رواية نورهان كاملة
واسهمنا في السوق .. وكدا بنخسر ثقة العملاء فينا وسمعة الشركة بتضر من تحت راسك
إنكمش وجهه پغضب بينما يرمقه عز بنظرات متحدية فتقدم
منه باسم هاتفا بسخط شديد وبعدين بقي سكتلك كتير .. ما تحترم نفسك علي الصبح!
همهم صلاح بجمود عاقفا كلتا يداه الى صدره موجها نظراته نحو عز ثم تحدث ببرود انت ليه لسه قاعد يا باشمهندس ماتقوم تتخا نق معاه وتضر بوا بعض قدامنا بالمرة ..
بقبضته على سطح المكتب بقوة ثم صړخ بصرامة شديدة مفيش احترام للمكان اللي واقفين فيه منك له .. احنا مش في سوق خضار .. فاهمين!!
لم يشاء فخر الدين أن يقف كجماد أخر ق لا يعرف كيف يتصرف أو يساعد معلقا بنبرته الدبلوماسية الهادئة اللي بيقوله عز مظبوط يا باسم بس هو التعبير خانه .. انت مخرج ناجح محدش انكر دا وحملاتك الاعلانية اعلي تر ند في السوشيال ميد يا وافكار كل اعلان اجمد من التاني .. بس بلاش التصرفات بتاعتك دي انت كبير عليها وماتليقش بيك خلاص
علق عز بصوت ساخر انت بتقول ايه لمين يا عمي !! هو دا يهمو حاجة رامي الدنيا ورا ضهره ومش سائل عن حاجة
صمت عز على مضض بينما تجاهل صلاح هذا الهراء ليقول بنبرة آمره ذات مغزى قصر الكلام يا باسم .. كلمتي لازم تنفذها وبكرا تكون في البيت معانا انا وامك ومفيش قعاد لوحدك .. لحد ما نشوف موضوعك اللي كلمتني فيه!!
طيب عن اذنكو عشان عندي مشوار ضروري
انهى باسم كلامه مغادرا المكتب
صلاح الشندويلى يمتلك والد باسم شركة عقارية كبيرة عيناه بنيتان شعره مصبوغ باللون الأسود ولحيته سوداء يتخللها البياض وهو طويل وواسع الصدر وله حضور مهيب ولافت للنظر شخصيته تبرز بين الجميع لديه جانب عاطفي وحنون يحب الرومانسية والكلام الرومانسي ولا يحب أن يخطئ أمام الناس حفاظا على شخصيته الجذابة وصورته المثالية أمامهم
خارج المكتب
ايه الموضوع اللي اكلم عنه عمي صلاح
هتف بها عز بفضول من خلف باسم في أحد أروقة الشركة وكأنه لم يكن منذ لحظات يستفزه وكاد يتشاجر معه فى حين لم يظهر على باسم الدهشة مطلقا فهو اعتاد على ذلك منه منذ الصغر حيث يتميز عز بطابع حاد لا يكتفي برؤية الخطأ دون انتقاده لكنه يروق بسرعة.
تحشر نفسك في خصوصياتي
رمقه عز بإمتعاض وصاح بضجر عبو ا بو ا م دي خصوصيات يا جدع
رد باسم ضاحكا ھتموت وتعرف هو انا مش حافظك..
انقطعت عباراته التالية بصوت رنين هاتفه فأخرجه من جيبه الأمامي ليرى اسم ريهام يومض على الشاشة فإنعقد حاجبيه بضجر وقام بتجاهل المكالمة مم أثار دهشة عز الذى يمشى بجانبه وسأله مازحا بشما تة شكلها مز ة راحت عليها و اتحطت في بلاك ليست مخك
توقف باسم عن السير ليفك أزرار قميصه الأولى حيث يشعر بالضيق وليت الأزرار في صدره أيضا ثم نفى بهدوء بارد لا يا خفيف .. وخليك في اللي يخصك
أتى صوت رجولى لاهث من خلفهم استاذ باسم كويس اني لحقت حضرتك!
سأله باسم بغرابة ايه الحكاية يا استاذ شريف
صمت شريف عدة ثوان يلتقط أنفاسه ثم استطرد يقول بإحترام في مدام من العملاء المميزين للشركة طلبت تقابل حضرتك بالأسم..
قال عز بهدوء طيب انا نازل علي الموقع
أماء باسم له بالإيجاب ثم تحدث بلهجة عملية مشيرا إلى شريف ماشي .. يلا تعالي
بقلم نورهان محسن
عند ريهام
فى مكان أخر فى القاهرة
تحديدا فى مقهى عصرى الشكل وهادئ
استمعت كارما ببرود كما لو أن أذنيها معتادتان على تكرار تلك العبارة منها فأجابت بلا مبالاة تبسط يدها إلى الأمام دي حاجة مش جديدة علي باسم يا ريهام
اعتدلت ريهام فى جلستها هاتفة بإنفعال هو مش انتي اخته الكبيرة!! دبريني اعمل معاه ايه!! دبريني يا كارما انا خلاص غلبت..
عقدت كارما ذراعيها أمام صدرها لتسألها بنبرة باردة انا اللي مش قادرة افهم!! ايه سر اصرارك الغريب من تقربك منه اللي ظهر فجأة دا
هزت ريهام رأسها نافية ثم تكلمت بثقة مين اللي قالك فجأة!! انا
وباسم كنا بنحب بعض من واحنا صغيرين بس ماحصلش نصيب بينا..
قالت كارما بنبرة ثابتة مصححة لها مدافعة عن شقيقها وهى تميل بجذعها نحوها أمام الطاولة ريكا .. انا اخته وصحبتك مش وحدة غريبة عنكو .. هو اللي كان بيحبك ومتعلق بيكي .. كلنا كنا واخدين بالنا من تصرفاته وانتي اللي رفضتيه وفضلتي عليه دكتور
الجامعة الناضج التقيل ولا نسيتي!
أنهت كارما جملتها بسؤال معاتب فابتسمت ريهام من زاوية فمها لتردد بصوت ساخر دكتور الجامعة !! مش عارفة ازاي كنت غبي ة لما كنت فاكرة اني بحبه
ظهر الندم جليا فى مقلتيها بينما كارما ترمقها بنظرات صامتة فإستطردت موضحة كان با رد .. منظم بشكل هستير ي .. مش قادرة اوصفلك الحياة مع واحد حاططلك مواعيد للنوم وللصحيان وللأكل والعلا قة .. وحتي لو خرجنا لازم يكون عارف المطعم اللي هنروحه .. لا ويفضل يحط في احتمالات ممكن نقابل مين هناك .. واول ماندخل هنتصرف ازاي وهنقعد فين .. انسان معندوش ذرة مشاعر .. بجد معرفش ازاي استحملت عشر سنين من عمري عايشة معاه
ربتت كارما على ظهر كفها بخفة فوق الطاولة وقالت بجدية اهدي طيب يا ريكا .. وانا معاكي ..انتي خرجتي من تجربة صعبة من وقت مش طويل وطبيعي تبقي مش فاهمة مشاعرك
دعت ريهام تنهيدة تخرج من شفتيها وكانت موقنة من أنه لن تجعلها تقنع بمكنونات مشاعرها القوية تجاهه باسم لذا غيرت مجرى الحديث لتتجنب الجدال معها أثناء احتسائها قهوتها طيب يا كارما وانتي عاملة ايه مع ظافر!
كارما الشندويلى
الأخت باسم الكبيرة تبلغ من العمر 33 عاما صديقة ريهام منذ الطفولة متزوجة ولديها طفلين ثامر وتيا لديها حس المرهف بالمسؤولية تجاه أطفالها فهي مثالا يحتذى به للأمومة تعتبر أسرتها أغلى ما تملك حبها لأطفالها حب قوي جدا تحب وتلتزم بالاهتمام الدقيق بكل تفاصيل الرعاية بأطفالها تتصف بحدسها القوي تقول الآراء القاسېة أحيانا دون مراعاة مشاعر الغير تسعى