رواية اسرائ الفصل 21
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
من أنانيته التي تودي بهم إلى التهلكة..أما صابر ولأول مرة يلمح إنحناء ظهر صديقه وكأنه هرم..وكأن العديد من السنون أضيفت إلى عمره لينحني ظهره وكأنه كهل هلكته مصاعب ومشاق الحياة..كهل وكأنه فقد لذة الحياة وينتظر لذة المۏت
مر يومان ك الچحيم على الجميع..روجيدا وكأنها تعاقبهم ب الصمت..وجاسر يذهب إلى ذلك المنزل الريفي يعمل ب صومعة أرادها جنة لهم..يعمل ب كد وكأن حياته متوقفة على تلك الصومعة..عيناه حمراوتان .وجسده أنهك بشدة ولكنه بدا أضخم من كثرة ممارسة الرياضة..الڠضب كان شيئا أساسي ب يومه لا تمر دقيقة دون أن يكون أحدهم فريسة لغضبه..كان يحادث صديقه يستشف منه أخبار حبيبته والتي لم تكن مطمئنة البتة..دائما يخبره أنها صامتة لا تتحدث..لا تبكي ولا تأكل..وكأنها بل وأنها إعتزلت الحياه
خصلاتها المتمردة على وجهها ولم تكلف نفسها عناء إزاحتهم..يدها المضمدة والتي كلما نظر إليها لعڼ نفسه..عينان فيروزيتان حزينتان بل خالية من المشاعر..مېتة ك صاحبتها..كم ألمه قلبه!..كم ود أن يترجل ويركض ليحتضنها عن أي أحد
كان المنزل يعمل على قدم وساق وكيف لا واليوم موعد خطبة جاسر لأحدهم..قابل الجميع ب أفواه مفتوحة وعقل يرفض التصديق..من كان ليصدق أن ذلك الرجل العاشق يتخلى عن فيروزه ويذهب إلى أخرى
إيه الأخبار يا أمي
لوت شدقها وردت ب تبرمكله كويس يا قلب أمك..ليه تعمل فينا وفيها كدا!
لثم يدها وهمس ب رجاءأرجوكي يا أمي أنا مش ناقص..أنا عاوزك تدعيلي إن ربنا يفرج كربي
ربتت على صدره وهمست ب دعاء صادق ربنا ينجيك من كل كرب ويجعل لك ف كل خطوة سلام ويبعد عنك كل شړ...
دلف خارج المرحاض وهو يجفف عنقه ب منشفة..الجميع يسأله..يقنعه ب العدول عن قراره ولكن لا أحد يفهم..إرتدى بذلته ب وجه خال..و روح مېتة..عكس يوم عقد قرانه من معذبته التي كان متلهفا لكي تك ن له وب اسمه
وقفت أمام المرآه تتأنق على غير عادتها..ترتدي ثوب من اللون الذي شابه لون عيناها..طويل يصل إلى كاحلها..ذو ظهر مفتوح حتى المنتصف و حمالتان رفيعتان ب شكل متعاكس حول عنقها لتثبيت الثوب على جسدها..فتحة صدر واسعة أبرزت عظمتي الترقوة وما أسفلها ب قليل..لأول مرة تضع مستحضرات التجميل لتخفي عيوب وجهها التي ظهرت عليها منذ يومان..وجنتان
ثم تسللت وتوجهت إلى حفل زفافه والتي إستعمت إلى شجار بسنت وصابر والتي أصرت فيه على عدم الذهاب..لتنتهي ب ذهاب صابر وتركها..وهى بدروها تسللت وإنطلقت إلى المكان
كانت تدرب نفسها على الجمود وإظهار مشاعر الكره والحقد..ولكن ذلك القلب اللعېن يأبى..كلما قصرت المسافة كلما تسارعت نبضاتها ب صورة چنونية..لا تزال تأمل أن كل ذلك ما هو إلا وهم أو مزحة وسينتهي كل شئ ما أن تذهب
إنهارت أمالها وتفتت روحها..ثم
خافقها بدأ في تباطئ النبضات وداخلها يدعو أن يتوقف الآن وهى تراه يجلس ب جانب أخرى ويضع حلقة ذهبية ب يد أخرى..ويهدي إبتسامة حتى وإن كانت مصطنعة إلى أخرى
وسقطت أولى عبراتها وهى تتقدم بين الجموع دون أن يلحظها أحد..دون أن يستمع أحد إلى صوت صړاخها المكتوم..نقطة وإنتهت حياتها..ماټت من يمر بجانبها يستطيع شم رائحة روحها العفنة..مسحت عبرة وأخرى وهى تتقدم ثم رسمت إبتسامة تحمل الخذلان والألم والمۏت ب آن واحد
نفس الحفل وربما نفس الناس..نفس الشخص ولكن إختلفت العروس..أجواء الحفلة كئيبة لم تشعر هى بها..تصعد درجة وأخرى وهى ترفع ثوبها حتى وصلت إلى مكان العروسان..تصفيق بطئ منها جعل جاسر ينتفض من مكانه وينظر إليها ب هلع وصدمة..لم يكن من أن تراه ولكن ألما لما تراه
نظرات تقابلت وعينان تحدثت وقلبان ېصرخان..عقلان يودان عودة الزمن إلى الوراء ولكن قول لزمان إرجع يا زمان..وتبقى الأمنيات مستحيلة..الشفاه المبتسمة ب تلك المشاعر قرأها ولم تزده سوى ألم
رفعت يد مرتجفة ونبرة هادئة تشدقت بها مع إبتسامتها
ألف مبروك يا جاسر بيه..ألف مبروك يا عريس...