزة اعرف حاجة يافريدة
أنهت عبارتها واستدارت لتهم بالانصراف لولا جملة الأخرى المفعمة بالنصر والخبث وهي تهتف
_ عدنان كان عندي امبارح في اسكندرية واتكلمنا مع بعض .. يعني جهزي نفسك عشان عهدك هيخلص من قبل ما يبدأ حتى وأنا وعدنان هنرجع تاني لبعض !
تسمرت بأرضها بفعل الدهشة وبقت ساكنة مكانها لوقت طويل .. ما بين الريبة والاستنكار حتى أثرت الثقة بالأخير واستدارت لها وهي تبتسم هازئة وتقول بقوة ومكر
ألقت كلماتها كالخناجر التي استهدفت المنتصف حيث تصلبت فريدة وبقت تتابع جلنار وهي تنصرف بعينان كلها غل ووعيد .............
طرقت أسمهان باب غرفة آدم عدة طرقات خفيفة قبل أن تفتحه وتدخل بهدوء .. وجدته يجلس فوق فراشه ويمسك كتاب يقرأ به في تركيز .. فتنهدت بعمق وابتسمت ثم اقتربت وجلست بجواره متمتمة
ترك الكتاب من يده وزفر بقوة .. استحوذ عليه السكون لنصف دقيقة يفكر في قراره الذي اتخذه حتى نظر إلى أمه بالأخير وقال في ثبات
_ ماما
_ نعم يا حبيبي
آدم بلهجة حازمة دون تردد
_ أنا هتجوز مهرة
_ نعم !!!
آدم بثبات أنفعالي وهدوء أعصاب غريب
_زي ما سمعتي كدا .. أنا بحبها وهتجوزها !
صاحت به منفعلة وبعينان ڼارية
_ إنت اټجننت .. تتجوزها إيه !! .. بعدين إيه ناوي تتجوز واحدة متجوزة !
.................
_ الفصل السابع والخمسون _
اخترقت جملة أمه أذنيه فصابته بحالة من الذهول وعدم الاستيعاب .. استحوذ عليه الصمت لبرهة من الوقت قبل أن يسأل بابتسامة استنكارية
أسمهان بثبات تام
_ متجوزة يا آدم .. يعني كانت بتضحك عليك واللي كان خاطڤها ده جوزها !
حتى الآن مازال في حالة مريبة من الهدوء الكامل .. ليخرج سؤاله الثاني وسط نظرته الثاقبة لأمه
_ وإنتي عرفتي إزاي !!!
لم تهتز شعرة واحدة منها بعد سؤاله بل أجابته بكل ثقة وثبات
_ سمعتها في المستشفى بتتكلم مع صحبتها اللي اسمها سهيلة دي وبتحكيلها
_ مهرة لا يمكن تعمل كدا
استشاطت
أسمهان ڠضبا واسرعت تلحق به لتقف بجواره وتقول منفعلة
_ عملت يا آدم وبقولك متجوزة أنا سمعتها بودني .. هي البنت دي عملتلك إيه بظبط .. فوق يابني وانساها .. إنت بس تطلب وأنا اجبلك اجمل وأحسن بنت تليق بيك وباسم الشافعي
هناك نقاط ناقصة وسيعرفها بنفسه .. وإلا لن تهدأ نيران صدره قبل أن تحرقه وتحوله لرماد .. لم يبالي بمرضه وحالته الصحية حيث اندفع نحو خزانته ونزع التيشيرت المنزلي ليخرج قميصه ويرتديه مسرعا وكذلك بدل بنطاله وسط نظرات أسمهان المذهولة من تصرفات ابنها الچنونية .. وقبل أن يغادر أسرعت إليائحة
_ استنى هنا .. إنت رايح فين مينفعش تخرج الدكتور قال لازم ترتاح يا آدم
نزع يدها عن ذراعه وأبعدها برفق من طريقه مردفا بعجلة
_ أنا كويس ياماما .. ابعدي لو سمحتي
أسمهان بصيحة عارمة وعصبية
_ لا مش هبعد ومش هسمحلك تروحلها تاني .. كفاية أوي اللي جرالك من وراها
خرج صوته بصيحة جمهورية تلقائية منه نابعة من لهيبه الداخلي
_ قولتلك ابعدي ياماما .. أنا عفاريت الدنيا بتتنط قدام وشي السعادي
لم يمهلها اللحظة لتعترض حيث دفعها وغادر مسرعا .. فلحقت به شبه ركضا وهي تصيح عليه پغضب في محاولات بائسة لإيقافه
_ آدم استنى .. آدم
لكن لا حياة لمن تنادي وقبل أن تنتهى من نزول الدرج كانت قدماه هو أسرع منها حيث غادر المنزل بأكمله في ظرف لحظات رغم أنه مازال لم يتعافى جيدا لكنه لم يهتم لصحته .. فتوقفت عند منتصف الدرج وهي تتأفف بعصبية وقلق ! ........
داخل منزل عدنان الشافعي تحديدا بشرفة غرفته .........
يتحدث في الهاتف بجدية تمتزج ببعض المزاح وبين كل لحظة والأخرى يتلفت خلفه ليتأكد من عدم وجودها ويجيب
_ عايز كل حاجة تخلص في اقرب وقت
رد الطرف الآخر باسما
_ متقلقش يا باشا شهر بالكتير وكله يكون جاهز
سمع صوت خطوات ناعمة وهادئة من خلفه فالټفت بسرعة وفور وقوع نظره عليها ابتسم وتمتم بخفوت في الهاتف
_
دنى منها ولثم شعرها بحب هامسا في نبرة مميزة
_ مفيش حاجة ياحبيبتي إنتي بيتهيألك