السبت 16 نوفمبر 2024

رواية مراد بارت 18

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

يدها وضع قبلة عميقة داخل كفها دون أن يفقد إتصالهما البصري ثم قال واعدا برقة 
هاتحبيني يا إيمان و هاتخلفي ولادي كلهم افتكري كلامي كويس !
لم يتسبب هذا الوعد لها إلا بالكرب و القهر الشديد !
قبل ثماني عشر عام 
إنه آخر يوم له في الرابعة عشر و قد عقد والديه النية أن يهبطا به إلى مصر عند نهاية الفصل الدراسي فقد أرادا له أن يقضي بقية سنوات صباه إلى مراهقته في البيئة التي ينتمي إليها مسقط رأسه بين أهله و مجتمعه الشرقي 
إذ في اعتقادهم أن وجوده هنا يشكل خطړا على أخلاقه والتمسك بنواهي و أوامر عقيدته و رغم أن قرارهما لم يلقى ترحيبا منه إلا أنهما أصرا من أجل حمايته من الفتن المحيطة به لكنه دائما ما يسبقهما بخطوة !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ما زال أمامه شهران حتى يسافر معهما و الليلة و قبل أن تدق الثانية عشر و يبدأ عامه الخامس عشر ستوفي صديقته بوعدها ذلك الوعد بمثابة هديته لذكرى ميلاده و هو بالكاد يطيق صبرا منذ أيام ليحصل على هديته الثمينة 
استيقظ باكرا و تحضر جيدا على غير العادة و هو يرتدي ثيابه ليذهب إلى مدرسته نزل إلى الأسفل ليلتقي بوالديه على طاولة الفطور بالمطبخ المفتوح جلس بعد أن أعطى أمه قبلة الصباح و ألقى على والده التحية 
حفلة عيد ميلادك هاتبدأ الليلة الساعة كام يا مراد ! تساءل السيد محمود أبو المجد بينما يقرأ إحدى الصحف الإخبارية
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
يتناول مراد من أمه سندوشا و هو يجاوب على أبيه 
يعني مش متأخر أوي أنا وعدتك مش هاتخطى قواعد البيت !
و نخر بضيق
رمقه أبيه من جانب عينه مرددا 
يكون أحسن لك و عايز أقولك أنا و أمك رتبنا كل حاجة للضيافة يعني انت المسؤول قدامي لو اكتشفت وجود أي مواد مش بريئة فاهم قصدي !
بالطبع كان يلمح إلى معاقرة الشراب و ما شابه ذلك ما جعل وجه الصبي يتأجج من الحنق و يهتف من بين أسنانه 
هي مش حفلة شاي يا بابا أنا عندي صحاب أكبر مني دول اعمل معاهم إيه أطردهم 
طوى محمود الصحيفة و رد عليه زاجرا 
أنا يتقال لي حاضر و بس يا ولد انت سامع خلاص مابقاش في تساهل معاك انت اتجرأت زيادة لما فكرت أعتمد عليك و اسيبك براحتك نسيت نفسك و ظنيت إنك واحد من أهل البلد دي لأ اصحى انت اسمك مراد محمود يوسف أبو المجد خليك فاكر كويس انت مين !!
خلاص يا محمود ! تدخلت رباب و هي تركل قدم زوجها من أسفل الطاولة
و استطردت مجتذبة عينيه بالإجبار عن عيني إبنها 
مراد من إمتى بيعارض كلامك انت بس عودته على المناقشة إهدا عليه شوية يا حبيبي !
و تحولت صوب مراد متابعة و هي تمسح على شعره الناعم 
و انت يا قلبي أكيد واثق إننا بنحبك أكتر من الدنيا دي كلها احنا بنعمل كل حاجة عشانك أصلا عاوزين مصلحتك و بس 
قسر مراد نفسه على الإبتسام و قال بهدوء 
أنا عارف يا ماما أنا كمان بحبكوا !
أجاد إمتصاص ڠضب والده ببضعة كلمات مسالمة و أعتاد دائما أن يفعل ما برأسه طالما إنها حياته فهي ملكا له هو بعيدا عن والديه يستطيع أن يفعل ما يشاء و هو يعرف جيدا إنها مسألة وقت و سيحقق مراده في الإستقلال بضعة أعوام قليلة و سوف يصبح حرا طليق و بمنأى عن

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات