رواية سهام صادق
حتي يقول ههه لا أنا دلوقتي محتاج قهوه وياسيدي أنا عارف أنك مبتشربش ولا أنت ولا سالي عشان من المحرمات
فينظر اليه أمجد قائلا وده المفروض أن أنت كمان تعمله يا يوسف
ليبتسم يوسف وهو يتطلع الي زوجة أبن عمته جوزك ده خنيق اوي ياسالي انا مش عارف ليه لسا لحد دلوقتي مستحملاه
فتنظر اليه سالي قائله تصدق يايوسف ده بقي معترض علي كل لبسي حتي طريقه لفي للحجاب بقي معترض عليها مع ان الموضه كده بجد أمجد بقي فظيع
فيضحك يوسف بشده لتشاركه سالي نوبة هذا الضحك قائلا هو أمجد أنت في كندا يعني مش في مصر حتي مصر برضوه يعني كل الأمور بقيت عاديه والتحرر بقي شبيه بالدول الأوربيه
وقبل أن يتكلم أمجد ثانية جاء طفلهما وهو يحمل لعبته
الحديثه المكونه من سياره بريموت كنترول قائلا عمو يوسف أنا مث عارف ألعب بيها كل ثويه تقف
ليضمها يوسف اليه قائلا بعد أن حمله طيب تعالا بقي يابطل نشوف فيها أيه ونلعب سوا
تسطحت بضعف علي فراشها البسيط وهي تتألم قائلة بحنق حيلي أتهد اه يارجلي أه يا أيدي اه ياراسي أه ياسناني
فتضحك ريما عليها قائله طب وايه الي دخل سنانك في الموضوع
حتي قالت ريما وقفي شريط الأهات ده وتعالي نتعشا اما أنا عملالك
لتقطع مريم حديث صديقتها قائله شربة عدس بالجزر حفظت وجبتنا الأساسيه طول الشهر
فتضحك ريما علي صديقتها لاء الجدول أتغير النهارده وبس اصلك صعبتي عليا وعملالك أكله تجنن وتذهب ريما لتعود ثانية وهي محمله ذلك الطبق قائله شوفتي وجيبالك الأكل كمان لحد عندك يعني خدمه خمس نجوم
ريما بفخر بريك بالتونه
فتضحك مريم قائلة تونه !
وتشرد قليلا لتقول أكل ماما وحشني اووي وقبل أن تهرب دموعها
نظرت الي صديقتها لتجدها قد بدأت في تذوق طعامهما بل ألتهامته بشده لتتطلع مريم اليها قائلة بحنق طب أنا اكل ايه دلوقتي مفضلش غير قطعه انتي بتعملي فيا كده ليه ياريما والله أنا مش عايزه أخس
لتتطلع اليها مريم قائله بعدما قذفت بتلك الوساده عليها وانتي سرحتي في الطبق كله وطمعتي عليه صح
لتتعالا صوت ضحكاتهم وتجلس ريما بعدما أختلط صوت ضحكاتها بالأنين قائله بدموع انتي الي بتصبريني علي الحياه هنا بدي أرجع بلدي
فتتطلع اليها مريم بعدما مدت بيدها لتمسح دموعها أحنا أتفقنا نقول ايه لما نحس بالخنقه
فتنظرإليها ريما قائله كالاطفال الحمدلله !
لټحتضنها مريم وهي مدمعه العينين قائله بحنان اومال لو جون بيعملك زي ما بيعملني هتعملي ايه
فتبتعد عنها ريما بعد أن أزالت خصلات شعرها الحمراء كنت أنتحرت
لتضحك مريم وهي تتذكر صوته الكريهه ربنا يصبرني عليه ويرحمني من أكلك
فتصبح ضحكات ريما هي من تعلو ثانية دون توقف حتي يغمضوا عيناهم سويا لينعموا بقليلا من الراحه وتشرد كل منهما في عالمها ولمن أشتاقت
وعندما حل السكون علي قصره ووضع له خادمه ذلك المشروب وأنصرف مد بيده كي يتذوق مشروبه الكحلي المثلج وهو يتابع أوضاع البورصه هذه الفتره وبعد دقائق كان قد انتهي من تصفحه ومشروبه هذا أيضا
لينهض من علي مقعده ويظل يجول داخل تلك الحجره ذهابا وأيابا حتي وقع ببصره علي بعض الصور التي تجمعه هو وجده ووالدته عندما كان طفلا واخري جده ووالدته وصورة أيضا لجدته التي لم يراها بل سمع عنها من احاديث جده العاشق فأبتسم پألم وهو يراهم حتي تطلع الي صورته وهو في عمر الشباب ليتذكر كلام جده وهو يقول بقيت شبه يايوسف كارمن لو كانت فضلت عايشه لحد دلوقتي كانت هتشوف عبدالله فيك انا بكره عبدالله عشان هو السبب في مۏت بنتي الوحيده
فيفيق من شروده هذا علي سماع عقارب الساعه التي تدق معلنة عن بداية منتصف الليل !
تسطحت سالي بجانبه علي الفراش بعد أن أنتهت من وضع زينتها
سالي انتي نمتي
فتفتح سالي عيناها ببطئ قبل ان تعود وتغلقها ثانية وهي ټلعن حظها بأن من تزوجته ليس من فتن قلبها وانما كان اختيار العقل بأن تقبل بأحدهما حتي لا يفوتها قطار الزواج
فانحني امجد قليلا نحو احد خديها ليقبلها بحنان ثم دثرها بالغطاء جيدا واطفئ نور تلك الاباجوره واصبح الظلام يحاوطهما كما يحاوط قلب احدهما
نظرت نهال الي رسالتها النصية وهي لا تعلم أكان ما تفعله صوابا ام خطأ فتضع بأصبعها علي ذلك الزر الألكتروني قبل أن تبعث برسالتها التي تخبره فيها بأشتياق والده له وكم تتمني أن تراه ويراها فهو حتي لا يعلم ملامحها إلا بتشويش بسيط حين رائهم في ذلك الفندق اللعېن الذي يذكرها دائما بالخزي من أخا يربطهم القدر به بالأسم فقط لا أكثر فأغمضت عيناها پألم وهي تتذكر نظرات والدها الحزينه وهو يقبل
صوره التي تجلبها هي اليه من بعض المجلات او صفحات الانترنت بعد ألحاح طويلا منه فهو مثل أي أب مكلول علي فراق احد اولاده لتضغط علي زر الارسال وتبعث له برسالتها علي بريده الخاص المفعل لبعض الاشخاص المحدودين ومن ضمنهم امجد ابن عمتها وتجلس قليلا أمام حاسوبها لتنتظر رده ثم تعاود قراءه رسالتها مرة اخري ومرة اخري تقضم اظافرها بقلق من رده
فتسرح بخيالها وتتخيل ردا مهينا منه من المحتمل ان يبعثه لها
او تجاهلا لرسالتها
لتغلق حاسوبها سريعا وهي تسمع صوت نداء والدها لها فتتذكر موعد دوائه وتذهب سريعا إليه
أغلق يوسف حاسوبه پعنف ووقف يتحرك ذهابا وايابا في غرفة مكتبه الي أن وقف أمام الشرفة التي تطل علي مساحة خضراء ليتذكر تلك الرساله التي بعثته له تلك الفتاه التي تدعي أخته أسما
ليدخل في تلك اللحظه أمجد وهو يحمل أحد الملفات قائلا بوجه بشوش مبرووك يايوسف الصفقه الجديده شركتنا فازت بيها لسا حالا عاميلنا في ألمانيا مبلغني بالخبر ده
فيلتف اليه يوسف بوجه لا يبدو عليه أي ملامح قائلا مين نهال ديه اللي بتقول انها اختي ليتذكر شئ اوعي تكون البنت اللي كانت معاه يوم الفندق
فينظر اليه أمجد طويلا ويبتسم بحسره اللي بتقول انها اختك ديه فهي فعلا اختك صحيح انتوا مش اشقاء من الام والاب بس دمكم واحد واسمكم مرتبط ببعض
فيتهكم وجه يوسف ليقول ساخرا والله هي تقريبا كان اسمها نهال عبدالله احمد وانا أسمي يوسف ادور تفتكر فين بقي الترابط
فيسير امجد نحوه مقتربا منه ليقول انت ليه مصدق ان خالي كان نسيك ومش بيسأل عليك بس هقول ايه للأسف جدك الباشا هو اللي كان انسان ديكتاتور عايزك ليه وبس حتي بعد ما ماټ بقيت ليه وبس
فينظر اليه يوسف طويلا قائلا امجد انت عارف انا قد ايه بعزك فبلاش تخليني اخسرك انت كمان
ليبتسم أمجد بحزن بتعزني عشان انقذتك بدمي يأبن خالي صح رد جميل مش أكتر
فيتذكر امجد ذلك يوم عندما دلف بقدميه الي تلك البلد الغريبه عنه قلبا وقالبا ولكن رغبته في ان يحيا حياه كريمه جعلته ينسي غربته واحبابه وكان عزائه الوحيد هو بأن في هذا الموطن أبن خاله الذي تمني دوما بأن يري فيه كم تكون صلة الرحم قويه مهما كانت المسافات ولكن قد تلاشي كل هذا مع اول نظرة رئها في عينيه وكأنه يقول له ليس لدي اقراب ولا اريد تلك القرابه ولكن قد شاء القدر أن يتعرض هو لحاډث قوي قد علم به من احد الصحف الكنديه عندما كان يجلس علي احد المقاهي ينظر الي عناوين التوظيف وعندما وقع بعيناه علي هذا الخبر وانه بحاجة اليه ذهبا سريعا ناسيا قسوته معه واحتقاره له في اول لقاء كان بينهم ليدخل ذلك المشفي سريعا ويعلم بحاجته للدماء وللصدفة كانت دمائهم متطابقه
فيفيق امجد علي صوت يوسف الهادئ ليسمعه وهو يقول فين ملف الصفقه
ظلوا يتجولون بسعاده في انحاء هذه البلد ويتمتعون بمنظر القلاع التي تحيطهم لتقف ريما فجأة قائله انا تعبت من المشي يامريم ايه الفسحه الغريبه ديه
فتتطلع اليها مريم ضاحكه بنحاول نخس ياريما انتي مش شايفه احنا بقينا شبه الفيله ازاي
لتنظر ريما الي جسدها وجسد صديقتها قائله قصدك بقينا شبه السحالي فتتأمل المطاعم حولها قائله شايفه المطعم ده اه مش اي حد يقدر يدخله ويتعشي فيه غير الاغنيا وبس ياا نفسي اوي ادخله حتي لو هشتغل طباخه فيه
فتبتسم مريم لحديث صديقتها لاء انا بقي هحلم ادخله عشان اتعشي فيه هي الاحلام بفلوس وتغمض عيناها وهي تتذوق بعض الاكلات الشهيه قائلة بمتعه أمممممم ياسلام علي طعم الفراخ المشويه ولا المكرونه أممممممم
لتضحك ريما علي خيال صديقتها مكذبوش لما قالوا ان المصريين عشقهم الاول والاخير هو الاكل
فتفتح مريم عيناها
ضاحكة وتداعب وجنتي صديقتها عذرا انسه ريما ممكن تقولينا الاخوه الجزائرين بيعشقوا ايه
وتنتظر رد صديقتها حتي تجدها سارحه في ذلك العروس وهي تتمايل بخفه في احضان عريسها وشخصا اخر يقف يأخذ لهم بعض الصور فتلمع عين مريم ايضا وهي تشاهد ذلك المشهد المفعم بكل المشاعر الصادقه التي تتمنها اي فتاه
فتلتف ريما اليها قائله بحنين تفتكري هيجي يوم وهنتصور زيهم كده وهنلاقي حد يحضنا اووي
فتبتسم مريم لصديقتها بعدما أفاقت من بركان هذه المشاعر القويه اكيد يا ريما ربنا مبيحرمش عباده من اي متعه في الحياه مدام كانت في الحلال المهم ندعي ونثق في كرمه وحده
لتلتف ريما اليهم ثانية وهي حالمة بمثل ذلك اليوم فتشاركها مريم في كل هذا وتشيح بوجهها سريعا عندما تراهم يتبادلون احد القبلات بشغف وذلك المصور يلتقط لهم تلك