رواية ندي الفصول من 41-50
النافذة بالأعلى ! ...
كان يقود السيارة بسرعة چنونية مخيفة وملامح وجهه محتقنة بالډماء تجعله كالشبح المخيف تماما .. لم تشعر بالخۏف كأول مرة رأت منه هذا الجانب منه لكن انتابها التوتر حول وجهته القادمة وما سيفعله بها فسألته بقلق وارتيعاد
_ إنت واخدني فين ياعدنان !
رمقها بنظرة لا تحمل الرحمة وقال في صوت محمل بالاڼتقام والنقم
اتسعت عيناها بذهول بعدما اخترقت اذنيها كلمته الأخيرة .. وبقت تحدق به بعدم استيعاب وتصديق لما تفوه به .. ظنته في البداية يمزح ويخيفها لا أكثر .. لكنه بدا جادا بالفعل وهو يقود السيارة في طريق قسم الشرطة !! .. فتعرقت وارتعدت بشدة لتسرع وتتعلق بذراعه تهتف متوسلة إياه پخوف هادر
لمستها لذراعه هيجت عواصفه وحولته لوحش كاسر .. حيث ضغط على مكابح السيارة فجأة پعنف يتوقف على جانب الطريق .. فارتدت هي للأمام حتى كادت أن تصطدم بالزجاج لكنها توازنت على آخر لحظة .. ثم وجدته يهجم عليها كالأسد ليقبض على فكيها بقوة ويهتف وهو يصر على أسنانه بشكل مرعب
انهمرت دموعها وقالت پخوف وصوت متقطع
_ أنا ندمانة على اللي عملته .. نفسي تسامحني .. والله أنا أدركت غلطي وعرفت قيمتك وكمان اكتشفت إني فعلا بحبك بس أنا اللي ضيعتك مني بطمعي وجشعي
_ تؤتؤ إنتي عملتي كدا عشان إنتي
استمرت دموعها في السقوط فوق وجنتيها وهي تشهق بقوة فتابع هو مبتسما بقسۏة ونقم
_ زعلانة ليه ما إنتي هتروحي لل اللي خونتيني معاه وهتكون نهايتك زيه في السچن
التقطت أنفاسها المتسارعة من أثر البكاء وقالت بصوت مبحوح وقسمات وجه غير طبيعية
صاح بها يخرسها في انفعال ولهجة تحذيرية مخيفة
_ سيرتها متجيش على لسانك ده .. أنا لو في سبب إني مقتلتكيش لغاية دلوقتي إنتي وال التاني ده فهو جلنار وبنتي .. يعني لولا وجودهم كان زمانكم مدفونين في التراب
اڼهارت باكية تتوسله بړعب وارتجافة صوت
ابتسم بشياطنية وعدم مبالاة بتوسلها ثم اعتدل في جلسته وانطلق بالسيارة من جديد يكمل طريقه لقسم الشرطة وسط توسلاتها وبكائها الشديد الذي لا يكترث له ! ....
بعد دقيقة ارتفع صوت رنين هاتفه أكثر من مرة ولا يتوقف عن الرنين .. وحين نظر لاسم المتصل كانت ليلى من الشركة .
ليس من الطبيعي أن تصر على الاتصال به بهذا الشكل .. أجاب بالأخير عليها في حزم
_ خير يا ليلى .. طالما مردتش عليكي يبقى مش فاضي في إيه !!!
وصله صوتها المذعور والمتلهف وهي تهتف
_ عدنان بيه في حريق في جراج العربيات بالشركة تحت وجلنار هانم بندور عليها مفيش أثر ليها .. والحريق كبير محدش قادر يقرب منه قبل ما تيجي المطافي
انقبض قلبه ولوهلة شعر بأن نبضاته توقفت .. مجرد تخيله إنها قد تكون بالحريق جعله يفقد عقله وكأنه توقف عن التفكير من فرط زعره ورعبه .. فانزل الهاتف من فوق أذنه وقد فرت الډماء من وجهه فأوقف السيارة جانبا وهتف لفريدة دون أن ينظر لها
_انزلي
رمقته بحيرة من تحوله المفاجيء بعد مكالمة ليلى .. ولم تلبث للحظة حتى عاد يهتف ولكنه صړخ بها بصوت جهوري نفضها بمقعدها
_ انزلي من العربية بقول
فزعت وارتعدت من نبرته ومنظره فامتثلت لأوامره بسرعة وفتحت باب السيارة ثم نزلت وبمجرد نزولها وإغلاقها للباب انطلق هو بالسيارة كالسهم يغير وجهته ويعود بطريق الشركة ! ....
بعد وصول فرح ابنة فاطمة بصباح اليوم كانوا جميعهم يجلسون حول مائدة الطعام ويتحدثون بمرح وضحك وسط تناولهم الطعام .. باستثناء نادين التي كانت نظراتها المشټعلة عالقة على فرح بغيرة وغيظ .. فمنذ أن أتت وهي تضحك وتتصرف بمياعة مع زوجها وهو يبادل الضحك وكأنه يتعمد إثارة غيرتها .
انتبهت على صوت فرح التي قالت بعذوبة
_ ماما كانت بتحكيلي عنك كتير أوي يا نادين
رسمت ابتسامة صفراء وتطلعت بفاطمة تجيب في نبرة طبيعية مزيفة
_ عن جد !!
لاحظ حاتم طريقتها المخټنقة في التحدث فرمقها بنظرة حازمة لتبادله هي النظرات لكن بأخرى ڼارية ثم اشارت له بعيناها أن يأتي معها وتهب واقفة تقول مبتسمة بعذوبة متصنعة
_ بعتذر منكم .. بس
بدي احكي شيء ضروري مع حاتم بيخص الشغل
تبادلت فاطمة وفرح النظرات باستغراب بينما هو فطالع زوجته بثبات وقال بنبرة قوية
_ خليها بعدين