رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
حاجة ودايما تعبانة
أدمعت عينيها مسترسلة
والله لما بناديك بابا برتاح وبحس إنه لسه معنا بس عشان ماما
قبل رأسها كما اعتاد مبتسما وأجابها
خلاص اتفقنا وأنا حفضل بابا بردو خليني أسمع اسمي منك وحشني قوي أنا قلقت أفتكرت إني زعلتك في حاجة أو جيت عليك بس وعد يوم ما تحبي تناديني بابا تاني اعملي كده على طول من غير كسوف و طول عمري حاتعامل معاكي على إنك بنتي واختي الصغيرة مهما كان الاسم اللي هتناديني به
ضمھا إليه بحنان رابتا ظهرها بحب
مرت الأعوام إلتحق عبد الرحمن بدراسته الجامعية رغب أن يلتحق بكلية التربية وتخصص بدراسة اللغة العربية التي يعشقها ليكمل موهبته في فن الكلم وحسن أنتقاء الكلمات طوال فترة دراسته لم يتعرف على أي من زميلاته بل لم يراهن من الأساس وكأن بداخله شئ ما يمنعه من الاقتراب من الفتيات أو التعامل معهن يؤمن أن الإبتعاد عنهن فضيله لم يشغل باله بكيف يبدو أمامهن مقتنعا بما يفعل وبعد أن أنهى دراسته عمل بإحدى المدارس القريبة من سكنه تبعد فقط عدة خطوات
وبعدين يا عبد الرحمن مش ناوي تخطب كده وتفرح قلبي
أجابها ببسمة بشوشة
نفسك يا أمي أجيب لك واحدة عشان تربيها من أول وجديد لا مش ناوي إنسى وبعدين لسه بدرى قوي على الإرتباط ده لو فكرت أتجوز أصلا
ارتدت قناع زوجها متحدثة بحزم لا يليق بها
لأ طبعا أمر الجواز مفيش إختلاف عليه أنا بس هسيبك تختار الوقت اللي يناسبك ما اسمعش منك حكاية مش ناوى أو مش عايز تاني فاهم
حاضر يا أمي ما تزعليش وسيبيها للأيام يمكن لما أقابل واحدة كويسة رأيي يتغير
مفيش رأيك دي سنة الحياه هتجوز يعني هتجوز أنا بس هستني شوية عليك
تركته واتجهت للمطبخ عادت إليه بعد قليل بكوب الشاي أخذه ودخل للشرفة نظر أمامه بشرود متحدثا بصوت مكتوم بالكاد وصل لأذنيه
أنا عارف سبب إلحاحها على جوازي لكن أنا مش عايز أدخل دايرة ملهاش نهاية دايرة كلها إجبار وعڼف إزاى أخلي ولادي مرعوبين مني أو من عقاپي! كنت بټرعب لما بابا يكشر في وشي كل ضړبة حزام أخدتها زلزلتني من جوايا ليه أجيب أولاد أعذبهم! حتى لو مراتي حبت أتعامل معاها كده أنا مش عايز حقيقي مش عايز
إلتحق محمود بكليه التجارة وتفوق بها أحب التعامل بالأرقام وتطويعها بل تفوق بدراسته أصبح معروفا بين قرنائه تقرب إليه كثيرون واكتسب أصدقاء كثر بعضهم من زملائه بنفس الفرقة والبعض من الفرق المستجدة ومن بينهم بسمة إحدى الطالبات تصغره بعامين تاتي إليه مع بعض زميلاتها ليشرح لهن ما يصعب عليهن فهمه وبعد فترة أصبحت تلازم مجموعته بأوقاتها الخالية من المحاضرات شعر كل منهما بانجذاب للآخر لم يتحدثا أبدا سوى بما يتعلق بالدراسة بعد فترة تأكد محمود مما يكنه تجاهها وبحديث الأعين شعر إنها تبادله مشاعره بمثلها فحدث والدته بالأمر
كنت عايز أكلمك في حاجة كده
قول يا حبيبي مالك متوتر ليه! أول مرة أشوفك كده
ابتسم بتوتر مجيبا
الحقيقة مش عارف أبدأ منين أنا عارف اني لسه صغير واني
قاطعته فاطمة وعلي وجهها ابتسامة عذبة
أنت بتحب يا محمود!
أماؤ لها شاعرا بالاحراج فابتسمت بسعادة متسائلة
وهي بتحبك
احنا ما اتكلمناش بس حاسس إنها بتحبني على الأقل مياله ناحيتي
أتأكد منها ولو كده يبقي على بركة الله نقرا فاتحة وخطوبة وتتجوزوا أول ما تشتغل
سألها بسعادة ليتأكد مما سمع
يعني موافقة يا امي
أكيد يا حبيبي أنا واثقه في اختيارك
هكلمها ولو وافقت يبقي الخطوبة أخر السنة دي أكون تخرجت وإن شاء الله هتعين معيد وبعدها
قاطعته فاطمة مرة اخرى
بعدها تتجوزوا يا حبيبي خلي الفرح يدخل البيت والدك كان شايل لك ولحبيبة قرشين على جنب وضب أوضتك هي كبيرة وهات أوضة حلوة كده ما أنت مش هاتسيبنا لوحدنا مش كده يا محمود !
أكيد طبعا يا ماما
اسمها أيه
أجابها والبسمة تعلو وجهه
بسمة
ربنا ربنا يسعدك ويريح قلبك ويجعلها سبب بسمتك دايما يا حبيبي
حين حدثها بالأمر أحمر وجهها خجلا ألجمتها السعادة ورقص قلبيهما فرحا أتم محمود العام وتم تعينه معيدا فتقدم لها وتمت الخطبة
مرضت فاطمة وشعرت باقتراب الأجل فطلبت من محمود الإسراع بالزواج لم تخبره بشعورها وألحت عليه بحجة إدخال السرور لقلوبهم أما مقصدها الحقيقي أن يجد من يشدد
آزره ويقويه استجاب لها ولم يرد معارضتها كما أراد ارواء شوقه بقرب بسمة بسمته كما اسماها
أقاموا حفل زفاف متوسط الحجم ضم الأهل والأقارب والأصدقاء المقربين شعرت فاطمة ببعض الراحة تمنت