رواية اسرائ الفصل 21
الإتصال ب أحد حرسه وأمره ب إنهاء أمر الإجراءات اللعېنة..أغلق هاتفه وإتجه إليها ب حنو وشغف..تنفس ب عمق وكأنه يتنفس لأول مرة..ملس على خصلاتها وهمس ب إنكسار وعتاب
يعني ينفع كدا!..تسبيني أنا وبنتك لمين بس!..إوعي تفكري تعمليها تاني لأني ساعتها أنا اللي ھقتلك وهقتل نفسي بعدك...
وعنياه تتجول على ملامحها المجهدة..بشړة شاحبة مائلة إلى الإصفرار وشفاه وردية تحولت إلى أخرى بيضاء..أنفاس بطيئة وكأنها تخرج وتدخل إلى رئتيها ب ألم
تعبتي قلبي يا روجيدا..وأنا تعبت قلبك...
ضحك ب ألم وهو يداعب خصلاتها الكستنائية
وبعدين ف اليوم اللي مش فايت دا يا بسنت ع الصبح..أنتي مودياني فين!...
قالها صابر ب ضيق وتذمر وهى منذ الصباح تحاول الوصول إلى مقر عمل والده ولم تجده بعد..تأفف عدة مرات وهى تحاول أن تجذبه من يده إلى أحد الشوارع لتقول ب تذمر مماثل
لو صبر القاټل على المقتول
يا حبيبي..حد من صحباتي وصاني على حاجة أجيبها من محل هنا بس مش لاقياه...
وظلت تدور ب عيناها حتى وجدت مبتغاها لتصرخ ب سعادة قائلة
خلاص لاقيته
فين
أمسكت يده مرة أخرى وقالت تعالا معايا...
ثم جذبته وعبرا الطريق معا حتى وصلا إلى وجهتهم المنشودة..ليرفع صابر حاجباه وتساءل ب تشكيك
محل أدوات صحية!!..صحابك وصوكي على محل أدوات صحية!
نظر إليها شذرا وقال ب مزاح ثقيلإبقي أظبطي الإريل يا ضنايا...
نظرت هى الأخرى ب إزدراء ولم ترد عليه..ليدلفا المحل..ثوان وأحس صابر ب خافقه يطرق ب عڼف دون سبب ليقول وهو يضع يده على صدره ب تهكم
إيه ھموت ولا إيه!..كله منك يا بسنت...
خرج والد صابر من غرفة ما ب داخل المحل وما أن رفع أنظاره حتى إصطدمت مع نظرات صابر الجامدة والحاقدة..وأخرى متلهفة لما سيحدث
يعني أنتي جبتيني عشان كدا!
إلتفت وهتفت ب إصرارلازم تحل مشاكلك مع والدك و والدتك..يا كدا يا مفيش جواز يا صابر..دا شرطي ودي الحاجة الوحيدة اللي هطلبها منك...
أغمض عيناه يمنع نوبة ڠضب تكاد تشطر من أمامه إلى نصفين..فتح عيناه ونظر إلى بسنت ب نظرات تشتعل نيرانا حاړقة حتى أنها أصابتها ب توتر..لتتحرك ناحية والد ماردها لتربت على منكبه قائلة ب تشجيع
إبتلع ريقه ب صعوبة وهو يرى نظرات إبنه الكارهة مسلطة إليه..ف تصيبه ب إحباط ثم هتف
إدعيلي يا بنتي
خير ياعمو متقلقش...
تقدم ناحية صابر الذي لم يهتز له جفن وبقى يحدق ب والده ب نظرات حادة حتى همس والده ب خفوت
إتفضل إقعد يا إبني
الإزدراء تشد قاللي عندك قوله..مش عاوز أضيع وقتي وأنا بقعد
إبتلع غصته وإهانته ثم قالحقك أنا عارف..بس والله ما كان ب إيدينا نسيبكوا..عارف إن الفقر مش عيب..بس لا كنا لاقيين ناكل ولا نأكلكوا
إبتسم ب سخرية وتشدقت قوموا ترمونا مش كدا
هتف الأخر ب دفاعلأ عمرنا ما راميناكوا..لأ إحنا وديناكوا ملجأ وأنت اللي هربت...
لم يصدق صابر ما سمعه ليهتف ب صوت جهوري
وهو أنت فكرك طفل عنده ستاشر سنة هيخلوه مع طفلة مبلغتش تلات سنين!..قولي..أعرف منين إنهم مش هيعملوا فيها حاجة ولا يتاجروا