روايه حزينه الفصول من الواحد ل الخامس بقلم الكاتبة الجليله
!
ميسرة متسائلة بإهتمام يعني انتو مش من هنا أصلا
تحية بصوت مرتبك لأ احنا من القاهرة كنا عايشن هناك وعزلنا والحاج رحيم جوزي قال نجرب حظنا هنا
ميسرة مكملة بإبتسامة عريضة إن شاء الله حظكم يبقى حلو معانا .. ولو عوزتي اي حاجة يا ست تحية أنا موجودة ماتتكسفيش
تحية بهدوء تسلمي ..
أحاطت روان بذراعها كتف عمتها وتشدقت بجدية
تحية بحزن متصنع ده لسه بدري ! انتو مأنسينا !
ميسرة بصوت دافيء تتكرر إن شاء الله عن اذنكم ..
انصرفت الإثنتين وأوصلتهما تحية وهي تودعهما بحماس مصطنع .. ثم إلتفتت إلى ابنتها ورمقتها بنظرات حانقة وڼهرتها پغضب
عاجبك كده !
إيثار متسائلة بصوت مخټنق في ايه يا ماما
إيثار بنفاذ صبر أنا ماليش ذنب يا ماما ده النصيب
تحية بصوت شبه آمر طب خشي روقي اوضتك مش هانفضل قالبين البيت كده كتير !
إيثار بإستسلام حاضر يا ماما حاضر !
خرج مالك من المرحاض وهو يجفف وجهه بالمنشفة القطنية ومر بباله طائف ذكرى تلك الفتاة بسيطة الملامح ذات الأعين الحزينة .. وإبتسم عفويا لنفسه وهو يتذكر ما دار بينهما من حديث عابر ......
ابتسم بتصنع وتحرك للداخل .. بينما سارت هي خلفه لتدلف إلى البناية ..
أدار مالك رأسه في اتجاهها وزادت ابتسامته إشراقا وهتف بمزاح
أنا تمام والكرسي كويس لو انتي جاية تطمني علينا !
قطبت جبينها بشدة وحافظت على جمود تعابير وجهها ورمقته بنظرات حادة ولم ترد عليه ..
رمقته إيثار بنظرات قوية ولم تعقب أيضا وأسرعت نحو الدرج لتصعد عليه بخفة وبسرعة ..
توقف مالك لمتابعتها وزاد فضوله لمعرفة هويتها .. وتسائل مع نفسه بخفوت بعد أن تلاشت عن أنظاره
مين دي !
أفاق مالك من شردوه ونظر إلى نفسه ببلاهة وأضاف قائلا
ثم إنتبه إلى صوت اخته وهي تفتح باب المنزل وتدلف للداخل وهتفت بضجر
يا ساتر يا رب على خلقته ده بوزه شبرين !
ميسرة بنبرة محذرة عيب يا روان ماتتكلميش كده عن حد مش عارفاه
روان بإعتراض لالالا هو أنا استحمل اعرف أشكال زيه ربنا يخليلي ملوكة حبيبي
مالك متسائلا بفضول وهو يرمقها بنظرات حائرة مين ده اللي بتتكلموا عنه
روان مجيبة اياه بضيق جارنا الغتت اللي ساكن فوقنا
رفعت ميسرة حاجبها للأعلى محذرة وهتفت بصرامة وهي تشير بإصبعها
روان اتلمي أنا قولت ايه !!
روان وهي تلوي فمها على مضض سوري يا عمتو
ميسرة وهي تشير بيدها خشي اغسلي ايدك ووشك ويالا على المطبخ خلينا نجهز الغدا لأخوكي وعمك
روان بتذمر طيب حاضر
ثم إتجهت ناحية المرحاض بخطوات عصبية وتمتمت مع نفسها قائلة
والله حرام اللي بيتعمل فيا الواحد مايعرفش يقول رأيه أبدا براحته !!!
وضع مالك يده على كتف عمته وربت عليه بخفة ثم تسائل بفضول
هو البت دي بتتكلم عن مين
ميسرة بتنهيدة متعبة سيبك منها عيلة ومش فاهمة حاجة
مالك مبتسما ماشي يا عمتو ..
عقدت رحمة ساعديها أمام صدرها ولوت شفتيها بسخط وهي تتأمل ذلك الصنبور الصديء فبعد ساعات مطولة من التعب والإرهاق في ترتيب الأثاث ووضع صناديق محتويات العائلة الخاصة في الأماكن المعدة لها كلفت هي بتنظيف المرحاض ..
فوالدتها مكثت بالمطبخ لترتب الأواني والصحون ووالدها وأخيها نزلا إلى الشارع ليحضرا بعض النواقص .. وهي الآن بمفردها بداخله تحاول إعادة إحيائه .. نفخت بضجر وهي تحدث نفسها ب
على أخر الزمن هبقى سباكة كمان !!
مدت يدها لتفتح الصنبور العالق فعجزت عن فتحه ..وكزت على أسنانها قائلة پغضب
هي قافشة كده ليه ايدي وجعتني وهي مش عاوزة تتفتح
وضعت يدها على رأسها ومررت أصابعها في خصلاته وتنهدت بتعب وصاحت بنفاذ صبر
دي مش هاينفع معاها إلى مفتاح فرنساوي أو مفك وبابا طبعا مش موجود وماما مش هاتعرف مكان العدة فين ..!!
فركت فروة رأسها عدة مرات وتابعت بنبرة حائرة
ممممم.. طب أتصرف إزاي !!
ثم خرجت من المرحاض وهي تصيح بصوت مرتفع
يا ماما ماما
ردت عليها تحية من داخل المطبخ
في ايه
ولجت إيثار إلى الداخل وناولت والدتها إحدى الصحون الفارغة لترصها وأردفت قائلة بجدية
الحنفيات