رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
بصمت وتوتر ففهم بوضوح دون حاجة للكلمات وتحدث يطئنها وهو بأشد الحاجة لمن يطمئنه على مستقبلها
أنا مش زعلان منك يا حبيبة أكيد مش هاحاسبك على إحساسك مش هاسألك أمتى أو إزاي مش حيفرق يا حبيبة مش حيفرق
نظر اليها ببسمة حنونة ينتزعها من حرجها مخفيا قلقه
يلا قومي أتوضي وتعالي عشان نصلي
اكتفى برؤيتهما وصمتها عندما سألها ولم يعيد الحديث معها عن الأمر فقط التعامل اليومي مر يوم اتنان ثلاثة فتوقعت رفضه مر الوقت بطيئا قاټلا تمنت لو تستطيع سؤاله ولكنها تخشى غضبه فلم تراه بتلك الحالة أبدا بالسباق ولا تريد إعادة تلك اللحظات فآثرت الصمت باتت شاردة حزينة تتحرك بثقل وكأنها قلبها شق بخنجرا تتحرك به فيدمي قلبها ويزيد جرحها ولا حق لها بالافصاح عما بها
كالجالس على جمر من الڼار تلك حالة عبد الرحمن منتظرا رد محمود توقع رفضه بجلتسهما ولكن إجابته بانتظار الرد متوقعا رفضه هو أصعب من الرفض نفسه فتكت برأسه الظنون ومزقه الصبر أصبح كالقابض على جمر الڼار يتمنى سرعة رد محمود متخوف منه موقن حتمية دخوله بمعركة هو الطرف الأضعف والأعزل بها فحصنه حبه فقط وأسلحته بالية سواء سيرته أو طلاقه أو حالة طليقته أو حتى رغبة والدته كل تلك أسلحة فاسدة ستنفجر بوجهه هو وستؤدي بحياته وتتحول لرماد هش بال إن خسر معركته وكتب عليه البعد لو كانت معركة جسدية لتيقن النصر ولكنها قضية وخصمه بها هو القاضي يملك السلطة والقوة والقانون
السلام عليكم إزيك يا محمود
تنهد بتوتر فاسترسل عبد الرحمن متوجسا
أنا عبد الرحمن
أيوه عارف اتفضل
كمن دخل خضم امتحان لم يستعد له فتساءل بتوتر
يا ترى فكرت ولا لسه
لم يرد الإجابة لا يتخيل مجرد إعطاءه فرصه للاقتراب من حبيبة
أخذ نفس عميق راودته بعض الراحة يكفي عدم الرفض الآن
يعني لسه ما اخدتش قرار
صمت للحظة ود لو يرفض ولكن ذبول حبيبة الأيام الماضية وصمتها يؤلمه
لا فكرت بس ما اخدتش القرار لأنه هيكون في إيدك باختصار يا عبد الرحمن في بعض الشروط لو وافقت عليها ما عنديش مانع
إن شاء الله موافق على أي حاجة
ما تستعجلش منتظرك بكرة الساعة ثمانية الأفضل تكون لوحدك المرة دي ولو في نصيب والدتك تشرفنا المرة اللي بعدها نتفق على التفاصيل ولوما حصلش نصيب يبقي ما نتعبش الست الوالدة
رد بسعادة واندفاع
لأ إن شاء الله النصيب موجود هكون موجود في المعاد وقبله كمان
على طاولة الغداء جاهدت حبيبة لتبدو طبيعية ولم تجد أي شهية للطعام فقدان الأمل جعلها جسد بلا روح بعد فترة ادعت بها تناول الطعام وقفت حبيبة حامدة فتحدثت بسمة باشفاق
لا أكلت الحمد لله
وضع كف يده أعلى كفها الموضوع على الطاولة وتحدث
عبد الرحمن أتصل النهاردة مش عايزة تعرفي قولت له أيه
توقعت إبلاغه بالرفض فلم تتحملها قدمها وسقطت على مقعدها جالسة بوهن توقفت أنفاسها وكاد أن يتوقف قلبها غشت الدموع عينيها اشفق على حالها فتحدث يوقف سيل أفكارها ويطمئن روحها وتحدث ببسمة محتوية مطمئنة
جاي بكرة استعدي
ابتسمت بدموع ولمعت عينيها بسعادة جلية فاسترسل بجدية
في شروط لو قبلها حوافق ولو رفض أبقى عملت اللي أقدر عليه وأعرفي وقتها أنه مش شاريكي
نظر إليها مبتسما ليطمئنها
ناكل بقى
ألقت نفسها بين ضلوعه بسعادة وضمھا هو بحنان شعر بدقات قلبها عالية صاخبة فشدد من ضمھ وربت على ظهرها بحنان بعد فترة أبعدها عنه قليلا وماسحا عبراتها
متحدثا
محمود ممكن ناكل بقي مش نمثل الأكل
أومأت موافقة عادت تناول طعامها ابتسمت بسمة بسعادة حقيقة من أجلها وتمنت لها السعادة وأن يكن عبد الرحمن جديرا بها
حل المساء واجتمع محمود وبسمة بغرفتهما جلسا في ركنهما الخاص الذي طالما جلسا فيه يتدبران شئون حياتهما يتسامران تحدثت بسمة بسعادة وفرحة كبيرتين
أنا فرحانة قوي عشان حبيبة ومبسوطة أنك وافقت تديهم فرصة
بصراحة الفضل ليك يا بسمة وأسف لاني كنت عصبي جدا اليومين اللي فاتو وضايقتك كتير أنا أصلا لحد دلوقتي مش مستوعب اللي بيحصل
أنا مقدرة يا حبيبي صحيح زعلت شوية خصوصا وأنا قصدي خير والله بس كله