رواية سهام صادق الفصل الاخير
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
حواديت
فيضحك معاها وېلمس وجهها بحنان
أمجد في حد يقول للعسل كفايه
نظر اليها بحنان وكأنها أباها حتي قال أدخلي ليه انتي يا أروي يابنتي وابقي طمنيني عليه
فسارت نحو غرفته تحت انظار والد زوجها وهي تعلم بأنه قد شعر بأحتياجها لرؤيته رغم كل ما تخفيه من حب
فيتأمل عبدالله ابنه الأخر .. متحسرا علي حياة اولاده الأثنان ..
فهبطت دمعة من بين جفونها علي ايديه الممسكة بها
وابتسم بمراره حتي عاد يحادثها سامحيني يا أروي عاقبتك بسبب ضعف قلبك ليا ونسيت ان انا السبب ... وبدل ما أمد ايدي ليكي خونت قلبك وخذلته ووجعته
فتمد بيدها الحنونه ح قلبي اللي خذلته لسا بيحبك .. وعمره ما أتمني أنه يشوفك كده ..
ليضع بيده علي قلبه بتعب
فأبتسمت اليه بضعف وهي تشعر بۏجع قوي يحتل جسدها حتي صړخت بعلو صوتها وهي تقول
أروي بصړاخ أنا بولد يا أحمد
جلسوا جميعهم يضحكون وهم ينظرون الي الصغيره ريتال ويتذكرون يوم ولادتها
فتلتف أروي اليهم بعدما رأت بعض الهدايا التي جلبوها لهما
فأبتسمت مريم بسعاده دعيت لينا كلنا ياااا يا أروي الدور اللي جاي عليكي انتي بجد راحه مافيش بعدها ربنا يكتبها لينا ديما ويكتبها لكل مشتاق
لينظر الجد الي حفيدته الصغيره بعدما أخذها من والدها
عبدالله طالعه شبهي البت ديه
فيقترب يوسف من أبنة اخاه
وهو يحمل طفله فعلا يابابا ديه كلها انت
فتتعالا ضحكاتهم جميعا حتي يبكوا الصيغار وكأنهم يشاركون ضحكاتهم بصياحهم
فينظر يوسف لأخاه قائلا عايزه يا أحمد شويه في المكتب
ويسيروا سويا تحت انظار والدهم ولكن التف سريعا لزوجات أبنائه
عبدالله ضاحكا دعتلكم انتوا الاتنين تبطلوا نكد علي ولادي سامعين
ليضحكوا الأثنتان علي حديث والد أزواجهن مبتسمين له بحب لحنانه عليهم الدائم
أنصدم يوسف من حديث اخاه حتي قال
يوسف انت يا أحمد تعمل كده
فتأمل أحمد طفلته التي يحملها بين ذراعيها الحمدلله ان ربنا جزاني علي عملته فيه صدقني يايوسف انا ندمت اني أذيته في شغله .. بس الفلوس واني انجح في عالم المال كانوا عاميني عن عيوني الرحمه والضمير
يوسف عشان كده قولت للبوليس انك متعرفش الشخص اللي ضړبك وان الړصاصه جات بالغلط
أحمد بأسي انا استاهل اللي حصلي والحمدلله كان ده عقاپي في الدنيا .. وياريت اقدر اكفر عن ذنبي التاني
فنظر اليه يوسف بغرابه ذنب ايه اللي تاني يا احمد
احمد پألم وهو يتذكر زوجته متاخدش في بالك .. علي فكره انا رفضت ندخل الصفقه اللي فاتت عشان اعوض الشخص اللي ظلمته لان شركته كانت خلاص هتقع ربنا يسامحني علي اللي عملته فيه
ليبتسم اليه يوسف بحب ربنا كريم
وضعت طفلهم بينهم بسعاده وهي تتذكر رحلتهم الجميله الي بيت الله ...فأبتسم اليها بسعاده وهو يتصفح الصور التي التقطوها اليهم هناك .. ناظرا الي وجهه والده وزوجته وطفلهما الرضيع حتي قال
يوسف ان شاء الله كل سنه هنروح سوا .. وامسك بكف أيديها
يوسف انا مبسوط اووي يامريم .. انك قررتي نرجع تاني لبعض ونبقي زي اي زوجين صدقيني يا مريم انا ندمت علي كل شئ عملته .. وعمري ما كنت سعيد غير دلوقتي عارفه وجودك في حياتي انتي وأسر اجمل نعمه
فأبتسمت اليه هي بسعاده لحديثه ونظرت اليه طويلا قبل ان تقول
مريم انا عايزه افتح مصلي في المسجد للسيدات ويكون فيه دروس شرعيه وحفظ للقراءن
فتأملها بحب حاضر
وتذكر شيئا علي جهازه المحمول حتي قال
يوسف في حاجه لو ورتهالك دلوقتي مش هتصدقيها
ويفتح ذلك الفيديو واضعا صورته امامها قائلا اتفرجي
فتتأمل معالم ذلك الرجل بدهشه مستر جون
وتسمع حديثه الذي يحتوي
جون كنت عدو لاي دين أخر غير ديني .. كنت أبغض الأسلام بشده كنت سعيدا عندما ابث المشاهد الجنسيه وانشرها بين الفيديوهات الدينيه .. كنت أريد ان أثبت للعالم كله أن المسلمين ضعفاء لشهواتهم ونفوسهم.. ولكن قد أهداني الله من نفس الطريق الذي ارادت ان أجعل أخرين يعصون خالقهم .. أعلم ان الله غفورا رحيم وانه قد أختارني انا وزوجتي وابنتي وابني ان نصبح مسلمين لانه يحبنا اتمني في نهاية حديثي هذا ان تسمعه انسانه وتسامحني علي كل شئ فعلته بها وأذيتي لها وليتني أعرف لها مكانا لأجعلها تسامحني
وانهي مقطعه الفيديو وهو يقول بصوته في ترتيل هادئ وجميل وبعربيه ضعيفه بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تيأسوا من روح ٱلله إنه لا ييأس من روح ٱلله إلا ٱلقوم ٱلكافرون
فأدمعت عيناها پألم وهي تشاهد ذلك الرجل الذي دوما أذاها لتتذكر قول الله تعالي في سورة يونس
ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين 99 وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون 100
جلست بجانبها تتأملها وهي تراها جالسة تقرء في كتاب الله وبين أحضانها طفلا صغير يبتسم لما يسمعه من صوت أمه .. فأمسكت بأيديها بشوق وهي تقول بسعاده
ريما لسا جميله ونقيه زي ما انتي يا مريم
لتلتف مريم الي ذلك الصوت الذي تعرفه تماما وتمنت دوما أن تلتقي بصاحبته فنظرت اليها بشوق شديد وهي تتأمل ملامح تلك الجالسه بجانبها بحجابها ولبسها المحتشم وبيدها أبنها الصغير
لتبتسم ريما لنظرات صديقتها القديمه أبني يحيي
وتأملت المكان حولها وهي تقول بسعاده قالولي ان في المسجد ده دار تحفيظ كويس جدا للدروس الشرعيه وأداب الدين وحفظ القراءن .. فقولت أجي اعوض اللي فات من عمري وانا بعيده عن ربنا .. ومصدقتش نفسي لما شوفتك فضلت اقول لنفسي معقول القدر يجمعنا هنا
فمدت اليها مريم ذراعيها واحتضنتها بشده وهي تبكي وحشتيني اووي ياريما وحشني كل حاجه معاكي .. وابتعدت عنها لتمسح عن وجهها دموعها بحنان
مريم ما ديه كانت امنيتنا فاكره اخر مره كنتي معايا فيها اتمنينا فيها ايه
لتتذكر ذلك اليوم وهطول المطر الشديد وتأملهم له من شرفتهما الصغيره في ذلك المسكن
ريما بتمني نفسي لما نتقابل تاني يامريم تقبليني وانا انسانه جديده بقلب طاهر انسانه تانيه خالص وابتسمت برضي وتفضلي انتي ديما مريم البنت الطيبه النقيه اوعي تنسي تدعيلي يامريم
فتعود ريما من شرودها بعدما تذكرت
كل ما مر بينهم انا عيشت بظروف صعبه اوي وكنت هفضل طول حياتي انسانه ضايعه وتذكرت زوجها مرادبس الحمدلله ربنا عوضني بزوج طيب وحنين
وتسقط اعينهم بسعاده علي صوت صغارهم ليجدوهم يداعبون أنامل بعضهم ويضحكون
فتضحك الصديقتان
ويمر شريط ذكرياتهم سويا متذكرين ذلك المطعم الذي ضم الكثير من مواقفهم المضحكه
لتطبع كلمة النهايه سطورها وتدون جملة واحده
يخلقنا الله بفطرة الحب والرحمة والضمير يخلقنا بكل المعاني الجميله .. ينبتنا نباتا حسنا ولكن نحن نرويهم بأيدينا بماء الدنيا الفانيه وتنسينا معها الدنيا سؤالا ننسي ان نسأله لأنفسنا دوما
هل انت راضي عنا يا الله
النهايه.
بقلم سهام صادق