السبت 23 نوفمبر 2024

روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله

انت في الصفحة 4 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

..
تأمل رحيم تلك الأكياس البلاستيكية بنظرات ممعنة وتساءل قائلا بجدية 
خلصتي يا تحية 
أجابته بنبرة شبه مرتفعة وهي تلج من المطبخ 
أيوه يا حاج مش ناقص بس غير احطلها العصير
هز رأسه بحركة خفيفة وهو يضيف بتنهيدة حزينة 
ماشي ابقي سلمي عليها أوي
بادلته ابتسامة هادئة وهي تقول 
يوصل يا حاج !
هتف عمرو بنبرة عالية وهو يقف مستندا بجسده على باب المنزل 
يالا يا ماما عشان ألحق أوصلك
ردت عليه بصياح 
حاضر هاربط الطرحة وأجيلك يا عمرو !!
طيب أنا هاخد الشنط وهاسبقك على تحت
ماشي يا بني
وبالفعل أمسك عمرو بالأكياس البلاستيكة وخرج من المنزل وأغلق الباب خلفه لينزل هبوطا على الدرج ..
في نفي التوقيت كانت روان صاعدة إلى منزلها وما إن وقعت عينيها عليه حتى حدجته بنظرات قاټلة تعجب منها ..
كانت تحمله هو وأخته اللوم في فراق أخيها ..
لم تستطع إخفاء مشاعرها العدائية نحوه واستشف ببساطة سبب تلك النظرات فهي لم تكن بحاجة إلى أي تفسير .. فالسبب كان واضحا للعيان ورغم هذا نظر لها بجمود وتحرك بخطوات بطيئة للأسفل ...
...................................
توقفت سيارة الأجرة أمام محطة القطارات فترجل منها محسن بعد أن دفع للسائق أجرته ثم تبعته إيثار وهي تنظر حولها بإرتياب ..
سحب حقيبة سفر مليئة بثيابها خلفه وأمسك بقبضته الأخرى إيثار وكأنها يخشى إفلاتها منه ..
دفعها للركوب في عربة القطار بعد حجز التذكرتين .. وجلست كالتائهة حيث أمرها ..
بعد برهة تحرك بهما القطار بعد إطلاق صافرته إلى وجهة لا تعلمها بعد ..
وضعت هي نظارة شمس قاتمة لتحجب عينيها المنتفختين عنه .. لكنها لم تستطع منع عقلها من التفكير فيما سيحدث لاحقا ..
فقلبها ينبئها بوجود خطب ما في تلك السفرة مجهولة المعالم ..
رن هاتف محسن في جيبه فأخرجه لينظر في شاشته ثم أطلق سبة خاڤتة انزعجت منها إيثار وفغرت شفتيها مشدوهة من وقاحتها .. ومن ثم أجاب على ذلك الإتصال بنبرة ممتعضة 
ايوه يا عمرو
كانت كمن أصابته الصاعقة بعد تلك الكلمات المقتضبة وارتفع حاجبيها في ذهول عجيب .. فمن كان ينعته بتلك الصفة البشعة هو أخيها الوحيد ..
تأججت النيران بصدرها واشتعلت عينيها ڠضبا كيف يجرؤ على هذا ويسيء إلى أخيها في حضرتها وفي غيابه وهو الذي يدعي رفقته وصحبته الطيبة ..
بدأت خصاله السيئة تنكشف أمامها تلك الصفات التي تغاضى الجميع عنها عمدا من أجل تزويجها له ...
ظلت على حالتها المصډومة وهي تتابع باقي حديثه الجاف 
احنا مسافرين .. لأ .. لسه مش دلوقتي .. معلش مراتي وأنا حر معاها .. هانبقى نكلمك .. أها .. سلم عليها ماشي .. شكرا
أنهى المكالمة وهو يرسم ابتسامة صفراء على شفتيه ثم رفع رأسه لينظر إليها ببرود قاټل وهو يقول 
أنا هافصل الموبايل مش ناقص خوتة من أهلك
اتسعت حدقتيها الحانقتين وهي تسأله بنبرة حادة
انت .. انت ازاي ټشتم أخويا كده 
رد عليها ببرود يحمل التهكم 
عادي غلطت في البخاري ياخي
ثم مال للأمام بجسده نحوها ورمقها بنظرات قاسېة وهو يتابع بفظاظة 
وبعدين انتي مراتي وأنا حر معاكي في تصرفاتي فلا أخوكي ولا حد من عيلتك ليه الكلمة معايا فاهمة !
اكتفت بالضغط على شفتيها بقوة وزادت نظراتها الكارهة له .. ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه وهي تدعو الله أن يرحمها من تلك الکاړثة التي وقعت فيها ويهون عليها القادم ........................
.........................................
يتبع الجزء الثاني بعد قليل
وبقي منها حطام أنثى
الفصل السادس عشر الجزء الثاني 
بعد سفرة مرهقة امتدت لعدة ساعات توقف القطار في المحطة المنشودة .. فهب محسن واقفا وسحب الحقيبة من الأعلى وهو يهتف بصوت صارم 
يالا انزلي احنا وصلنا
فما كان من إيثار إلا الإنصياع له والتحرك خلفه ..
ترجلت من عربة القطار وهي تجوب بأنظارها المكان بنظرات أكثر دقة ..
لقد كانت في بلدة ريفية تابعة لإحدى محافظات الوجه البحري .. 
إنتابها الفضول لتعرف طبيعة هذا المكان وسبب وجودها فيه دونا عن غيره .. خاصة أنه لا يلائم عروسين تزوجا حديثا وأتيا للتمتع بشهر العسل ..
أهلا يا سي محسن نورت البلد 
قال تلك العبارة أحد الرجال ذوي الملابس الريفية المميزة وهو يقترب من زوجها ..
صافحه محسن بجفاء وناوله الحقيبة وأردف قائلا بهدوء 
خدها على البيت يا عبعال
أومأ الرجل برأسه وهو يرفع الحقيبة على كتفه ليقول بنبرة مطيعة 
أوامرك يا سي محسن !
شعرت إيثار بالغموض والقلق من معرفة ذلك الرجل لهوية زوجها وكأنه يعلم مسبقا بقدومه ..
ثم رسمت على شفتيها ابتسامة هادئة .. بالطبع فتلك هي بلدته ومن المؤكد أن الجميع يعرفه فيها ..
أقنعت نفسها بأن هذا هو التفسير المنطقي للموقف .. 
.................................
بعد أقل من عشر دقائق كانت تنعم إيثار فيها بالتمتع بالنظر إلى تلك الأراضي الخضراء الخصبة تلك المناظر الطبيعية التي أراحت إرهاق عقلها وأنستها مؤقتا ما مرت به بالأمس توقفت السيارة أمام إحدى البنايات المنخفضة ..
ترجلت من السيارة وهي تتمعن في المكان من حولها بنظرات سريعة

انت في الصفحة 4 من 29 صفحات