الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية دينا الجزء الاول

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

بوضوح وهي تحدق پحقد إلى زوجة والدها.
صړخت پغضب عارم يعني إيه اتجوزت خلاص ودي تبقى مراتك الجديدة عملت اللي في دماغك ولا كان ليا أي اعتبار ولا حساب عندك!
نظرت باحتقار لعلياء ثم قالت باستهزاء وأنت فاكرني بقى هقول مبارك ويلا كلنا نبقى عيلة جميلة ده مستحيل مفيش واحدة هتحل محل ماما أبدا خصوصا الست دي! جيبتها منين دي هو أنت شوفتها ولا هي معندهاش مرايات تشوف فيها نفسها!
كان كلامها جارحا للغاية بالنسبة لعلياء التي تعلم أنها ليست جميلة بالمعايير المعروفة ولكنها تتقبل نفسها وشكلها كما هي ولم يوجه لها أحد إهانة صريحة للغاية مثل هذه من قبل.
صاح أمجد بنبرة احتدام عالية داليا!
قبض أمجد على يده بشدة ونظراته الحادة الغاضبة تتوجه لابنته التي تقف أمامه بكل بجرأة.
جز على أسنانه وهو يحاول تمالك أعصابه وقال بتحذير روحي على أوضتك أحسن ونصيحة يا داليا أوعى تختبري صبري أبدا.
نظرت له ولعلياء بعصبية واشمئزاز ثم الټفت ودلفت لغرفتها وهي تغلق الباب بقوة محدثا رجة عالية ترددت صداها في أرجاء المنزل.
تنهد أمجد ثم نظر لعلياء التي كانت تحاول التمسك بابتسامتها الهادئة وقال بهدوء أنا بعتذر لك على سلوك داليا يا علياء زي ما أنت شايفة هي عنيدة أوي ومش هتتقبل الموضوع ده بسهولة ولا عمرها كانت هتتقبله فكان لازم أعمل كدة.
وضعت علياء يدها على كتفه وقالت بوقار أنا متفهمة اللي بتقوله يا أمجد بس في نفس الوقت تصرفك غلط طالما هي عنيدة يبقى كان لازم تحاول أكتر الأول علشان كلنا نقدر نتأقلم وننسجم سوا في حياتنا جديدة.
عقد أمجد حاجبيه لأنه لم يحب نبرة العتاب الخفية في صوت علياء ورد بضيق أنا مش عارف أنا تعبت وزهقت يا علياء أنا مقصرتش معاها خالص طول عمرها من حقي أشوف نفسي أنا كمان.
ربتت علياء على كتفه فارتخت ملامح وجهه معلش يا علياء أنت ملكيش ذنب في اللي حصل وبعتذر أني حطيتك في موقف زي ده تعالي أوريك أوضتنا.
في غرفة داليا كانت تغلي ڠضبا بسبب الواقع الذي فرض عليها لا تصدق أن والدها فعلها بالفعل وتزوج من أخرى!
من شدة عصبيتها لم تجد ما تفعله إلا أن تلقي ببعض الأشياء التي كانت
على طاولة الزينة الخاصة بها لتقع وتنكسر إلا أن هذا لم يطفئ شيء من لهيب ڠضبها جلست على السرير وهي تحدق أمامها دون أن ترى شيء.
كانت تتنفس بسرعة من شدة انفعالها أمسكت بهاتفها واتصلت بصديقتها المقربة.
صاحت بها پقهر اتجوز يا ملك عملها واتجوز!
ردت ملك بدهشة وهي لا تفهم شيء منها فيه إيه يا داليا مين اللي اتجوز
وبختها داليا بسخط مش وقت غباء دلوقتي هيكون مين بابا! جابها هنا وهتعيش معانا!
قالت ملك بذهول إزاي الكلام ده وأنت متعرفيش
قالت داليا بمقت لا معرفش حاجة خالص لقيته داخل بيها! بس أنا مش هسكت ومش هخليها تتهنى أبدا!
حاولت ملك تخفيف ڠضبها لأنها خاڤت من نبرتها أهدي بس يا داليا.
صړخت بها داليا بثورة مش ههدى طول ما دي موجودة هنا!
سألتها ملك بحيرة طب هتعملي إيه
تغيرت ملامح وجه داليا وابتسمت بخبث وهي تناظر نفسها في المرآة هعمل إيه بالضبط لسة مش عارفة إنما اللي متأكدة منه أني هخليها ټندم على اليوم اللي فكرت تدخل فيه حياتنا!
كانت علياء ترتب حاجياتها بينما هبط أمجد ليشتري بعض الأشياء ففكرت أن تذهب لداليا وتحاول التفاهم معها ربما يصلوا لاتفاق ما حتى لا تكون بداية حياتهم الجديدة معا خاطئة كليا.
تركت ملابسها وذهبت لتطرق باب غرفتها انتظرت لدقيقة قبل أن تفتح داليا الباب التي عبست حين رأتها وحدقت إليها بازدراء بارد.
حاولت علياء تلطيف الجو وقالت بابتسامة لطيفة ازيك يا داليا أنا عارفة أنه تعارفنا مجاش في ظروف كويسة بس أنا حابة أصلح الموضوع ونبدأ من جديد.
رفعت داليا حاجبها بينما تابعت علياء أنا فاهمة اللي أنت حاسة بيه بس مش حابة نفضل كدة إيه رأيك لو تنسي كل حاجة ونبقى أصحاب
حدقت إليها داليا بتفكير وعلى وجهها تعبير غامض وفقط حين يأست علياء من استجابتها ابتسمت داليا بشكل مفاجئ وردت ليه لا
اتسعت ابتسامة علياء بارتياح واقترحت إيه رأيك نشرب حاجة مع بعض لحد ما بابا يجي هو مش هيتأخر.
أومأت داليا ورافقت علياء للمطبخ.
قالت علياء بحماس إيه رأيك نشرب عصير ولا شاي بتحبي الشاي
فكرت داليا للحظة قبل أن تقول بابتسامة بحب الشاي.
أعلمتها داليا بمكان ما تحتاج إليها فوضعت علياء البراد على الڼار وأعدت كوبين في انتظار غليان الماء.
استندت داليا إلى رخامة المطبخ وكتفت ذراعيها وسألتها أنت عندك كام سنة
تطلعت لها علياء بابتسامة لأنها أرادت التعرف عليها مش كبيرة يعني عندي 35 سنة.
ابتسمت داليا وردت باستخفاف غريبة تباني أكبر من كدة بكتير.
تجمدت ابتسامة علياء وأدركت أن داليا لن تلين بسهولة ولكنها ردت بعقلانية شكرا يا داليا مجاملة حلوة منك ناس كتير بيقولوا لي كدة بسبب أني عقلي وتفكيري انضج من سني.
نفخت داليا ولم ترد بينما نهضت علياء لتحضر الشاي حضرت كوب داليا ثم ذهبت لتعطيها إياه.
ابتسمت لها داليا وهي تمد يدها لتأخذ منها الكوب إلا أنه على آخر لحظة سحبت يدها ليفلت الكوب من يد علياء ويقع متحطما على الأرض وقد أصاب جزء منه قدم علياء وهو يسقط مما جعلها تصرخ من الألم وسخونة الشاي.
كانت داليا تراجعت إلى الوراء فوضعت يدها على فمها بدهشة مزيفة وقالت بصوت متعاطف يحمل بين طياته المكر إيه ده أنا آسفة مخدتش بالي يا مرات بابا!
الجزء الرابع
كانت داليا تقف جامدة تراقب علياء التي تصرخ من شدة الألم والډماء ټنزف من قدمها كما أن الشاي الساخن قد تسبب باحمرار قدمها نظرت لها داليا بفزع تراقب نتيجة فعلتها كأنها تستوعبها الآن حين دخل
أمجد ليركض للداخل على صړاخ علياء.
تطلع إلى المنظر أمامه بذهول ثم أمسك بداليا يبعدها قائلا بحزم ابعدي يا داليا من هنا لتتعوري.
تقدم لعلياء بحذر حتى لا يصيبه أي من الزجاج المتناثر على الأرض ثم حملها بين ذراعيه وعلياء تبكي من ألمها حدقت داليا للمشهد أمامها بحواجب معقودة وعيون تملأها الغيرة أسرع أمجد خارج المطبخ ليضع علياء على الأريكة ويمسك قدمها يتفحصها بينما تبعتهم داليا بصمت.
سألها أمجد وهو يعاين قدمها بقلق إيه اللي حصل
كان الألم يكسو ملامح علياء وردت بصوت متحشرج كوباية الشاي اتزحلقت من ايدي ووقعت.
نظرت لها داليا نظرات غامضة يكتنفها قليل من الدهشة فماذا تحاول أن تفعل هل تحاول التغطية على ما فعلته حتى لا يعاقبها والدها إذا اعتقدت أنها ستكسب ودها بتلك الطريقة فهي حتما مخطئة!
إلا أنه في الحقيقة كان الألم الذي يلم بعلياء يجعلها غير قادرة على التفكير بشئ آخر وإذا كانت داليا قصدت ما فعلته أم لا الټفت أمجد لداليا وقال بجدية داليا هاتي فوطة واملي طبق أو واسعة بالمية علشان أحاول انضف الچرح من الازاز والدم على ما الدكتور يجي.
تحركت داليا وأحضرت ما طلبه منها والدها ثم انسحبت لغرفتها دون أن ينتبه لأنه كان يحادث الطبيب على الهاتف.
كان هناك شيئا ما داخلها يؤنبها على ما فعلته جلست على سريرها وهي تفكر أن جزء منها غير راضي عن فعلتها تلككأن داخلها شخصان يتصارعان من ناحية أنها لم تقصد أن تؤذيها ذلك الأڈى البالغ ومن ناحية أخرى فعلت ذلك وبررتع نتيجة ڠضبها.
نظرت لنفسها في المرآة وهي تقول بإصرار أنها من أجبرتها على فعل ذلك فهي ليست ولن تكون أبدا جزء من حياتهم لا حق لها في الزواج من والدها!
كانت ماتزال تجلس مكانها حين طرق الباب ثم ولج والدها قائلا بهدوء ممكن أتكلم معاك شوية يا داليا
نظرت له داليا بلوم قبل أن تشيح ببصرها عنه فتنهد أمجد وهو يغلق الباب ورائه ثم خطى إليها حتى جلس بجانبها.
صمت أمجد لدقيقة ثم بدأ حديثه أنا عارفة إنك زعلانة ومضايقة مني على اللي عملته فجأة ومش قادرة تتقبلي الوضع الجديد.
تردد لثانية ثم تابع بحنان وقد أمسك بيدها بين يديه منكرش أني غلطان أني فرضت الوضع عليك بس أنت كمان محاولتيش تفهميني مع أني قولت أنك أول واحدة هتفهميني تصرفاتك وكلامك خلوني ادي رد فعل عكسي بس أنا مش عايز الخصام ده يطول بيننا يا داليا إحنا عمرنا ما تخاصمنا أكتر من ساعة علشان ملناش إلا بعض
ترقرقت الدموع في عيون داليا ولكنها مازالت لا تنظر إليه فتابع مش عايز منك غير تدي نفسك فرصة وتدي علياء فرصة كمان يمكن تلاقي نفسنا عايشين حياة أحسن من الأول وصدقيني هي بتحاول تاخد مكان مامتك أبدا.
وفين ماما كانت تريد بشدة أن تسأله ذلك السؤال ولكنها صمتت لأنها خشيت ألا يجيبها.
ابتعدت عنه وقالت بتحدي ولو متفهمناش ولو مقدرتش أتقبل وجودها
أخذ نفسا عميقا ثم أجاب بصراحة مقدرش اظلمها لأني اتجوزتها بس لو مرتحتيش لوجودها أنا هاخدها لمكان تاني
تسكن فيه بعيد عنك المهم تكوني مرتاحة.
بقيت

بعد أن تركها بمفردها وغادر بقيت مكانها وقد ازدادت حيرتها أكثر وتصاعد صراعها هي لا يمكن أن تقبل بتلك السيدة لا تشعر بأدنى ذرة من الرغبة في محاولة قبولها حتى!
ولكن والدها يرجو ذلك وضعت رأسها بين يديها وقد اتعبها التفكير مر أسبوع كان خلاله كل شيء يسير بوتيرة هادئة خصوصا أن علياء كانت تلازم السرير ولا تخرج من غرفتها بسبب إصابة قدمها وهذا ما أراح داليا التي لم تكن راغبة في رؤيتها فرغم كل حديث والدها كانت البغضاء والكراهية لوجودها يزيد داخلها يوما بعد يوم فتناست وجودها وعاشت مع والدها كأن شيئا لم يحدث ولم يضغط أمجد على داليا حتى ترى علياء أثناء مرضها.
تماثلت علياء للشفاء حتى استطاعت النهوض على قدمها لم ترى داليا في تلك الفترة فقد تحجج أمجد أن داليا تدرس لاختباراتها الوشيكة وأصرت على عودة الحياة الطبيعية رغم أن أمجد أخبرها بأنها يجب أن ترتاح لمدة أطول.
رفضت داليا الانضمام لهم على الغداء بحجة المذاكرة فبعد أن انتهوا من تناول الطعام هبط أمجد حتى يصلي ففكرت علياء أن تذهب بالطعام لداليا حتى لا تبقى بدون طعام وتقيم بينهم شيء من الود بدل ذلك الجفاء المسيطر على المنزل.
طرقت الباب فقالت داليا بشرود اتفضل.
دخلت علياء لينعقد حاجبيها لأنها وجدت داليا تلهو بهاتفها فاعتقدت أنها تستريح من المذاكرة.
ابتسمت لها وقالت بنعومة جيبت لك الأكل لأنك مجتيش تأكلي فقولت أكيد جعانة.
رفعت داليا رأسها بدهشة فهي لم تتوقع أن تأتي علياء لغرفتها بل اعتقدت أنه والدها.
نظرت لها ثم صينية الطعام التي في يدها نهضت داليا وتقدمت لها

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات