رواية خالد 29-30
طالبت بحضانة ريم..خلاص فعلا مبقاش ليه أي لازمة..يلا بينا ياخالد..خلينا نقفل صفحة الماضى بحلوها ومرها.
أومأ خالد برأسه موافقا فى ....صمت
إنتهى العزاء سريعا وكأن الأيام لا تريد أن تتمهل..لتمنح أبطالنا فرصة لمداواة جروحهم القديمة وأحزانهم الحالية..ليقف خالد مودعا مؤيد الذى قال
أشوف وشك بخير ياخالد.
قال خالد بهدوء
أومأ مؤيد برأسه قائلا
مش هينفع أعمل أي حاجة غير كدة..كل حاجة هنا هتفكرنى بالماضى اللى عايز أنساه..أنا خلاص عملت اللى كنت قاعد علشانه وأثبت برائتى أدام الكل..هقعد ليه تانى
قال خالد
طب وشغلك فى إسكندرية..و ريم
قال مؤيد پألم ظهر فى عينيه
إحنا مكناش لسة خلصنا ورق الشركة فى إسكندرية..يعنى مش هنخسر حاجة..ولو نبيل حابب يكمل عشان سها هيكمل ويختارله شريك غيرى..أما ريم فمن الأحسن ليها إنها تفضل مفكراك باباها أحسن ما أصدمها من دلوقتى وأخليها معقدة نفسيا..جايز مع الأيام أرجع وأفهمها الحقيقة ..بس الأكيد إنى مش هقدر أقولها أي حاجة دلوقتى.
أنا مش معاك يامؤيد فى قرارك..بس هسكت
على أمل إنك تقتنع لوحدك بإن وجودك معانا
هو أنسب قرار ممكن تاخده.
ربت مؤيد على كتف خالد قائلا
معتقدش..أشوفك بخير ياخالد..هروح أودع ريم وأمشى علطول.
قال خالد بدهشة
إنت هتسافر باريس النهاردة
إبتسم مؤيد بهدوء وهو يقول
لأ..لسة هلغى كل حاجة فى إسكندرية الأول..فهسافر بكرة إسكندرية أخلص كل حاجة وبعدين هسافر على باريس علطول.
ربنا يوفقك يامؤيد.
إبتسم مؤيد إبتسامة باهتة ثم تركه مغادرا بخطوات سريعة ..لينظر خالد فى إثره قبل أن يتنهد ويذهب فى الطريق المعاكس ليستنشق بعض الهواء ..فقط يريد بعض الهواء ..يشعر بالإختناق لما آلت إليه الأمور ..يود لو إختلفت تلك الأمور قليلا..ولكنه القدر..وهو نفسه ذلك القدر الذى سيحمله فى الغد إلى محبوبته ليريح قلبه المعذب فى بعدها ويفضى لها بمكنون صدره..
مش ممكن هكرر غلطة زمان وأسيبك تمشى من غير ما أصارحك باللى جوايا يامؤيد..وساعتها القرار هيكون فى إيدك ياتقتلنى پسكينة بعدك.. ياترحمنى وتسيبنى أعيش.
لسة بتتصل بيكى
قالت ليلة بحنق
أيوة ولسة مبردش عليها زي ما قلتلى وعلى فكرة ده هيقلقها ومش بعيد يجيبها القاهرة.
قال خالد بغموض
مش هتلحق.
إتسعت عينا ليلة بفرح قائلا
هتسافرلها ...صح
إبتسم قائلا
بكرة الصبح علطول..مش هوصيكى على ريم..خدى بالك منها إنتى ولين..
فى عينينا ياخالد..متنساش توصل سلامى ليها ومترجعش من غيرها.
إتسعت إبتسامته وهو يقول بعزم
هيحصل ياليلة..هيحصل.
إقترب خالد من طفلته النائمة بهدوء..نعم طفلته ..يدرك أن الأبوة ليست بالجينات ولكنها بالشعور..لقد ولدت على يديه..وكان بجوارها أثناء نشأتها..يوم بيوم وسنة بسنة..حتى عندما أفاق من غيبوبته فى تلك المستشفى ..ورغم تخبطه من إدراكه بمرور عام كامل لا يدرى كيف مر وهل كان فى الغيبوبة طوال ذلك العام أم كيف مر عليه دون أن يدرى أو يعلم أحد فى المستشفى عنه شيئا ..إلا أنه ترك تخبطه وأفكاره على جنب وهو يسرع إلى المنزل..يفتقد بشدة رؤية طفلته الحبيبة ريم..تلك التى لم تفارق صورتها خياله طوال الطريق ولم يشعر بالراحة أبدا حتى ضمھا بين حضنه..يشبع توقه إليها..
عاد من رحلة الذكريات إلى أرض الواقع وهو يتأمل ملامح ريم الجميلة..يرى الآن تشابه ذقنها مع ذقن أباها..أما باقى ملامحها فتشبه أمها بشدة..تنهد قائلا بحزن
إنتى بنتى ياريم..مهما حصل هتفضلى بنتى ياحبيبتى.
ثم دثرها بحنان ومال مقبلا جبهتها برقة ليعتدل ويراها تنظر إليه بعيونها الدخانية الجميلة بنظرة حزينة