السبت 23 نوفمبر 2024

عيلة الدهشان ج2

انت في الصفحة 15 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


بأنه لا بأس مر الأمر... يربت عليها ويخبرها بأنها على ما يرام الآن انفطرت دموعها وشهقاتها الخاڤتة فاهتز جسدها من فرط البكاء بين احضانها كأنها تشاركه ما مرت به من أوجاع وهو يستقبل ما تلقيه بصدر رحب وكلما شعر بترنح جسدها شدد من احتضانه ليخرج صوته الرخيم
  يارتني كنت جانبك مكنتش هسمح لمخلوق يمس شعرة منك . 

تعلقت بقميصه الأبيض الذي احتفظ بدمعاتها وهي تردد بصوت هامس 
أنا السبب يا بدر.. انا اللي عملت كده في نفسي... آآ.... آنا السبب.. 
وانهت كلماتها ليترنح رأسها الثقيل للخلف ففزع حينما رأها فقدت الوعي لطم وجنتها بهدوء وهو يناديها 
رؤى!
الصمت والسكون تغلب عليها فجعلها كالچثة التي فارقت الحياة انكمشت ملامحه پذعر فانحنى ليضع يديه من أسفلها ليحملها سريعا لفراشه ومن ثم أسرع للسراحة ليجذب عطره الخاص ومن ثم نثر منه على لائحة يديه ليقربها من انفها وهو يؤمرها بحدة 
فووقي يا رؤى إفتحي عيونك. 
هزت رأسها للجهة الأخرى وكأنها تشعر بالتقزز من رائحة هذا البرفنيوم الذي يساعدها على افاقة وعيها في حين أنها اختارت الهروب من مواجهته وكلما استدار بوجهها للجهة الاخرى اسرع بيديه خلفها حتى فتحت عينيها الثقيلة لتقابل نظراتها المتلهفة للإطمئنان عليها فحاولت الاستناد بلائحة يدها على الفراش لتستقيم بجلستها فكادت بأن يختل توازنها ليساندها بدر حتى جلست بالطريقة التي أرحتها فجذب كأس المياه المسكوب ثم قدمه لها قائلا بثبات عجيب 
  اشربي. 
تناولته منه ثم ارتشفت بضع قطرات وأعادته اليها فوضعه على الكومود ثم تطلع لها قبل ان يردد پغضب متخفي بصوته الهادئ 
هو مين ... أنا أعرفه 
جزت على شفتيها السفلية بأسنانها حينما تذكرت هذا الأرعن ثم قالت بدموع سبقتها بالحديث 
معرفش كل اللي أعرفه إنه اسمه مروان ومن مصر كان بيدرس عندنا هو صديق مارثا صاحبتي وهي اللي عرفتني عليه وكنا بنتقابل كلنا في مكان عام.. 
ومسحت دموعها وهي تسترسل 
هو كان بيحاول يتقرب مني وانا اديته الفرصة بس مكنتش متوقعة إنه يعمل فيا كده.. 
وبكت بحړقة حينما تذكرت هذا اليوم المشؤم فقال بحزن 
ليه عملتي في نفسك كده يا رؤى 
نهضت عن الفراش لتقف مقابله وهي تطلع له پصدمة من سؤاله الذي يفترض به معرفة الاجابة فخرج صوتها متقطع كحالها 
كنت بحاول أنساك ومعرفتش. 
ومسحت دمعاتها وهي تبتسم بإلم 
لو كان في امل بسيط إني أرجع واعتذرلك وأحاول أرجع علاقتنا زي الاول فالأمل ده انتهى بعد اللي حصلي يا بدر.. 
واخفضت عينيها أرضا ثم اسرعت بالخروج من أمامه فأغلقت الباب من خلفها لتعود لغرفتها محطمة القلب وإن كان فؤادها قد داوه حضنه الدافئ.. 
اسندت جسدها العلوي على سور الشرفة ويدها تعبث بخصلات شعرها القصير بعض الشيء بابتسامة حالمة به حديثه القليل ومظهره الرجولي أفتك بها تلاشت تلك الابتسامة حينما لمحت عينيها الدبلة التي ترتديها بأصبع يدها فاستوقفتها اللحظة لتعاتبها بأنها تعتبر على ذمة رجل أخر أنبت روجينا نفسها ألف مرة على السماح لنفسها بالتفكير لغيره فهمست بصوت مخټنق بالدموع 
أيه اللي أنا بعمله ده واحد وأتقذني من المۏت وشكرته خلاص الموضوع انتهى ليه شاغلة نفسي بالتفكير فيه كل ده. 
وأبعدت تلك الخصلة المتمردة على عينيها پغضب فشعرت بأنها مشتتة وبحاجة لأن تهتدي لضالتها لذا أسرعت لهاتفها فجذبته لتضغط على زر الاتصال الخاص به ورفعته بلهفة لسماع صوته عل قلبها يهتدي على من ينبغي عليها حبه عوضا عن هذا الغريب الذي اقتحم اساورها العالية.. 
انزعج من نومه على صوت هاتفه فقربه إليه ليتسلل الضيق لمعالمه حينما رأى اسمها فتح أحمد الهاتف وهو يجيبها بجفاء 
خير أيه اللي فكرك بيا 
اتاه ردها الحاد 
وأنت اللي بتسأل يعني! 
قال بابتسامة ساخرة 
مش لما أعرف خطيبتي فين أبقى أسأل انتي مش واخدة بالك من تصرفاتك يا روجينا ولا أيه! 
تصرفاتي!! أنا عملت أيه عشان تكلمني باسلوبك ده! 
سحب الغطاء عن جسده ثم نهض ليجلس على المقعد القريب منه وهو يجيبها بتعصب شديد 
انتي مش شايفة نفسك غلط لما تسافري كده من غير ما تعرفيني وأدرى من بدر انك مسافرة اسكندرية! 
قالت باستغراب 
وأخد اذنك ليه ما أنا استأذنت من أخويا ووافق انت عايز تتحكم فيا من دلوقتي يا أحمد.. 
طعنته كلماتها فقال 
لا لسه ممتلكتش الحق اللي يخليني اتحكم فيكي ولكن على الاقل أعرف انتي راحة فين وبتعملي أيه عموما استمتعي برحلتك ونتكلم لما ترجعي يا بنت عمي. 
واغلق الهاتف وهو يحاول ابتلاع كلماتها الحادة يشعر بأنه لم يعد يملك المقدرة على استكمال تلك العلاقة المخادعة ولكنه مجبور على ذلك فكيف سيفعل ذلك بابنة عمه بعد خطوبة دامت لاكثر من ثلاثة أعوام أفاقأحمد من شروده المطول على صوت رنين باب الشقة فنهض ليفتح الباب فتفاجئ بها تقف من أمامه باسدال الصلاة الذي يزيدها جمالا وحشمة أشارت له حور بضيق 
أنت فين يا احمد الاكل برد وانا برن عليك الجرس من الصبح مش بترد! 
أجابها بابتسامة عابثة 
راحت عليا نومة في الوقت الغلط اوعي تكونوا مكملتوش حسابي. 
أجابته سريعا 
لا طبعا أنا شلتلك اكلك. 
وأشارت له على باب الشقة قائلة 
يالا تعالى.. 
اتبعها بعدما أغلق الباب فولج من بعدها ليردد بمرح وهو يتأمل السفرة 
ده الحبايب كلهم هنا أهو.. 
التهم عبد الرحمن قطعة الدجاج من أمامه وهو يجيبه بمزح 
حد يفوت أكلة من إيد حور! 
جاهد لرسم ابتسامة مخادعة ليخفي بها غيرته الغامضة فوزعت انظاره لماسة التي تجلس جوار يحيى يطعمها بيديه ويا للعجب تتناول طعامها بقبول تام له فإقترب أحمد منهما وهو يشير ليحيى بعدم فهم فابتسم وهو يجيبه بكلمات مبهمة لماشة ولكن تفهمها أحمد ومن حوله 
حور صممت مننزلش الا لما نتغدى بس أحنا هناكل كل الاكل ده وننزل الملاهي زي ما اتفقنا صح يا ماسة 
أجابته بحماس وفرحة 
ومش هنأخدطارق الۏحش معانا صح يا يحيى 
تعالت ضحكات الجميع ليجيبهايحيى وهو يمسح حبات الارز على جانبي شفتيها 
صح يا روح يحيى يلا خلصي أكلك بسرعة
قبل ما ينزل ويشوفنا. 
التهمت قطعة الدجاج بيديه بسرعة وهي تشير له بانصياع فاتسعت ابتسامة أحمد الذي أومأ برأسه ليحيى وهو يخبره 
الحمد لله إنها تخطت المرحلة دي. 
بادله الابتسامة ثم انشغل بها فنادته حور مجددا 
انت لسه واقف يا احمد اقعد. 
جلس على المقعد التي أشارت اليه ثم جذب أحد الأطباق وكاد بأن يضع قطعة من الدجاج وقطعة من المعكرونة فأسرعت اليه حور لتجذب الطبق من أمامه ثم وضعت الطاجن الذي يغطيه السلوفان قائلة بسخرية 
انت نسيت الاتفاق ولا ايه 
حرر السلوفان وهو يردد بعدم تصديق 
أيه ده لحقتي تعملي ورق العنب بالسرعة دي.. 
وضعت تالين السلطة من يدها على الطاولة وهي تجيبه بدلا عنها 
هي راضية تقعد من ساعتها ولا حتى تخليني أساعدها دي من ساعة ما رجعت من الامتحان وهي مطلعتش من المطبخ.. 
قال عبد الرحمن وهو يلوك طعامه بتلذذ 
لا بس بصراحة تسلم ايدها الأكل مالوش حل. 
ابتسمت بفرحة 
الف هنا. 
ثم اتنقلت نظراتها المتلهفة اليه لسماع رأيه هو الأخر فغمس احمد الشوكة في أحدى لفات ورق العنب الشهي وتذوقها ومن ثم رفع وجهه مقابلها ليشير برأسه بابتسامة عذباء سعدت للغاية بما أخبرتها بها عينيه فانتبهت حور لمراقبة تالين لها فشعرت وكأنها ترتكب ذنب أو جرما ما فالهت ذاتها بتناول الطعام ومن ثم أسرعت بلم الاطباق حينما انتهوا جميعا من تناوله فأستأذن يحيى بالإنصراف واصطحب ماسة لسيارته أما عبد الرحمن فجلس جوار أحمد بالصالون بانتظار الشاي الذي وعدتهم تالين بإعداده.. 
  
بالمطبخ.. 
تهربت حور من نظرات تالين المحاصرة لها فاشغلت ذاتها بتنظيف الأطباق وتركتها تحضر الشاي وضعت تالين ملعقة من السكر في كل كوب وانتظرت الشاي حتى ينضج فقالت حور بلهفة 
احمد بيحب الشاي يكون فيه معلقتين سكر مش واحدة.. 
تخلت تالين عن صمتها قائلة بشك 
أنتي مركزة مع كل حاجة بيحبها أحمد بطريقة مش معقولة يا حور! 
تلاشت ابتسامتها وتطلعت لها بارتباك شديد فقالت بتلعثم واضح 
لا بس عملته الشاي مع بدر ويحيى اكتر من مرة فأكيد عارفة كل واحد منهم بيشرب بكام معلقة سكر!
رفعت يدها على كتفيها بحنان ثم قالت بابتسامة هادئة 
يا حبيبتي أنا مقصدش حاجة لاني عارفة إن مستحيل يكون في بينكم حاجة خصوصا إن احمد مرتبط بروجينا من سنين وفرحهم بعد شهرين أنا بس بحذرك عشان تخدي بالك ممكن روجينا تفهم اهتمامك ده غلط وأنتي نيتك صافية ومش بدماغك حاجة. 
شعرت بأن هناك سوط حاد يجلدها بقوة فتماسكت وهي تجيبها ببسمة تتعلق بها بتشبث 
عارفة وأنتي على فكرة بتتكلمي صح. 
ثم أشارت لها كمحاولة للتهرب من ذاك الألم الطاعن لروحها قبل أن ېلمس قلبها العاشق 
  الحقي الشاي غلي. 
واغلقت حور النيران ثم حملت البراد وسكبت منه بالأكواب لتصفن بكلماتها من جديد حتى انها لم تنتبه للكوب الذي إمتلأ لأخره بالشاي الساخن فصړخت بها تالين فمن غفلتها تركت البراد لتمسك الكوب فسقط على قدميها ليهتز جسدها بقوة من شدة الألم فأهتز الكوب الذي تحمله ليتساقط على يدها فتعالت صرخاتها المتوجعة ومن خلفها تالين التي تحاول ابعاد الاسدال عن قدميها حتى لا يلتصق بجلدها المحروق هرول عبد الرحمن للداخل واحمد الذي تساءل بفزع 
في أيه 
اجابته تالين پبكاء 
البراد حړق أيدها ورجليها. 
دون عقل أو تفكير فيما سيظنه من حوله هرع إليها ليجد الچروح بالغة للغاية لم يتردد لحظة واحدة وحملها ليدلف بها للحمام المجاور للمطبخ فوضع الماء على يدها ومن ثم جذب الدش المتنقل ليسقطه على قدميها فتعلقت بجاكيت بذلته الأسود وهي تبكي پألم لم يتحمل رؤيتها هكذا فقال 
لازم نروح المستشفى الحړق مش عادي. 
قالت بصوت مرتعش 
لا بلاش مستشفى بالله عليك.. أنا خاېفة. 
أجابها عبد الرحمن من خلفها بحزم 
مينفعش يا حور ده حړق مش لعب عيال.. 
وأشار لاحمد بجدية 
هاتها يا أحمد عما أجيب العربية تحت العمارة. 
أومأ برأسه وحملها بخفة من جديد فأسرعت تالين لتفتح الباب اليه ثم صړخت به قائلة بدموع 
استنى يا احمد لما اغير هدومي وأجي معاكم. 
اشار لها وهو يتخطى الدرج 
خليكي هنا وانا هبقى اطمنك بالتليفون. 
واستكمل خطاه السريع للاسفل فوضعها بالمقعد برفق وحذر ثم صعد جوار عبد الرحمن وعينيه لم تتركها لحظة واحدة.. 
كلما يزحف القطار من بلدتها ېتمزق قلبها اربا وكأنها تقترب من حتفها أغلقت تسنيم عينيها المتورمة من أثر عدم النوم وهي تحاول التقاط انفاسها على مهل تخشى رؤية خالها البغيض مجددا تمقت صلة القرابة التي تحتمها على قبوله بالاجبار مازالت تلك الرجفة القاسېة تكتسح جسدها حينما تتذكره فكيف إذا رأته! 
عادت تلك الذكرى لتهيم عليها من جديد تذكرت حينما ولجت لغرفة والدتها وقالت تلك الفتاة البالغة من العمر خمسة عشر عاما 
ماما كنت عايزة أقولك على حاجة ومش عارفة أقولك ازاي 
انتبهت الأم لصغيرتها فكفت عن ترتيب الفراش ثم وقفت مقابلها لتبدأ بتخمنياتها 
قولي يا تسنيم في أيه... اوعي تكوني وقعتي فلوس الدرس زي الشهر اللي فات انتي عارفة ان ابوكي مبعتلناش فلوس الشهر ده! 
أشارت بإصبعها الصغير 
لا يا ماما مش كده. 
قالت الاخيرة 
امال في أيه 
أجابتها پخوف من ردة فعلها 
خالو يا ماما بيبصلي بصات وحشة اوي وكل ما يشوفني يحضني ويمشي ايده على جسمي بطريقة وحشة. 
التهبت عين الأم لتلكزها بذراعيها بقوة وبتعصب شديد قالت 
اخرسي قطع لسانك عيلة منحطة ومشوفتيش تربية خالك ده هو اللي مربيكي وبيعتبرك زي بنته عيب تتكلمي عنه كده بيحضنك زيك زي مريم بنته..
ودفعتها على الفراش وهي تصرخ بها بشراسة
بطلي هبل واوعي تقولي الكلام ده لابوكي لما يتصل تولعي الڼار بينهم خالك ده هو اللي فتحلنا بيته لما ابوكي سافر ومتخلاش عننا عيب عليكي تتكلمي عنه كده. 
وتركتها وغادرت الغرفة لتنهمر الدموع على وجنت الصغيرة والآن تنتقل الدموع على وجنة تلك الشابة البالغة من العمر الثانية والعشرون عاما انقبض قلب تسنيم حينما توقف القطار فهبطت واتجهت لمنزلها ومع كل خطوة تخطوها يرتحف قلبها خوفا من رؤياه وحينما وصلت للمنزل حمدت الله كثيرا حينما اخبرتها زوجة خالها بأنه بالخارج وسيعود بعد قليل فاستأذنت من والدتها بالذهاب لوالدها لتساعده بعمل الحقول بعدما علمت بأنه ذهب منذ ساعة ولم يعد أبدلت ثيابها لجلباب رجالي أسود ثم احكمت الشال الابيض لتخفي ملامحها واتجهت سريعا للحقول لا تعلم بأن من منحها تفكير معاكس عن طبيعة الرجال ستلقاه الآن وربما يكون المسكن لذاك الۏجع الغائر!. 
بمنزل كبير الدهاشنة. 
انتهى آسر من تبديل ثيابه ثم أغلق الخزانة ليصفف شعره بعناية انتبه لانعكاس صورة والدته بالمرآة فاستدار وهو يردد بابتسامة مشرقة 
ست الكل اللي وحشاني. 
وضعت راوية القدح الذي يحمل البخور على الكومود ومن ثم اقتربت منه لتخبره بضيق مصطنع 
ست الكل أيه بقا انت من ساعة ما جيت وأنت مقضيها بالاسطبل ودلوقتي غيرت هدومك ونازل مفيش وقت ليا أصلا.. 
ترك ما بيديه وهرع اليها لينحنى على ركبتيه ومن ثم طبع قبلة على كف يدها وهو يردد بمكر 
أنا لو علسا والله ما عايز اتنقل من جنبك بس هعمل أيه جوزك اللي ساعة ما بيشوف خلقتي بيمشورني هنا وهناك وعلى يدك أهو ملحقتش اريح شوية باعتني الغيط اتطمن الامور ماشية ازاي.. 
نجح بتبديل ضيقها لعطف وتودد حينما قالت بحنو 
معلش يا روح
قلبي هو برضه مش بيثق في حد غير فيك وبعدين أنت ابنه الوحيد هيعتمد على مين غيرك 
ابتسم وهو يحتضنها 
وانا متقبل ده وأخدمه بعيوني بس لازم ست الكل تديني عذر ولا أيه 
تعالت ضحكات راوية لتحتضنه وهي تردد بعدم استيعاب 
انت مكار وخبيث.. 
أجابها بغمزة من عينيه الساحرة 
بس بحبك ولا أيه.. 
بتعمل أيه عنديك يا واد أنت أني مش بعتك الغيط تشوف مصالحنا واجف عندك تتمرع وتحب في أمك من غير ما تستحي. 
سلطت الاعين على من يقف أمام باب الغرفة يشير لهما بعصاه الانبوسية بضيق شديد ابتعد آسر عنها وهو يهمس بخبث 
نسيت أن الحاج بيغير فكريني او حذريني أقفل الباب مثلا! 
تعالت ضحكات راوية حتى أحمر وجهها فنهضت عن المقعد ثم اقتربت من فهد قائلة بحنق 
وبعدين معاك يا فهد انت مش هتبطل طريقة كلامك دي. 
تجاهل حديثها ثم لكز بعصاه صدر آسر ليخبره بغيظ 
هم بقولك روح شوف حالنا. 
كبت ضحكاته بصعوبة ورفع يديه يخبره 
تحت أمرك يا كبيرنا... اعتبرني مشيت.. 
وتخطاه ليهبط على الدرج الضخم الذي يتوسط الثرايا فلحقت به راوية لتناديه ومن ثم حذرته بتذكر تعليماتها 
  الأبيض خد بالك. 
تطلع لقميصه ومن ثم رفع صوته لتستمع له 
متقلقيش حفظت القواعد الابيض أحطه في عنيا من جوه عشان غسيله بيهري القلب من بره. 
تعالت ضحكاتها حينما قلد لهجتها فاستدارت لتغادر فوجدت
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 42 صفحات