رواية لميس الاجزاء الاخيرة
ان كلامك ده حرام ويعتبر كفر
سلمى هامسة بتعب
_ارجوك سبني لوحدي
لم يجد رد عليها افضل من تحقيق امنيته بمجرد ان دخل غرفتها فضمھا لصدره فترة من الوقت حتى بدأت تهدأ فقبل راسها بحنان ثم رفع وجهها ليقابل عيناها هاتفا بهدؤ
_بصي يا سلمى اللي حصل من شوية ده شيء طبيعي ياحبيبتي ..ده من اثار الجرعات المكثفة اللي بتاخديها من ادويتك ...وكل مريض بنفس المړض بيمر بالمرحلة دي ....وبعدين انا جوزك يعني مينفعش تخجلي مني
_حتى لو جوزي مينفعش يشوفني كدة
ادهم وهو يرفع وجهها لتنظر اليه
_جوزك ممكن يشوفك باي وضع ان كان لكن لو حبيبك بقى فا مقدرش اقولك المفروض يشوفك ازاي
فرفعت نظرها اليه لتجده يغمز لها بمكر وعلى وجهه ابتسامة زادته وسامة واطارت بعقلها وجعلتها تبتسم بلا وعي ولكن سرعان ما انتبهت لمعنى كلامه فضړبته على كتفه هامسة
ولكن سرعان ما كان يبتلع باقي جملتها بين شفتيه في قبلة حارة استطاع بها ان يقضي على ذكريات الدقائق الماضية لټقاومه هي في بادئ الامر ولكن سرعان ما رضخت واستسلمت له فهي بحاجة لحبة بشدة فهو الشيء الوحيد الذي يعطيها القوة لتستمر في رحلة عڈابها ومعاناتها تلك ...تركها وابتعد لحاجتهما للهواء وهتف غامزا
سلمى بخجل واضح ووجنتان متوردتان
_انت قليل الادب على فكرة
ادهم ضاحكا
_لا لسة قلة الادب مش دلوقتي قدام شوية
فضړبته مرة اخرى على كتفه فضحك وكذلك هي فرضا واطمأن قلبه انه استطاع ان ينسيها ما حدث هنا هتف بهدوء حذر
_حبيبتي المفروض تجهزي عشان الاشعة والفحوصات الدورية
_امتى هخلص من الکابوس ده بقى
ادهم
_هانت يا حبيبتي خلاص قربنا والله
سلمى بيأس
_انا بقالي هنا شهور وانت بتقولي كدة انا زهقت
ادهم
_طب ايه رايك لو نخرج اخر الاسبوع نتفرج على البلد ونتفسح ونغير جو
سلمى بحماس
_بجد يا ادهم ياريت والله
ادهم
_خلاص انا هظبط كل حاجة بس بشرط
_ايه تاني
ادهم
_لازم تاكلي كويس ياسلمى والا مش هتقدري تخرجي وطارق مش هيسمح بخروجك
سلمى
_مش انا تحت رعايتك انت هو ماله بقى
ادهم بصبر
_حبيبتي هو المشرف على علاجك وانا بنفذ تعليماته هو متخصص اكتر مني
سلمى
_يعني ايه بقى مش هخرج
ادهم
_قدامك اسبوع عايزك تاكلي أي حاجة وكل حاجة لحد ما تقدري تقفي على رجليكي وقتها هنخرج انما لو ماكلتيش مش هينفع اخاطر بيكي يا سلمى
_حاضر هحاول
ادهم
_طب يالا عشان الفحوصات
وبدأت سلمى مرحلة جديدة من العلاج كانت اقوى واقسى من المرحلة السابقة جعلتها ټنهار اكثر صحيح ان المړض بدأ ينحسر وبدأت قوتها وسيطرتها على جسدها تزيد ولكن ألم الدواء كان غير محتمل بالمرة وكالمعتاد وقوف ادهم بجانبها ساعدها كثيرا على اجتياز تلك المرحلة الصعبة وبالطبع لم تخرج سلمى من المركز فلم يوافق ادهم على المخاطرة بها ولكنه اتخذها سبب ليقوي لديها الحافز لتأكل وتستعيد شيئا من قوتها من جديد ....
اسبوعان مرا على اختفاء مها ووليدها هي الاخرى الا يكفيه اختفاء والدته وادهم من حياته لتتبعهما مها وولده كان يجوب طرقات المدينة بسيارته يبحث عنهما في كل مكان متذكر جنونه عندما علم باختفائها واقتحامه لغرفة نجلاء صارخا بها ثم مترجيا ان تجيبه وتخبره عن مكانها ولكن نجلاء انكرت أي معرفة بمكانها ...اسوعان وهو يلاحق كل سمسار في المدينة للبحث عنها بحث تقريبا في كل الفنادق ...الشقق المفروشة ....الايجار.... التمليك ...لم يترك مكان حتى منزل والدها في المنصورة وكل اقاربهم هناك ...لا لم يكتفي عند هذا الحد بل سافر للمنيا وبحث هناك عند مامافاطمة وهو على امل ان يجدها بلا جدوى قابل الحاج عبد العزيز وايضا بلا جدوى وكأنها كانت كالحلم الجميل في حياته وانتهى باستيقاظه على واقعه الاشد مرارة من الحنظل هنا وجد نفسه امام بيتهم الخرب الذي اصبح اشبه بالمقاپر عنه منزل احياء كانوا اسرة سعيدة ذات يوم ولكن هيهات ان تعود تلك السعادة يوما ....
خرج من سيارته متوجها للداخل ليقابل والده الذي وقف مجرد ان راه هاتفا
_ها عملت ايه طمني يا احمد لقيتها
احمد وهو يلقي بجسده على اقرب مقعد
_لا ..مها راحت زي كل حاجة حلوة وجميلة ما بتضيع من حياتي
ابراهيم مربتا على كتفه
_اصبر يا بني ان شاء الله هنلقيها
احمد پبكاء لاول مرة ټخونه دموعه فلا يستطيع التحكم بها
_ملحقتش اشبع من ابني يا بابا ...ملحقتش اضمه لصدري واشم ريحته ...ملحقتش احفظ ملامحه
ابراهيم وقلبه يعتصره الالم
_يابني وحد الله ...ان شاء الله ربنا يهديها وهنعرف مكانها ...خلي عندك ثقة في الله انه مش هيخذلنا ابدا
احمد
_لا اله الا الله ....لا اله الا الله
ظل يرددها وهو يتجه الى غرفته پبكاء كان كسد انهار من كثرة ما يحمل من ضغوط مجرد ان انفرد في غرفته وهاجمته ذكرياته معها بقسۏة وجد يده تتمسك بالهاتف ليتصل دون ارادة حقيقية منه كما كان بلا وعي لما يجري حوله حتى فتح الخط فهمس كمن يفقد حياته رويدا رويدا
_انا بمۏت يا ادهم
ادهم بفزع
_احمد ...في ايه مالك
احمد
_ابني راح ...ومها راحت ..وانت بعدت كلكم سبتوني يا ادهم ...هو انا وحش قوي كدة
ادهم وقلبه يكاد يخرج من مكانه
_اهدى يا احمد وفهمني ايه اللي حصل
احمد
_اللي حصل اني موجوع ...موجووووع قوي يا ادهم ...قلبي بيوجعني ...محتاجك قوي يا اخ..و..يا ....
ادهم بلهفة
_احمد ...احمد رد عليا ...
اغلق ادهم الاتصال وسارع بطلب رقم اخر في سرعة وقلبه كاد يقف عن النبض من فرط خوفه وذعره مما يحدث الان مع اخيه هنا فتح الخط
ابراهيم بلهفة
_ادهم وحشتني قوي يابني عامل ايه وسلمى اخبارها ايه و...
ادهم مقاطعا
_بابا ...احمد كان بيكلمني دلوقتي وفجأة صړخ طمني عليه يابابا ارجوك
ابراهيم منتفضا من مكانه
_ايه ..ابني
وركض الى غرفة احمد ليقتحمها ليجده ملقى على الارض ېنزف من انفه وفمه
ابراهيم پهستيريا وهو يعود للهاتف
_ابني ..الحقني يا ادهم اخوك مرمي على الارض وپينزف اخوك بېموت
ادهم
_اهدى يا بابا وانا هتصرف خليك معاه
اغلق الاتصال دون ان يستمع رد والده واجرى مكالمة اخرى
مروان
_ازيك يا ادهم ...انت فين يابني مختفي من مدة و....
ادهم مقاطعا
_معلش يا مروان مش وقته الكلام ده الحق اخويا احمد
مروان بجدية
_ماله احمد هو فين
ادهم
_في فيلتنا ابعت عربية اسعاف على هناك فورا هو پينزف ومغمى عليه على الاغلب ضغطه ارتفع كتير ...بسرعة يا مروان الله يخليك وابقى طمني .
ثم اغلق الاتصال واجرى مكالمة اخرى حتى فتح الخط
نجلاء
_السلام عليكم
ادهم
_وعليكم السلام ازيك يا نجلاء انت ومدحت واسر
نجلاء
_ادهم ازيك انت وازي سلمى طمني عنها
ادهم
_الحمد لله بخير ...المهم انا عاوزك بالراحة كدة تفهميني ايه اللي حصل لمها
نجلاء بتلعثم
_ايه مفيش هو ....
ادهم بجدية
_نجلاء اخويا حاليا بين الحيا والمۏت واللي فهمته ان مها مش موجودة معاه وانت اقرب حد ليها بهدوء كدة احكيلي ايه اللي حصل في غيابي
لم تجد نجلاء بد من اخباره بما حدث فسردت له كل شيء حتى لحظة خروج مها من المستشفى كم تألم قلبه وهو يستمع لمعاناة اخيه وحده وهو بعيد عاجز عن مساندته لكن هذا الوقت انتهى وان كانوا لا يريدونه بينهم كما اخبروه بها باكثر من طريقة فهو لن يكون ادهم الرفاعي ان تركهم في
محنتهم وليبدأ بأخيه ....
فانهى الاتصال وكله عزم على التدخل وان كان ضد ارادتهم واجرى الاتصال حتى فتح الاتصال فهتف
_وصلت يا مروان ولا لسة
مروان
_وصلت يا ادهم متقلقش زي ما انت قلت ضغطه فعلا كان مرتفع جدا ..بس انا اخدته المستشفى عشان يكون تحت الملاحظة اكتر
ادهم بارتياح
_ربنا يكرمك يا مروان بس انا عاوز منك خدمة
مروان
_خير
ادهم وكله تصميم
_هقولك ......
واغلق الاتصال ليجري مكالمة اخرى
فاطمة
_السلام عليكم
ادهم
_وعليكم السلام ازيك يا ماما
فاطمة
_ادهم يا حبيبي يابني ازيك يا ادهم ..عامل ايه واخبار سلمى ايه
ادهم بحزن
_مش كويس خالص ياماما
فاطمة پذعر
_ليه يابني سلمى جرالها حاجة
ادهم
_لا سلمى كويسة الحمد لله ...بس ...بس
فاطمة
_في ايه يا ادهم متقلقنيش
ادهم
_احمد اخويا بېموت وحالته حرجة وانا مش عارف اساعده
فاطمة
_ياخبر اسود ...احمد ماله جراله ايه
هنا انتبهت تلك الشاردة التي كانت تجلس بجانبها بجسدها انما بعيدة عنها كأنها في عالم اخر لكنها انتبهت لاسمه فسمعت مايقال بتركيز اقوى
ادهم
_مها اختفت وهو مڼهار وفجأة ...فجأة ...
فاطمة بنفاذ صبر
_كمل جراله ايه
ادهم
_احمد في العناية المركزة حالته صعبة ...الدكتور قالي انه ...انه بين الحيا والمۏت
فاطمة پصدمة
_موت !!!
هنا ما عاد للتعقل من سبيل هذا احمد الذي يتحدثان عنه حبيبها زوجها والد ابنها بل هو نصفها الاخر قلبها على ادق وصف فاختطفت الهاتف من فاطمة وهي تصرخ پهستيريا
_احمد ماله يا ادهم
ادهم
_احمد بيحبك يا مها ومقدرش على بعدك انت وابنه ..احمد في العناية المركزة .....يا تلحقي تشوفيه للمرة الاخيرة يا متلحقيش
مها بصړاخ كمن ذهب عقلها
_لا لا احمد كويس انا عارفة ...احمد لا يمكن يسبني ويسيب ابنه وتركت الهاتف واسرعت لتغير ملابسها
ادهم
_مها ...مها رحت فين
فاطمة
_ايوة يابني انا معاك انا هروح اجهز ما انا مش هينفع اسيبها لوحدها وهي بالحالة دي
ادهم
_ابقي طمنيني عليكوا اما توصلوا يا ماما
فاطمة
_ حاضر يابني مع السلامة
انهى الاتصال وقبل ان يعاود الكرة هتف طارق بغيظ
_انا شايف انك تفتح سنترال افضل
ادهم بعدم فهم
_نعم !!
طارق
_دي المكالمة الكام خلال دقائق ..انت مين يابني بالظبط
ادهم بابتسامة حنين
_انا قلب وعقل عيلة الرفاعي
طارق بجدية
_طيب ياقلب عيلة الرفاعي ركز معايا شوية عشان نتائج سلمى طلعت
ادهم بانتباة
_خير يا طارق هنغير العلاج
طارق
_ايوة بس احب اطمنك انها المرحلة الاخيرة
ادهم بفرحة
_بجد !!...الحمد لله ...الحمد ياارب
طارق
_مش عاوز أأثر على فرحتك دي بس ...بس
ادهم بتوجس
_في ايه انا مش مطمن
طارق
_ده العلاج الجديد
هنا مجرد ان نظر ادهم للورقة حتى شحب وجهه وسرعان ما اختفت الفرحة من ملامحه وهتف
_طب مفيش بديل
طارق
_البديل اضعف هيطول مدة اقامتها هنا
ادهم
_والحل انا مش هقدر
طارق
_انت الوحيد اللي تقدر تعمل ده ..ادهم لازم تتماسك وتتحكم في مشاعرك الفترة الجاية عشانها هي قبل أي حاجة تانية
ادهم
_هحاول
طارق وهو يربت على كتفه
_لا مش هتحاول ..هتقدر ان شاء الله
ادهم
_ياااارب
وخرج من الغرفة وعقله مشوش وقلبه يعتصره الالم وهو يعلم ان سلمى ستحمله هو نتيجة كل ما سيحدث فدعا الله من قلبه ان يلهمه القوة ويلهمها هي الصبر وقوة التحمل
الحلقة السادسة والاربعون
اسبوعين وهي تحاول التحمل بقدر استطاعتها كان لابد ان تصمت فالوقت الان غير مناسب بالمرة لتظهر رد فعلها على زواجه بغيرها الان الكل متوتر وقلق من غياب مها وطفلها الان ليس الوقت المناسب بالمرة ولكنها في الاخر بشړ لا تستطيع الصبر اكثر وهي تراه يغازلها ويبثها حبه وكأنها الوحيدة في حياته لذلك وقبل ان تفقد اعصابها فتنشب اظافرها في وجهه او تسدد له لكمات مركزة على قلبه الخائڼ بقدر قهرها من خيانته عمدت ياسمين الى الابتعاد تماما عن التواجد مع يوسف بمفردهما في الشركة كانت تتحجج باجتماعات او لقاءات حتى لا تتواجد معه واما المنزل