الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جاسر كاملة

انت في الصفحة 43 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

واقف محاولتش تبعدها وبتقولك الحمام جاهز
انسابت عبراتها كزخات المطر مع شهقاتها ثم تركت كفيه تشير لنفسها تبكي بقوة
وأنا اللي كنت مستنية ترجع علشان أفرحك وأقولك شوفت أجمل من كدا ربنا عوض كل حزني وكافأني بطفل من حبيبي لكن ليت الأماني بالتمني ياحضرة الظابط في لحظة اڼهارت 
تراجعت بجسدها للخلف واغمضت عيناها
عايزة ارتاح ممكن تطلع برة نهض من مكانه واستدار متجها للخارج دون حديث كأنه ينتظر منها هذه الكلمات
وجدها تبكي بصمت
تنهد بعمق ثم خطى وجلس أمامها
عاملة إيه حبيبة عمك دلوقتي
وضعت رأسها على حافة الفراش 
تعبانة اوي ياعمو تعبانة لدرجة بتمنى أموت وأريح الكل مني 
أختلج صدره بالألم عليها وبدا على وجهه الحزن فسحب نفسا وزفره ورسم ابتسامة على وجهه 
يابت مالك مدلوقة كدا على الواد ياعبيطة مش عارفة تتعاملي مع جوزك ابتسمت عيناه عندما تذكر صغيرته فأردف لها
أقولك سر يفضل بينا انا كنت اصعب من جاسر وكنت بتمرد على قلبي بس غزالتي خلتني زي الخاتم في صباعها 
قالها بضحكة ارتفعت صداها مما جعلها تنظر إليه مبتسمة 
مش معقول حضرتك ياعمو دا حضرتك مفيش منك 
جذب المقعد واقترب منها يمسد على خصلاتها
وحياتك كنت اصعب من جاسر بمراحل ورغم كدا عرفت توقعني طنطك غزل ومبقتش شايف غيرها ولو جابوا ستات الدنيا كلها متعوضنيش ضحكتها
ماشكيت أنه بيحبك بجد معرفتش دا غير بعد جوازه مكنش ينفع اظلم فيروز يابنتي مهما كان فيها لكن دي بنت واللي مرضوش على بناتي مرضوش على غيرهم
دقق النظر بعينها واستأنف 
ولا كنت هوافق على جوازكم طول ماهو متجوزها انت تعرفي أنه جالي قبل مايطلق فيروز 
أيوة ياجنى للأسف لما ابني يكون متجوز ومراته حامل وجايلي يقولي عايز اتجوز بنت عمي اللي هي لسة بنوتة جميلة وكانت قدامه والكل فهمه أنها الأنسب لكن راح دور برة ياجنى كان وقتها لازم احافظ على كرامتك علشان ميقولش انك خړابة بيوت وانك اتجوزتي واحد متجوز اصلك مش معيوبة ياحبيبة عمك
انت غالية اوي ياجنى وبعتبرك زي غنى وربى اوعي
تفكري ممكن اجي عليكي علشان ابني انتوا الاتنين زي بعض عندي
رفع سبباته وتحدث 
لكن اللي بيغلط منكم بواجه ياجنى قولتلك قبل كدا انت غلطي لما خبيتي حملك على جوزك وكمان فهمتيه انك مابتخلفيش
بتر حديثهم دلوف غزل ونهى 
جنى قالتها نهى وهي تهرول إليها بقلبا متلهف احتضنت وجهها 
عاملة ايه ياقلب ماما اتجهت لجواد 
مين اللي خطڤها وعايزين من بنتي ايه 
نهض من مكانه ينظر لغزل ثم تحدث بمغذى
دا خطأ مكنتش هي المقصودة بسط كفيه لغزل 
تعالي يازيزو عايزك ياقلبي تحركت بجواره متجهة للخارج قابلهم صهيب متسائلا
فين جاسر !
خرج زمانه راجع قالها وهو يتجه بغزل لحديقة المشفى جلس يمسح على وجهه پغضب
ابنك راح فين
مكلمكيش تألم قلبها تهز رأسها بحزن 
ايه اللي حصل قص لها ماصار 
يعني جنى هي اللي حړقت البيت نهضت تضع كفيها على وجهها 
ياربي عليك ياجاسر البنت كان ممكن ټموت ياجواد وابنك المتخلف ازاي يروح لفيروز البيت 
كور قبضته پغضب يجز على أسنانه 
معرفش ومش عايز اعرف المشكلة اكبر من ان جاسر راح لفيروز ولا غيره المشكلة البنت فقدت الثقة بابنك ودي مصېبة لوحدها دا خبت حملها خاېفة يكون متجوزها زي مافهمتها فيروز
توسعت عيناها بذهول
بس جاسر مستحيل يعمل كدا ياجواد ايه هتنسى ابنك ولا ايه امسك كفيها وأجلسها بجواره
عارف ابني ومتأكد منه وعارف أنه بيعشق البنت كمان بس برضو عاذر جنى ياغزل رغم اني غلطتها أنت تعرفي مين اللي خطڤها ام فيروز الحقېرة علشان تضغط عليه يهرب ابن السحلوك اللي هي ماشية معاه دلوقتي
ياربي ايه البلاوي دي كلها اومال لما سألتك قولتلي الحريق فعلا بسبب ماس
ابتعد بنظره عنها وأجابها
كان لازم محسسش حد بكدا بس طبعا صهيب عارف كل حاجة وعمل زي ماعملت وخبى على نهى اروح اقولك انا 
اه ياجواد تقولي وتعرفني بدل ماانا قاعدة مع ولادي ومش حاسة بوجعهم
ربت على كتفها ثم حاوطها بكتفه 
محبتش اوجع قلبك يازيزو وانا عارف ومتأكد جاسر بالنسبالك ايه
رفعت عيناها وتحدثت بنبرة حزينة 
جواد أنا جاسر واجع قلبي صعبان عليا اوي ياحبيبي
والله ياغزل طيب مادا قولته بس ابنك بيقول حاجة وبيعمل حاجة تانية
أشار لهاتفها قائلا
ربتت على كفيه
جواد لو حصلك حاجة غزالتك ھتموت يرضيك ټموت غزالتك جذب رأسها يحتضنها 
غزالتي دي روحي يازوزو مقدرش اشوف عيونها الحلوة دي حزينة رفع ذقنها يغوص برماديتها التي تجذبه كأنها رحيق الزهور للنحل
تعرفي أنا اكتر واحد حاسس بۏجع جاسر الولد صعبان عليا أوي بيكتم في نفسه وانا اللي مضيقني اني محستش بدا غير متأخر اوي ورغم فهمت مشاعره بس كنت بضغط عليه 
فوق دا كله إن جاسر متهور مش بيوزن أفعاله في الأول طالع لمامته
شهقة قوية خرجت من جوفها تشير على نفسها
الكلام دا ليا ياجواد ارتفعت ضحكاته وهو يجذبها إليه
تعرف بيفكرني بيك وبرودك زمان البت جنى ليها الجنة بجد
لاحت ابتسامة على وجهه قائلا
ياريته يعيش سعادة أبوه ياغزولة وقتها هينسى كل الألم اللي مر بيه
بجد ياجواد يعني انت لاقيت السعادة معايا قدرت انسيك ۏجع ايامك دنى يهمس
احنا في مكان عام يازيزو اعقلي ولما نروح هعرفك ازاي عيشت السعادة
وبتمنى من ربنا ولادي يعشوها 
جاية بتسألي اسعدتيني ولا لا دا مجرد ساعة عنك بأعوام ياغزالتي
اعتدل بجلوسه ينظر حوله قائلا
بقولك تعالي نطلع لصهيب قبل ما الشيطان يوزني على الهيبة قهقهت بصوتها الرقيق
بقولك شيطان ياغزالة وانت بتضحكي ياحبي لاحظي السهم أوشك على الخروج نهض يسحب كفيها قائلا
اتصلي بابنك الحلوف شوفيه فين
عند جاسر بالسيارة ظل يدور بالسيارة دون هدى وكلمات ټحرق اعضائه بالكامل توقف أمام النيل ثم أغلق محرك السيارة متراجعا بجسده للخلف يطبق على جفنيه 
ظل يطالع النيل بآلام قلبه حتى شعر بعدم قدرته على التنفس استمع لرنين هاتفه 
أيوة ياماما على الجانب الآخر وهي تتحرك بجوار زوجها 
حبيبي فينك ازاي تمشي وتسيب مراتك هنا
أنا تعبان ياماما ومش قادر ياريت لو ينفع تباتي معها وتخلي بالك منها والصبح هرجع اخدها 
توقفت تنظر لجواد الذي استبطن مايدور بعقل ولده 
ربت على كتفها وسحبها متحركا للداخل وجدها تغفو بثبات عميق وصهيب يقف ينظر بالخارج والوجوم يظهر بملامحه بينما نهى تقرأ بمصحفها حمحم ثم اتجه يقف بجوار صهيب 
واقف كدا ليه ظل كما هو ينظر للخارج مردفا
فين جاسر خرج إمتى مشفتوش 
اتجه بنظره لنهى التي أغلقت مصحفها تنتظر إجابة جواد ثم اتجه لأخيه وأجابه
جاسر تعبان انا قولتله روح ارتاح وأنا وغزل هناخد بالنا منها 
ابتسامة متهكمة ظهرت على ملامحه 
ليه ابوها وامها ماتوا استدار بجسده كليا يغرز عيناه بعين جواد 
لو ابنك شايف بنتي بقت تقيلة عليه ياجواد فأنا بحله من الارتباط دا أشار على جنى ثم اتجه ببصره لجواد 
ابنك مش اغلى من بنتي
ياجواد
انا فكرته راجل وهيحميها متخلنيش اوصل لقسم ماخليه يقرب منها كفاية ۏجع قلب لحد كدا انا اتحملته كتير بس البنت يوم عن يوم بټموت بسبب ابنك ياجواد واظن انت فاهم كلامي
ربت جواد على كتفه متحدثا
معلش حقك عليا مشكلة جاسر مع فيروز هو اللي وصلهم لكدا انا بوعدك الدنيا هتتظبط بينهم بس متنكرش أن الواد بيحب البنت 
استدار ينظر لأبنته پألم 
انت مصدق دي تكون جنى ياجواد دي اللي كنا بنقول عليها فراشة العيلة انا تعبان بسببها بس مش قادر اتكلم مش عايز ادخل بينهم وقتها انت هتزعل انا كنت بغلط عز بس شوف نتايج جاسر عملت ايه في البت
تنهد جواد پألما ثم استدار متجها للخارج 
غزل انا هرجع على البيت وأنت خليكي معاهم 
مفيش داعي ياجواد خلي مراتك ترجع معاك احنا هنا 
حدقه بنظرة مطولة ثم اومأ برأسه
زي ماتحب ياصهيب بسط كفيه لزوجته 
ياله ياغزل ابوها وأمها معاها هم مش محتاجينا نهضت غزل تهز رأسها رافضة أسلوب صهيب ثم اتجهت لزوجها مغادرة دون حديث
نهضت نهى واتجهت إليه 
صهيب استدار إليها وهو يشعر بغصة تمنع تنفسه من كلمات جواد التي اخترقت روحه فابتلع ريقه بصعوبه متسائلا 
لو عايزة ترجعي معاهم ارجعي 
جاسر رجع فيروز تاني يعني بنتك بقت زوجة تانية 
استدار ينظر للخارج 
هتفرق يانهى جذبته من ذراعه 
طبعا هتفرق ياابو عز هتفرق اوي كمان علشان كدا عز راح اتجوز على ربى مش كدا
نهى ممكن نأجل الكلام في الموضوع دا دولقتي انا مش قادر اتكلم 
جلست أمامه على ركبتيها 
حبيبي حاسس بإيه فتح اول زر من قميصه 
حاسس پاختناق يانهى افتحي الشبابيك مش قادر اتنفس هرولت تستدعي أحد من الأطباء عندما شحب وجهه وزاغت عيناه
وصلت الممرضة تقوم بعمل الاسعافات الاولية قائلة
نبضه ضعيف استدعت الطبيب الذي قام بالكشف عليه وتم نقله لغرفة خاصة لمتابعة حالته رفع نظره لنهى متحدثا بصوتا ضعيف
روحي لجنى يانهى متخلهاش تحس بحاحة جلست بجواره تحتضن كفيه ثم لثمت جبينه
صهيب رفع كفيه بضعف 
أنا كويس حبيبتي إياكي تعرفي حد بس يمكن نسيت دوا القلب النهاردة انسابت عبراتها فانحنت تضع رأسها على كفيها تبكي بصمت 
نهى همس بها جنى قالها ثم غفى بسبب العقاقير المخدرة ظلت بجواره وعبراتها تنسدل على وجنتيها ټحرقها كيف لها تتحمل غيابه وهو كل حياتها لم يتبقى لها سواه بعد ۏفاة والديها
على جفنيها بملامح مرتجفة وعينين تهتز من ثقل العبرات تهمس باسمه جذبت هاتفها الذي يوضع على الكومودو وقامت بمهاتفته مرة اثنين ثلاثة ولم يجب عليها تساقط الهاتف من كفيها تبكي بنشيج على مايصير بها دقائق وولج عز مذهولا من حالتها
جنى أردف بها بلهفة خطى إليها سريعا جاثيا أمامها يزيل عبراتها
مالك ياحبيبة أخوكي موجوعة شهقت پبكاء 
اتصلي بجاسر ياعز أنا زعلته اوي ومشي زعلان مني ومش راضي يرد عليا
ضمھا يربت على ظهرها 
جاسر ميقدرش يبعد عنك حبيبة اخوكي فيه حد يقدر يزعل من روحه
تعالت شهقاتها 
احكي لي ياجنى ليه زعلتيه عملتي ايه قصت له ماصار بينهما 
غلطانة ياجنى وغلطك كبير حبيبتي بس جاسر هيسامحك مټخافيش ميقدرش على بعدك شوية وهتلاقيه داخل دلوقتي
كان مازال بسيارته ينظر للهاتف الذي صدح صوته لعدة مرات ولكن كأنه مغيب لايستطيع أن يستمع لشيئا لقد اخذلته واوصلته لحالة غريبة أرهقت كاهله بالتفكير يعشقها
لا محالة ولكن كيف يتغاضى عما فعلته جعلته أضحوكة بتر تفكيره مع نفسه رنين هاتفه مرة أخرى ولكن هذه المرة باسم عز انتفض قلبه خوفا عليها قام بالرد عليه 
إنت فين وسايب مراتك تعبانة نظر لخارج النافذة وأجابه 
ايه اللي حصل وبتتصل ليه بابا وماما عندك نهض من مكانه يجز على فكيه 
عشر دقايق وتكون هنا مفيش حد مع مراتك عمك تعبان واتحجز جنب بنته يارب تكون مبسوط ياحضرة الزفت قالها واغلق الهاتف حتى لا يدخل بجدالا معه
تأفف عز من حالتهم جميعا نظر من النافذة يراقب المارة ثم اتجه ببصره لأخته التي انسابت عبراتها بنومها كأنها تحلم بشيئا سيئا دقائق وولج إلى الغرفة 
عمو ماله! أشار عليها ثم سحبه من
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 51 صفحات