روايه حزينه الفصول من الواحد ل الخامس بقلم الكاتبة الجليله
جزت علي أسنانها ثم هوت بتلك القطعه علي الأرضيه الخاليه من إي بساط لتتهشم جزيئات صغيره .. فأتي أخيها مهرولا لها أعتقادا أن مكروه قد أصابها
عمرو بفزع في أيه يا إيثار !
إيثار كابحه لعبره كادت تنزلق عن جفنها مفيش حاجه وقعت مني وأتكسرت
عمرو ناظرا للأرضيه متأكده أنها وقعت مش أنتي اللي كاسراها مثلا!!
إيثار زافرة أنفاسها بضيق خلاص ياعمرو حصل خير
إيثار مطرقه رأسها ............
رحيم بصوت مرتفع يلا ياإيثار مش فاضل غير شنطك يابنتي
_ كان ذلك الصوت لوالدها السيد رحيم عبدالتواب .. كان يعمل مندوبا لأحد شركات الأدويه الحكومية ولكنه صعد للمعاش مبكرا نظرا لمرض السكري الذي أصيب به مؤخرا وجعله لا يقوي علي المجهود الشاق والمرهق .. رجلا شرقيا قاسې الطباع حاد الملامح يتميز بالصفه التحكميه علي أهل بيته فإن كلمته كقطع السيف لا ترد ولا تناقش
رحيم طب روحي هاتي معاه وساعديه خلينا نخلص ونمشي
تحيه وهي تضبط من وضعية حجابها هو مدحت كلمك تاني ولا أيه
رحيم وهو ينظر لساعة يده كلمني وأنا تحت وسألني هنوصل أمتي
عمرو تاركا الحقائب علي الأرضيه هو أحنا هنسكن فوقيهم ولا تحتيهم يابابا
_ رمق ابنته بنظرات حانقه ثم ولاها ظهره وهو يقول
رحيم يارب بس تكون الهانم أختك أستريحت وأحنا بنتشحطط من مكان لمكان كده
_ غمزت تحية بعينيها لابنتها حتي لا تهتم بحديث والدها الفظ والحاد ولكنها قابلت تصرف أمها بأشاره من رأسها تعني أنها لم تعد تهتم بذلك فقد أعتادت علي هذا الطبع سنوات عديده
أكيد مرات عمك هتقابلنا مقابله زي الزفت طبعا عادتها ولا هتشتريها
إيثار بتنهيده طويله والله ياماما أنا مش فارق معايا خالص الموضوع ده كنت عايزه نسكن في مكان تاني بعيد عن عمي ومراته لكن ما باليد حيله طالما بابا قرر كده يبقي خلاص
تحيه وهي تربت علي فخذها الحمد لله يابنتي أنها جت علي قد كده والحكايه مكبرتش
هو أنتي كمان ياماما هتلبسيني الحكايه وتقولي إن أنا السبب كان المفروض أعمل أيه بعد ماشوفت خيانته بعيني .. أسقف ولا أشجعه
تحيه بنظرات حزينه ........
إيثار بنبره منفعله ياريت نقفل الموضوع ده من فضلك أنا مش ناقصه
_ أمسكت بهاتفها ثم أوصلته بسماعة الأذن وأستندت برأسها علي ظهر المقعد وراحت تفكر بما مرت به خلال الآونة الأخيرة كم تشعر بالآلم يجتاح فؤادها .. ولكنها تقنع نفسها بأن كل ذلك سيمضي وما هي إلا مسألة وقت ليس أكثر أغمضت عينيها لتترك الساعات تمر عليها سريعا دون الشعور بالوقت .
_ جلس أمام البحر متأملا ثورة الأمواج وتخبطها حيث راحت تلامس قدميه وتدغدغ أصابعه فيشعر بالأنسجام معه يعتقد أنهم أصدقاء منذ الطفوله .. فهو حامل همومه ومحيط أسراره .. يعزفان معا ألحانا موسيقيه علي أوتار آلة الكمان فهو مؤمن كثيرا بأن البحر هو ملهمه وهو المستمع الجيد له .. وكأن صوت أمواجه توشوش له بمقطوعات سحريه صغيره ليصنع منها أرقي الألحان .. أنتهي من العزف فترك الآله علي قدميه وشرد وهو مسلطا بصره علي زرقة المياه ثم هتف بصوت ناغم
يحدثني الموج سرا فتتزين أذناي منه طربا فيالروعة زرقته .. التي تذيد قلبي به عشقا
_ نهض عن مكانه والبسمه تزين ثغره ثم طوي المقعد الخشبي المكسو بالقماش السميك ذات اللون الأزرق ثم حمل آلته والمقعد وأنطلق بخطواته تاركا المكان .
_ بعد مضي ثلاث ساعات متواصله من متابعة السير لامست السيارات أرض عروس البحر المتوسط لتسير بين ضواحيها قرابة النص ساعه حتي وصلا أسفل البنايه التي سيقطنون بها حيث وجدا العم مدحت بأنتظارهم أسفل البنايه
مدحت بلهجه مهللة ياأهلا وسهلا ياأهلا أسكندريه نورت
رحيم وهو يشد علي ذراعه حبيبي أزيك يامدحت وأزي مراتك وساره عاملين أيه
مدحت متفحصا العربات كلهم كويسين تعالي أستلم الشقه الأول وبعد كده نطلع العفش أتفضلوا أتفضلوا
_ ترجلت إيثار من السيارة عقب أن رأت عمها وأبيها يصعدان لأعلي ثم