السبت 23 نوفمبر 2024

عيلة الدهشان ج2

انت في الصفحة 16 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


فهد يقف من أمامها بنظرات لا توحي بالخير اقتربت منه وتفحصت الطريق قبل ان عدل من جلبابه الكحلي ومن ثم ارتفعت يدها لعمته البيضاء فعدلتها وأنحنت بجسدها تحتضنه وهي تردد بهمس 
انت اللي في القلب والروح. 
ابتسم فهد وضمھا اليه ليجيبها بصوت منخفض 
واثق من ده بس برضه متزديش في محبتك لابنك وبنتك اعدلي بينا اتفقنا 

ازدادت ضحكاتها وهي تجيبه بصعوبة بالحديث 
نفسي حد من الصعيد يسمع كبيرهم ويشوفوه وهو غيرن من ولاده! 
وتركته وهبطت للاسفل لتشير له 
هنزل أشوف ورانا أيه أحسن ما الحاجة هنية تعلقني جنب نادين. 
التصقت بها نظراته وكأنها تحرس عشقه الوفي الذي طال لسنوات ومازال يستمر حتى أن تودعه الروح وتفارق جسده فاكمل طريقه هو الاخر للمندارة الخارجية. 
تلقتحور عناية طبية فتم تضميد چرح قدميها ويدها فوضع الطبيب المحاليل الطبية بذراعها السليم ثم أخبر عبد الرحمن وأحمدبأنها ستتمكن من المغادرة فور انتهاء المحلول فولج أحمد للداخل ثم جلس على المقعد القريب منها وقال باهتمام 
  طمنيني يا حور عاملة أيه دلوقتي 
ابتسمت وهي تجيبه بامتنان 
الحمد لله الۏجع خف بالمرهم اللي الدكتور حطه. 
اومأ برأسه وهو يردد برضا 
الحمد لله. 
سألته بانزعاج 
هنمشي أمته بقا بقالنا هنا ساعتين. 
قال بهدوء 
لما المحلول يخلص هنمشي متقلقيش. 
هزت رأسها ومن ثم تعلقت أعينها بباب الغرفة الذي فتحه عبد الرحمن فولج الاخير ليخبرها بابتسامة مرحة 
أيه يا حور حسدناكي ولا أيه 
ابتسمت وهي تخبره 
حد بيهرب من اللي مكتوبله يا عبد الرحمن الحمد لله على كل شيء. 
الحمد لله المهم انك تاخدي بالك من نفسك بعد كده.. أنا هنزل أجيب عصير وأجي. 
وتركهما وغادر فشعرأحمد بانزعاج حور من حجابها لم يفهم ببدء الأمر ما يزعجها فانتبه بأنها تحاول اخفاء خصلات شعرها الظاهرة من أسفل حجابها الغير منظم فتحاول بيدها الملفوفة بالشاش ان تخفيه واليد الاخرى المحلول مدثوث بعروقها انتقلت نظراتها للحائل الزجاجي فوجدت الطبيب على وشك الدلوف كسر احمد حاجز صمته ونهض ليقترب منها ومن ثم أخفى خصلات شعرها الحريري الذي استطاع أن يلامسه بيديه فاخفاه خلف الحجاب وهو يردد 
خليني أساعدك. 
انتهى مما يفعله وعينيه هائمة بعينيها فلعق شفتيه وهو يتراجع لمقعده بارتباك حتى هي خفق قلبها بسرعة جعلتها تستشعر بأنها ركضت لالف ميل دون أن تلتقط انفاسها انتبهت لحالتها الغريبة حينما قال الطبيب.
المحلول خلص تقدروا تروحوا بس الاهم انها تواظب على العلاج والمرهم اللي كتبتوا. 
صافحه احمد وهو يخبرها بابتسامة عملية 
الف شكر يا دكتور. 
ومن ثم قدم يديه لها ثم قال 
يلا يا حور. 
وزعت نظراتها بينه وبين يديه ومن ثم قدمتله يدها بحرج شديد فهي غير قادرة على الإتكاء على قدميها بالفعل هي بحاجة للمساعدة هبطت عن الفراش ببطء فحينما استندت على قدميها صړخت ألم فرفعها أحمد سريعا عن الأرض ثم قال 
الدكتور قالك متحمليش عليها. 
وجدها تقرب يدها السليمة من رقبته بارتباك وكأنها لا تريد وضعها فتحرك بها ليجدها تلف يدها حول رقبته هبط بها للاسفل وعينيه لا ترى سواها وحينما وصل للاسفل لم بجد السيارة باستقباله كما كان متوقع فردد بضيق 
راح فين ده 
ثم قال 
حور موبيلي في جيب الجاكت حاولي تسحبيه. 
احمر وجهها خجلا وهي تقرب يدها من جيب جاكيته فجذبته ومن ثم رفعته له فاخبرها الرقم السري لتفتحه اندهشت معالمها حينما رأته يضع صورة تجمعه بروجينا منذ الصغر لا تعلم لما شعرت بالحزن بتلك اللحظة ولكنها تناست عمدا ما رأته واجرت اتصالا بعبد الرحمن كما طلب منها فخرج من المشفى ليحضر السيارة ولذاك الوقت أبى أحمد أن يتركها تقف على الارض لحينما يأتي عبد الرحمن بل ظل يحملها حتى وضعها بالسيارة وعاد بها للمنزل. 
وقف يحيى يتابعها بضحكة أنارت وجهه المنطفئ وهي تتأرجح على ذاك الحصان الذي يدور يسارا ويمينا وتتناول غزل البنات الذي تحمله بين يدها ابتسامته تتسع أكثر فأكثر كلما ضحكت هي وفجأة انكمشت ملامحه حينما وجدها تضع يدها على رأسها وكأنها ستفقد وعيها فأسرع اليها ليساعدها على الهبوط من الارجيحة وهو يتساءل پخوف 
مالك يا حبيبتي 
كادت ماسة بأن تجيبه ولكن التقيأ اوقفها عن الحديث افرغت ما بجوفها ومازال يحيى يتمسك بها لينبع بداخله خوفا لا مثيل له من الشكوك التي هاجمته بتلك اللحظة حيال أمر حملها!! 
مر بسيارته على حقل العم فضل فرقصت ملامح وجهه فرحا حينما رآها حتى وإن كانت تتنكر بما ترتديه يعرفها قلبه جيدا ركن آسرسيارته على قرب منهما ومن ثم هبط فقال وعينيه تتابع من تحاول قطف الحشائش من الأرض 
أزيك يا عم فضل عامل أيه 
انتبه العجوز اليه فقال بفرحة 
بشمنهدس آسر.. منور البلد كلتها. 
ابتسم وهو يجيبه 
منورة بأهلها يا راجل يا طيب طمني رجلك بقت كويسة ولا أيه 
قال بحمد 
أهو أحسن من الاول الحمد لله.. 
تستاهل الحمد. 
واستدار برأسه تجاهها ثم قال بثبات 
ازيك يا ريس 
تهجمت معالمها وإن كانت سرت باحتفاظه بسرها أمام والدها فأشارت برأسها فأقترب آسر منها ثم جذب منها السيف الغليظ الذي يستعمله الفلاح لجني الحشائش ثم قال وهو يشير لها بعينيه 
عنك يا ريس.. 
رفع عم فضل صوته البعيد عنهما
ميصحش يا بشمهندس ده أحنا اللي نخدمك برموش عنينا.. 
أشمر عن ساعديه وانحنى يجني الحشائش وهو يجيبه 
عيب يا عم فضل انا مش ابنك ولا أيه 
لم يجد العم فضل الكلمات المناسبة التي قد تشكره على كرمه السخي عمل آسر بنشاط وكانت تسنيم تحاول مساعدته بأن تجمع ما يجنيه وتضعه على العربة فانحنى للخلف ليراقب العم قبل ان يهمس لها 
هو عم فضل ميعرفش انك بتشتغلي معايا ولا ايه 
اجابته وهي تراقب والدها هي الاخرى 
لا بابا ميعرفش اني بشتغل أرجوك يا بشمهندس آسر متقولوش حاجة.. 
رفع حاجبه وهو يردد بذهول
أقول أيه بس هو أنا أعرفك يا ريس! 
ابتسمت تسنيم وهي توزع نظراتها بينه وبين والدها فغمز لها آسر وهو يستكمل عمله انتهى من عمله
سريعا ليضع أخر حزمة من الحشائش على العربة فاقتربت منه بالحزمة التي تحملها فالتقطتها آسر منها تعجب للغاية حينما شعر برجفة جسدها وقتما تلامست يديه بيدها دون قصد منه ولكنه لم يشغل تفكيره فوضع الحزمة من يديه على العربة فوجدها تهمس له بحذر 
مش عارفة أشكرك ازاي بجد تعبتك معايا. 
تفحص بنظراته عم فضل المشغول بتجهيز الفرس ثم همس لها 
لا ده دين وهترديه. 
جحظت عينيها في ذهول فاسترسل موضحا وهو يشير على قميصه 
القميص اتوسخ ولو الحاجة شافتني هتقتلني وتقتل عم فضل الراجل الطيب ده وطبعا ده ميخلصكيش فكده كده انتي هتيجي بالملفات العصر هخبي القميص وتعيدي تجدديه قبل ما الحاجة تشم خبر موافقة يا بنت الحلال 
كبتت ضحكاتها بصعوبة خشية من أن يستمع والدها لها ثم قالت بصعوبة 
لا ميخلصنيش... حاضر. 
منحها ابتسامة صافية قبل ان يشير لعم فضل بيديه قائلا 
لو عوزت حاجة ابقى كلمني يا عم فضل.. 
قال بوجها بشوش 
منحرمش منك يا ابني. 
والټفت تجاهها ثم غمز نفس غمزته المعتادة وهو يقول 
  مش عايز حاجة يا ريس.. 
كبتت ضحكاتها وهي تشير له بالنفي فغادر لسيارته ثم صعد للمقعد ليتحرك بسيارته وعينيه متعلقة بالمرآة التي تختم صورتها من خلفه وكلما تقدم بالسيارة استودع انعكاسها الذي يتباعد رويدا رويدا حتى اختفى وكان لإختفائه ألم موجع لقلبه ومشاعره! 
.......... يتبع.......... 
صراعالسلطةوالكبرياء.... 
بقلميملكةالإبداع.. 
آيةمحمدرفعت. 
٥ ١ ص زوزو الدهاشنة..صراعالسلطةوالكبرياء.. 
الفصلالثانيعشر..
إهداء الفصل للقارئة الجميلة ميادة مطاوع كل سنة وأنتي طيبة يا جميلة ويارب سنين كتيرة أنتي قريبة فيهم للرحمن ....
عادت لمنزلها هائمة بهذا الآسر الذي استولى على عصابة تفكيرها وتربع بداخل قلبها فتارة ترتسم على شفتيها ابتسامة تداعبها بخلسة وتارة أخرى تنفض تفكيرها وتحاول الهاء عينيها بتأمل الخضرة مبدعة الجمال المنثورة على الجانبين أثناء تحرك العربة بين الحقول والمزارع بطريق عودتها للمنزل وليتها تمكنت من السيطرة فمازالت كلماته المرحة تضحكها بين الحين والآخر حتى أصبحت تتساءل عن كناية شخصيته الغامضة بالنسبة إليها!. 
  هل هو هذا الشخص الحازم المتفاني في عمله... أم هو ذاك الشخص الذي يمتلك قلب أبيض وروح من ذهب تتبع تلك الإبتسامة التي لا تفارقه أينما كان.. بالطبع هو مختلف كليا عما قد تظن به أنها تعلمه.. 
أفاقت تسنيم من غفلتها الشاردة بالآسر الوسيم على صوت توقف العربة فإنخفضت عنها ثم عاونت والدها على اخلاء العربة من الحشائش ومن ثم صعدت للأعلى لتغتسل ومن ثم تذهب لثرايا فزاع الدهشان لتنجز عملها توقفت قدميها عن متابعة الصعود حينما نادتها والدتها التي تقطن بالدور الأسفل الخاص بالطهي وإستقبال الضيوف عوضا عن الأعلى الخاص بغرف النوم وتابعت بندائها وهي تضيف بحنق 
كده يا بت تطلعي من غير ما تسلمي على خالك! 
ارتعشت اطرافها وهي تواجه ما هو أسوء من المۏت بالاستدارة للخلف لرؤية ملامحه التي قد تسوء حالتها الغير مستقرة ومع ذلك ضغطت على شفتيها السفلية واستدارت وهي تردد بابتسامة مصطنعة 
أهلا يا خالو... نورت. 
لوى فمه الغليظ وهو يعدل أطراف شاربه الكبير مشيرا بإصبعيه لشقيقته بحزن مصطنع 
شايفة بنتك مش مستعنية تيجي تسلم على خالها لا بصراحة عرفتي تربي.. 
التهبت عين وولدتها پغضب لا وصف له فصاحت بها بعصبية شديدة 
ما تنزلي يا بت هنا وتسلمي على خالك أيه المياعة دي.. 
انقبض قلبها وهي تستمع لكلمات والدتها القاسېة فإن كانت لا تعلم ما الذي تواجهه ابنتها او ربما لم يستعب عقلها الطبيعي ما أخبرتها به سابقا فهي بنهاية الامر تمتلك الف عذر ومع كل خطوة خطتها تسنيم تجاهه وكأنها تجني الشوك بين يدها فتدلى ليلامس بطن قدميها حتى انتهى بها الحال امامه فمدت يدها المرتجفة من امامه وهي تبتسم بۏجع 
ازيك يا خالي.. 
احتضنها بصورة مفاجئة ومن ثم مرر يدها على ظهرها وكأنه يحتضنها بشوق وبأنفاس كريهة ردد 
وحشتيني يا بنت الغالية.. 
ابتعدت عنه تسنيم وهي ترتجف دون توقف فمنحها نظرة دانيئة جابت كل أنحاء جسدها وهو يردد بشھوانية مريضة 
كبرتي وبقيتي عروسة وعايزة الجواز اهو. 
تعالت ضحكات والدتها وهي تجيبه بحنان 
أيوه امال ايه وهنلاقي مين أحسن من خالها اللي يسلمها لجوزها وبيت عدالها.. 
انتقلت نظرات تسنيم الغاضبة تجاهها ومن ثم قالت بصوت يحبس الدموع 
ويسلمني هو ليه وأبويا عايش.. ربنا يديه طولة العمر ويباركلنا فيه. 
ولم تترك المجال لسماع اللازع منهما فصعدت للأعلى سريعا وما أن ولجت لغرفتها حتى أغلقتها بالمفتاح لتسقط من خلفه باكية منكسرة محطمة الفؤاد... عادت تلك الحالة الشنيعة تهاجمها من جديد فينخر البرد عظامها وكأنها في فصل الشتاء وليس الخريف دقائق مضت عليها قاسېة وهي تحاول بها استجماع شجعاتها للسيطرة عما يحاربها ولكن ماذا بيدها وهو أقوى منها ومن طاقتها الضيئلة بالمحاربة!. 
توقفت سيارة يحيى أمام العمارة فهبط ومن ثم فتح باب السيارة ليجذبها برفق حملت ماسة الألعاب بفرحة ثم لحقت به فما أن ولج بها للداخل حتى وجد إلهام بانتظاره كما أخبرها هاتفيا أشار لها يحيى قائلا 
خدي ماسة وخليها ترتاح وأنا هطمن على حور وهجي وراكم. 
أومأت الأخيرة برأسها ثم جذبتها للأعلى فقصد يحيى الشقة الخاصة بالفتيات طرق عدة مرات ففتح عبد الرحمن الباب ثم قال 
لحقت... ادخل. 
ولج وهو يتمتم بغيظ 
يعني هعرف اللي حصل ومش هرجع! 
اتبعه ثم أشار له على غرفة الضيافة فوجد أحمد بالداخل هو الأخير فقال 
طمنوني حور عاملة أيه دلوقتي 
رد عليه أحمد بحزن 
أحسن... بترتاح جوا في أوضتها فسبناها على راحتها وخصوصا لأن الچرح في رجليها. 
تفهم يحيى الوضع فتغاضى عن فكرته بالدخول للإطمئنان عليها فتساءل باهتمام 
هي جوه لوحدها مفيش حد معاها 
أجابه عبد الرحمن بهيام مع نطق حروف إسمها 
تالين جوه معاها. 
أومأ يحيى برأسه ثم عاد الصمت ليختزل معالمه من جديد والأخير يراقبه بتمعن ولدقائق طالت لتكسر بسؤاله 
أنت كويس حصل حاجه ولا أيه 
اتجهت نظرات أحمد تجاهه ليستكشف الأمر فور سماع عبد الرحمن ابتلع يحيى ريقه بارتباك من أن تسوء العلاقة بينه وبين أحمد مجددا بعد سماع الشكوك التي تراوده وبالأخير يظل مجرد شك فمن الممكن أن يكون أصابها دور برد عادي لذا كان حريصا حينما أجابه 
مفيش الواحد حزين بس على حور طول عمرها جدعة وبتخدمنا من غير ما نطلب منها ده. 
أجابه عبد الرحمن بتأييد 
ومن سمعك كلنا زعلانين عشانها بس الحمد لله الدكتور طمنا وقالنا الچرح مش عميق يعني أسبوع أو إتنين وهتبقى زي الفل.
هز رأسه وهو يردد
إن شاء الله. 
الخروج من هذا المنزل الذي أصبح يسكنه هذا البغيض بات من أسمى أمنياتها ولحسن حظها بأنها لم تخفي عن والدتها أمر عملها بمصنع عائلة الدهاشنة فبات أمر خروجها من المنزل أمرا عاديا وأخيرا بعد طريقها الطويل وصلت أمام البوابة الضخمة التي تحمل لقبهم باعتزاز وكأنه شيئا ثمين لعقت شفتيها بلعابها بارتباك ومن ثم فتحت البوابة لتدلف للداخل غمرها الاسترخاء وهي تتأمل المساحات الخضراء التي تحد هذا المنزل الضخم الذي على الرغم من ثراء أهله الا أنه مازال من الطراز القديم وكأن أهله يسعدون بقدم طرازه كتذكار بأعمدة عائلة الدهاشنة وأصولها التي تمتد للجد الأكبر ليليه الابن ومن ثم فزاع الدهشان وصولا لفهد ولاحقا بالآسر.. 
راق لها تمسكهم بالطراز القديم كثيرا فقد رسمت صورة معاكسة لما
ستجده بالداخل ظنت بأنها ستجد فلة أو قصرا يميل لطراز البندر انتبهت تسنيم لذاتها الشاردة فاستكملت طريقها للأعلى حتى طرقت الجرس العالق على الحائط الجانبي وانتظرت قليلا حتى فتحت أحدى الخادمات حيث كانت كبيرة بالعمر ويبدو عليها الوقار فتساءلت باستغراب لرؤية تلك الفتاة للمرة الأولى فعلى الرغم من الصداقة القوية التي تجمعها بحور الا أنها لم تفكر بزيارتها يوما بمنزلها 
أجدر أساعدك في حاجه يابتي 
أجلت صوتها قائلة بارتباك 
أنا من قسم المحاسبة الخاص بالمصانع وعندي معاد مع بشمهندس آسر.. 
أومأت الخادمة برأسها عدة مرات وهي تجيب بتذكر لما قاله 
آيوه ايوه يا الف مرحب بيكي يا حبيتي اتفضلي عما أدي البشمهندس خبر. 
اتبعتها على استحياء فأشارت لها على غرفة بالأسفل ففطنت بأنها غرفة المكتب لم تتردد كثيرا وفتحت بابها ثم ولجت للداخل لتختار الجلوس على المقعد المقابل للباب الذي تركته مفتوحا على مصراعيه انتبهتتسنيم لامرأة فاتنة الجمال على ما يبدو بالعقد الرابع من عمرها تدلف من الباب الخارجي من المنزل وعلى ما يبدو عليها الإرهاق الشديد مما تحمله من أكياس ثقيلة فرفعت صوتها تنادي 
  نعمة أنتي فين تعالي خدي مني.. 
لم تجيبها الخادمة فكانت بالأعلى تنادي آسر لم تتردد تسنيم في مساعدة أحدا عاجز يحتاج لها فأسرعت تجاهها لتحمل الأكياس التي كادت بالتساقط أرضا رفعت رواية رأسها لتشكر من عاونها فانكمشت معالمها بذهول من تلك
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 42 صفحات