رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
قليلا عنها وجلست جانبها مخفضة الراس وام تتوقف دموعها الصامتة بتلك اللحظة دخل عبد الرحمن المكتبة يبحث عنها بعينيه وعلي وجهه ابتسامته البشوشة تغمره السعادة لأول مرة منذ فترة طويلة ما أن وقعت عينيه عليها ووجدها تبكي ثبت عينه عليها لثواني فلاحظته سما فتحدثت لتلفت أنتباه حبيبه لوجوده
استاذ عبد الرحمن اتفضل
ما شاء الله تبارك الله خلق فأبدع ليه الدموع بس
ونظر حوله واختار أحدى المعروضات ونظر اليها مهديها إياها
خدي دي وامسحي دموعك كل مشكلة ولها حل إن شاء الله
نظرت إليه وأعينها تفيض بالدموع ونظراتها تحمل الكثير تتساءل لما دائما تراه بلحظات ضعفها! كان هناك حديث تقصه الأعين بصمت قطعه دخول محمود متحدثا
عادت حبيبة للانتحاب وتهدجت أنفاسها وتعالت دقات قلبها أيقن محمود ذعرها من هجره مرة أخرى لن يكرر معاناتها فحين هجرها بالسابق ساءت حالتها رفضت الطعام زهدت الدنيا فراوده الشعور بالندم فاسترسل يطمئنها
أنا عرفت اللي حصل تعالي نتكلم فوق وما تزعليش حجيب لك هدية من عند صاحبتك زي كل مرة تحبي تأخذي ايه
دي كويسة
لو حبيبة عايزاها ماشي
أعطاها لحبيبة ثم أنتبه لوجود عبد الرحمن بالمكان فدثه مرتابا ومتعجبا
أزيك يا عبد الرحمن أول مرة أشوفك هنا!
الحمد لله أنت عامل أيه كنت بدور على حاجة فالمكتبة هنا
ازداد تعجبه متسائلا
غريبة هي المكتبة اللي في الشارع عندكوا قفلت!
لم يقتنع محمود بحديثه ولم يهتم بالتوضيح حاوط كتفي حبيبة بذراعه ربتا أعلى ظهرها وضمھا إليه بحنان خطا خارج المكتبة قبل خطوتها للخارج القت نظرة متسائلة على عبد الرحمن وتابعها هو بعينيه حتى اختفت ثم الټفت الټفت لسما متسائلا
هي بټعيط ليه حد ضايقها تاني
ادعت عدم الفهم محاولة لاستخراج الكلمات منه
سأل متحفزا
يعني حد ضايقها!
لا نتيجتها ظهرت وهتعيد السنة ومش عارفة تقول لمحمود إزاي
تساءل بتلقائية بما تربي عليه وعقابه حالة تقصيرة بدروسه
خاېفة يضربها
استنكرت بشدة اغتاظت من تفكيره
لأ طبعا عمره ما ضربها هي خاېفة على زعله مش منه اتفضل قولي كنت بتدور على ايه
أجاب ببشاشة
بالرغم من ضيقها مما دار بينهما إلا انها هاتفت حبيبة فور مغادرته تخبرها بما دار حدثتها بسعادة من أجلها
هو كمان فاكر يا حبيبة مش لوحدك
انتفضت قلبها مع كلماتها يخبرها انها تتحظث عن عبد الرحمن ولا تعلم السبب
عرفتي إزاي بمكن يتهيأ لك
لما مشيتي مع محمود سألني هو حد ضايقها تاني يعني فاكر أولاني هو كمان فاكر أكيد حاسس بحاجة فهمت من كده بكلامه بس أنت مش خاېفة منه لو فعلا حاسس بحاجة ناحيتك!
لا والله يا سما مجرد اسمه بيطمني أنا متأكدة إن في حاجة غلط
أمل تعلقت به وتدرك وهنهدارت برأسها أفكار كثيرة وتساؤلات استبعدتها جميعا أرادت ان تشعر بالسعادة ولو بأمل كاذب أما هو فكاد يطير فرحا ازداد تاكده من شعورها به فرد فعلها لرؤيته وصمتها حتى إنها قطعت بكائها لرؤيته كل ذلك جعل الأمل يدب بوجدانه فتشجع لبأخذ خطوة للأمام وان يتقدم لخطبتها وكان العائق الأكبر هو محمود كيف سيفاتحه فلن يتقبل الأمر بسهولة أو بالأحرى لن يتقبله
بالأعلى لدى مرورهما للداخل وفقت حبيبه خجلة تتسابق دموعها اقترب محمود منها وقبل رأسها ومسدا عليها ثم رفع وجهها بيده مبتسما
أهدي يا حبيبتي ما تعيطيش
ازدادت شهقاتها وعلت فضمھا اليه وربت على ظهرها بحنان
أهدي يا حبيبة أهدي هنتكلم بس مش دلوقت أغسلي وشك وبطلي عياط عينك ورمت كفاية كده
أومأت ممتثلة لقوله بعد قليل هاتفتها سما فتناست ما حدث غمرتها السعادة لفترة ثم عادت لأرض الواقع فكلما فكرت بالأمر تكررت كلمة مستحيل لكل ما ترغب وتملكها الحزن واحتل قلبها أما محمود فتركها حتى هدأت ثم أراد التحدث معها متأكد ان هناك سببا قويا لرسوبها طرق باب غرفتها ثم دخل
حبيبة ممكن نتكلم شوية
دارت عينها بالمكان بتوتر وحزن طمأنها متحدثا
أنا مش جاي ألومك بس عايز أفهم إزاي ده حصل! أنت لحد السنة اللي فاتت تقديراتك بين جيد جدا وامتياز إزاي مرة واحدة كدة تشيلي 6 مواد وتعيدي السنة! وما تقوليش عشان ۏفاة والد سما لأن ده كان الترم اللي فات وسما نفسها نجحت تقديرها أقل شوية بس نجحت قولي لي لو في حاجة مزعلاكي أو تعباكي اتكلمي يا حبيبة
أنا موجود وسامعك في أي وقت جنبك و معاكي دايما حبيبة تأكدي اني عمري ما حزعل منك أبدا
اخفضت رأسها تفرك كفيها بتوتر
مفيش حاجة يا محمود أكيد لو حبيت أحكي حاجة حتكلم معاك ماليش غيرك
رد بعد اقتناع موقن من وجود سبب قوي
متأكد يا حبيبة! على العموم أنا مش هضغط عليك هأنتظرك تيجي تحكي لأني متأكد إن في كلام جواكي
صمتت وبداخلها تبحث عمن يمكنه