روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
شاملة ..
خرجت إحدى السيدات من ذلك المبنى المنخفض وهي تطلق الزغاريد هاتفة بحماس
يا مرحب بالغالي اتفضل يا سي محسن نورت دارك يا غالي !
رد عليها بهدوء وهو يشير برأسه
متشكر يا أم فتحي !
ثم قطب جبينه وهو يتساءل بجدية
أومال الست أمل موجودة
ردت عليه أم فتحي بهدوء
ايوه ومستنظراك إنت وعروستك !
طيب هاتي الشنطة من عبعال ودخليها جوا
حاضر يا بيه
ثم الټفت برأسه نحو إيثار ليوجه حديثه إليها قائلا بجدية
تعالي يا إيثار
تساءلت الأخيرة في نفسها عن سبب وجودها في هذا المنزل وكذلك عن تلك المرأة ولكنها لم تدع الفرصة لعقلها للتفكير فما هي إلا دقائق لتعرف كل شيء ..
.....................................
نجحت في الإستمرار في رسم تلك الإبتسامة الهادئة على ثغرها .. ولكن سريعا ما تلاشت وحل محلها الصدمة حينما رأت محسن يقبل امرأة ما من وجنتيها بحرارة واضحة ..
رمشت بعينيها محاولة استيعاب الموقف ..
استدار هو ليواجه إيثار فأتاح لها الفرصة لرؤية المرأة بوضوح ..
كانت تتمتع ببشرة خمرية ووجه بشوش نظراتها إلى حد ما مطمئنة وعلى ثغرها تشكلت إبتسامة طيبة .. أما ملابسها فكانت بسيطة للغاية فهي ترتدي فستانا ريفيا بسيطا من اللون الأزرق ومنتشر عليه صورا مطبوعة لرسمة الوردة الشهيرة كما لفت حول رأسها حجابها القطني من اللون الكحلي ..
أقدملك أمل .. مراتي !
شهقت إيثار مشدوهة من تصريحه الصاډم لها .. وتجمدت عينيها عليهما غير مصدقة ما لفظه توا بهدوء ممېت ..
كانت تتوقع أي شيء إلا أن تكون تلك المرأة زوجته ..
لم تستطع هي تحمل تلك المفاجأة الكبيرة .. والتي زلزلت كيانها بالكامل فشعرت بتلك الغمامة السوداء تغلف رأسها وفقدت بعدها الإحساس بما حولها .......
مر يومان على مالك وقد انتهى فيهما من تجهيز نفسه للبدء في أولى خطواته العملية في تركيا ..
استعد للذهاب إلى الشركة الجديدة وتأنق في حلة رسمية مناسبة من اللون الأسود ..
سار برفقة نادر إلى مقر الشركة ورسم على محياه ابتسامة ودودة وجاهد ليبقي خلف ظهره ظلال الماضي ..
تعمد هو إلهاء نفسه في العمل ومشاكله حتى لا يترك الفرصة لعقله للإنسياق وراء سيل الذكريات المؤلمة ..
بخطوات ثابتة إتجه نحو المصعد ليستقله للطابق القابع فيه مكتبه بمبنى الشركة الشاهق ..
لمح تلك الشابة الجميلة وهي تعدو مسرعة نحوه بحذائها العالي وملابسها الرسمية السوداء محاولة اللحاق بالمصعد قبل أن ينغلق بابيه ..
مد هو يده ليوقف حركته وأفسح المجال لتلك الشابة الجميلة للمرور ..
نظرت له ممتنة وشكرته بكلمات مقتضبة ..
أومأ برأسه مجاملا وهو يبتسم لها ولم ينبس ببنت شفة ..
تراجع للخلف بعد أن ضغط على زر طابقه وكذلك فعلت هي واختلس النظرات إلى ممشوقة القوام التي تقف أمامه وهو يكاد يسمع صوت أنفاسها اللاهثة ..
كانت ثيابها باهظة الثمن وتسريحة شعرها الذهبي منظمة للغاية خاصة تلك الكعكة التي جمعت كل خصلاته الناعمة بشكل عملي جاد ..
لم ينكر إلتواء فمه في إعجاب بشكلها الظاهري .. ولكنه سريعا أخفض رأسه متجنبا النظر إليها ..
وضعت الشابة يدها على صدرها الذي ينهج وجاهدت لتضبط أنفاسها ..
لكنها لم تكن على ما يرام فالإرتفاع المفاجيء في نسبة الأدرينالين أتعبها للغاية ..
عاتبت نفسها بالهمس وهي تضغط على شفتيها قائلة باللغة التركية
لم يكن علي الركض .. فأنا لست بحاجة إلى هذا المجهود يا إلهي ساعدني كي لا أسقط أوه !
توقف المصعد في الطابق المنشود .. وتأهب مالك للخروج منه ..
ولكنه تفاجيء بالشابة تترنح بجسدها وهي تكافح للصمود واقفة على قدميها ..
أسرع مالك بإمساكها من خصرها ومن ذراعها ليحول دون سقوطها وهو يهتف بفزع
يا أستاذة في ايه انتي كويسة
نظرت له الشابة بأعين شبه زائغة وتمتمت بكلمات لم يستطع فهمها .. فهتف پخوف
أنا مش فاهم إنتي عاوزة ايه بس .. بس آآ...
شعر بثقل جسدها عليه فدقق النظر إليها فوجدها قد غابت عن الوعي ..
أمسكها جيدا ولف ذراعه حول عنقه ثم مد ذراعيه أسفل جسدها ليحملها ..
كان المصعد قد أكمل صعوده في الطابق التالي وحينما توقف انطلق مالك منه مندفعا حاملا إياها وهو ېصرخ مستغيثا بالمساعدة ..
حالة من الهرج والمرج سادت فجأة في ذلك الطابق ..
تعجب مالك مما يحدث ولكنه لم يكن ليترك الشابة