رواية حب حياتي الجزء الثاني الاخير
احنا هنتطلق بهدوء من غير ما حد يدخل فالموضوع ..
اومأ خالد برأسه متفهما وحل الصمت بينهما مجددا قبل ان تجد ملك نفسها تقول فجأة
بس الطلاق ده مش هيغير حاجة يا خالد ..
يعني ايه ..!
سألها خالد بعدم فهم لترد بجدية
يعني انا مش هتجوز بعد جاسر ..
قال خالد بسرعة
عشان اخواتك صح .. اخواتك دول ولاد عمي وانا مسؤول عنهم وعن رعايتهم لحد ما يكبروا ..
لا مش عشان كده .. انا عارف انهم ولاد عمك وانت قد المسؤولية دي ..
امال عشان ايه ..!
سألها خالد بعدم استيعاب ليظهر الارتباك جليا على ملامح وجهها فردد خالد بعدم تصديق
حبتيه ..! عشان بتحبيه يا ملك ..!
هزت ملك رأسها وهي تجيبه بأسف
انا اسفة يا خالد .. انا بحبه ومش هقدر اكون لراجل تاني غيره ..
طب والوعد اللي بينا .. ووعدك ليا ..
ابتلعت ريقها وهي تجيبه باعتذار صادق
انا اسفة على ده بردوا .. اسفة بجد يا خالد .. كل حاجة حصلت ڠصبا عني ..
رمقها بنظرات هازئة وقال
ڠصبا عنك .. ملقتيش الا جاسر يا ملك .. ده لا شبهك ولا من نفس طينتك .. حبيتيه ازاي ..!
ردت بحزن
حبيته وخلاص .. حبيته زي ماهو ..
حبيتيه زي ماهو .. انا كنت حاسس بس كنت بكدب نفسي .. قلت ملك مستحيل تحب واحد زي جاسر .. بس يظهر اننا فزمن المعجزات ..
خالد انا ..
قاطعها ببرود
متقوليش حاجة .. الحب مش بالعافية يا ملك .. واضح اني اخترت الانسانة الغلط .. او يمكن انا كنت شايفك وفاهمك بشكل غلط ..
قال كلماته الاخيرة وانسحب من امامها وخرج من الفيلا بأكملها لترفع رأسها عاليا فتجد ريم تنظر اليها من شرفتها بملامح حزينة لتشيح ملك وجهها بعيدا عنها فهي لا تطيق رؤيتها ..
جاسر جه يا ملك .. وهو قاعد فالصالون مستنيكي ..
توترت ملك وهي تقول
تمام هروح اشوفه ..
ثم اتجهت بخطوات بطيئة نحو صالة الجلوس لتجد جاسر جالسا على احد الكراسي قبل ان ينهض من مكانه ويقترب منها ويسألها بحنان
عاملة ايه دلوقتي ..!
ردت عليه بضعف
بقيت احسن الحمد لله ..
جاي ليه يا جاسر ..!
رد جاسر بجدية
جاي عشان اشوف مراتي واطمن عليها ..
اطلقت ملك تنهيدة طويلة قبل ان ترد
انا قريب مش هبقى مراتك وانت عارف كده ..
رد جاسر بجمود
انا قلت لحامد بيه الله يرحمه اني مش هطلقك وهتفضلي مراتي لاخر يوم فعمري وانا لسه متمسك بكلامي ده ومش هرجع عنه ..
خلاص وانا مش هرجع ليك .. خلينا كده .. متجوزين وكل واحد عايش لوحده .. لحد ما تزهق وتطلقني ..
حاول جاسر تغيير الموضوع فسألها
علي ومنى عاملين ايه ..!
ردت ملك وهي ترسم على شفتيها ابتسامة حزينة
الحمد لله كويسين ..
منحها ابتسامة خفيفة وقال
ربنا يخليكي ليهم ..
بادلته ابتسامة بأخرى وهي ترد
يارب ..
ظلت صامتين لمدة طويلة حتى نهض جاسر من مكانه وقال
الوقت أتأخر ولازم اروح .. هجيلك بكره بعد الشغل ..
ردت ملك بهدوء
ملوش لزوم تجي يا جاسر ..
قاطعها جاسر بقوة
هاجي يا ملك .. هاجي كل يوم عشان اطمن على مراتي ... واطمن على اخواتك كمان ..
كان يسير متجها نحو سيارته حينما سمع احداهن تلحق به وهي تنادي عليه ..
الټفت ليجدها هبة فنظر لها بحيرة قبل ان يبتسم برسمية وهي يسألها
خير يا هبة ..!
ردت عليه بجدية
اسفة بس انا لازم اقولك حاجة مهمة ..
قولي ..
قالت هبة بجدية
ملك مصرة على الطلاق ..
قاطعها بجمود
وانا قلتلها وبقولهالك .. طلاق مش هطلق ..
ابتسمت هبة وقالت
انا كنت واثقة انك متمسك بيها .. بس انا مش جيالك عشان اقولك ده بس ..انا جاية اقولك سبب طلبها ده ..
رد جاسر بسرعة
بسبب ريم طبعا ..
قاطعته هبة
لا .. ريم كانت سبب فعلا لكن السبب دلوقتي اتغير ..
عقد جاسر حاجبيه وسألها بعدم فهم
اتغير ازاي ..!
اجابته هبة
ملك عايزة تطلق عشان اخواتها .. عايزة تهتم بيهم وتراعيهم .. هما مبقاش حد ليهم غيرها .. وهي مش عايزة تبعد عنهم ..
قال جاسر بسرعة
ومين قال انها هتبعد عنهم .. ملك هترجع معايا ومعاها اخواتها ..
قالت هبة
انا قلتلها نفس الكلام .. بس هي قالت انك مش مجبر تتولى مسؤوليتهم وهما مش ولادك .. ولما قلتلها تصارحك بده قالت مش هتحرجك بحاجة زي كده ..
نظر جاسر اليها وقال
الموضوع مفيهوش احراج .. انا بحب ملك وبالتالي بحب اخواتها وبعتبرهم اخواتي ..
انا عارفة ده .. بس المهم انك تثبت ليها ده .. وتثبت انك حابب وجودهم هنا الاتنين معاكم .. وانك عاوز تبقى مسؤول عنهم بس من غير متبينلها انك عرفت سبب اصرارها على الطلاق .. ملك حساسة اوي ولو عرفت بكلامنا ده هتزعل جامد .. فاهم ..!
ابتسم جاسر وقال
فاهم يا هبة .. انا عارف هتصرف ازاي .. سيبي الموضوع ده عليا ..
ضحكت هبة وقالت
انا واثقة فيك وهعتمد عليك ..
قال جاسر بإمتنان
انا بشكرك جدا ..
تنهدت هبة وهي تجيبه
لا شكر على واجب .. ملك دي اختي وهي تستحق كل خير ..
ربت جاسر على ذراعها بأخوة قبل ان يتجه نحو سيارته ويركبها ويبدأ في قيادتها وهو يفكر في الطريقة التي يجعل بها ملك تعود اليه وتثق به ..
.........................................................................
بعد مرور اسبوعين ..
كانت ملك تجلس في غرفتها تقرأ في احدى الروايات الجديدة حينما سمعت طرقات على باب غرفتها فسمحت للطارق بالدخول ..
وجدت ريم تتجه نحوها فنهضت ملك من مكانها وقالت بضيق
ايه اللي جابك هنا ..!
ردت ريم پألم
مكنتش اعرف انك قاسېة اوي كده يا ملك ..
ردت ملك بجمود
القساوة دي تعلمتها منك يا ريم ..
ابتسمت ريم بإنكسار وقالت
استاهل .. استاهل كل كلامك ده .. واستاهل كل حاجة تعمليها فيا .. انا استحق كل ده واكتر كمان ..
ثم هطلت دموعها بغزارة وهي تقول
بس لازم تعرفي اني ندمانه .. ندمانه جدا .. وضميري بيأنبني .. انا مش عارفة ازاي عملت كده .. ازاي سمحت لنفسي اتصرف معاكي كده وازاي قلت لبابا الكلام ده .. انا زي ما كنت بغيبوبه وفقت منها .. والله العظيم انا مكنتش واعية للي بعمله .. انا صحيح مكنتش