الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر

انت في الصفحة 37 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

كويسة طول ما أنت جانبي 
شدد من ضمھا مقبلا جبهتها تهامسا بكلمات الحب حتى غلبهم النوم 
و بفجر اليوم التالي استيقظا وصليا الفجر وجلسا يتناولان الإفطار كعادتهما 
أيه مواعيدك الفترة الجاية بتتغير ولا ثابته
بتتغير طبعا بس مش كتير لأني ملتزم بالمدرسة بس مفيش دروس في أوقات بتكون زحمة شغل زي التجهيز لبداية السنة الدراسية ودي عدت في الإجازة كمان فترات الامتحانات والتصحيح وإعلان النتائج وقدام شوية تبدأ المجموعات المدرسية ساعة بدري الصبح وساعة بعد المدرسة مش حيكون في التزامات تانية إن شاء الله 
يعني تقريبا حترجع بكرة على امتي 
الساعة ثلاثة أو ثلاثة ونص 
حتوحشني قوي 
أنت كمان يا حبيبتي كلها كام يوم وتنزلي الجامعة وتبدأي مذاكرة وتنشغلي عني 
عمري ما انشغل عنك أبدا 
أكلتي
الحمد لله حعمل الشاي 
وقفت وكادت انت تتحرك فأمسك يدها متحدثا 
شاي أيه! دا أنا عايز أقولك كلمة جوه مهمة قوي 
احمر وجهها خجلا وتحدثت بحياء وخجل راغب
نشرب الشاي الأول 
دا كلام مهم قوي وبكرة شغل يعني ما يتأجلش 
أقترب منها بهيام ثم حملها دالفا بها للغرفة 
انفصل عبد الرحمن عن عالمه القاسې وأصبحت حبيبة فقط هي عالمه طوال الإجازة ونسي والدته وعالمها الجاف اليابس الذي طالما زينته لترغبه فيه 
وبأول يوم عمل استيقظا بالفجر كعادتهما وبموعد مغادرته اقتربت منه مودع ضمته إليها بشوق بدأ مبكرا
ترجع بالسلامة لا اله الا الله 
قربها إليه أكثر 
خليكي دايما كدة يا حبيبة أوعي تدعي عليا 
احتلت الدهشة ملامحها رفعت رأسها تطالعه بريبة وتحدثت نافية 
عمري ما أدعي عليك يا حبيبي ليه بتقول كده
هتفضلي تدعي لي دايما 
بدعي لك بقلبي وعقلي قبل لساني 
أطمأن قلبه وتوغلت السعادة بقلبه تبادلا النظرات بحبور وجذل ثم اتجه لعمله مر اليوم طويلا عليه لم تفارق عقله وتفكيره هاتفها مرتين وبعد أن أنهى عمله عاد إلى البيت بشوق شديد وجدها متلهفة بكامل حلتها متعطرة منتظرة عودته ألقت نفسها بين أحضانه وقبلته بوجد ووله تناولا طعام الغداء ثم جلسا يحتسيان الشاي لاحظت شروده وأن هناك ما يشغل تفكيره 
مالك! أيه مضايقاك
بقالي كتير ما روحتش لماما من يوم الفرح وأنا بكلمها بس 
خلاص يا حبيبي يبقى لازم نروح لها 
ها تيجي معايا
أكيد طبعا 
تحدث بجدية وأخبرها بكلمات تحمل بطياتها الرجاء
بصي يا حبيبتي أنا عارف إنك عاقلة ماما طبعها صعب شوية ولها فكر قديم شويتين عايزك تتحمليها وما تزعليش منها وأنا حافضل دايما جنبك 
ليه بتقول كده ماتخوفنيش 
أوعي تخافي وأنا جنبك يا حبيبة 
اكيد يا حبيبي ما تيجي نروح النهاردة نعمل لها مفاجأة 
بجد! 
اكيد هاقوم أجهز 
وذهبا لوالدته التي رحبت به كثيرا دونها كلما لو لم تراها فتحدث عبد الرحمن ملطفا ومنبها والدته 
ماما حبيبة اللي اقترحت نعمل لك مفاجأة ونيجي بدون ما نقولك 
رحبت بها على مضض غير راغبة وختمت كلماتها بتأنيب
ازيك يا حبيبة حمد الله على السلامة على ما أفتكرتي حماتك 
هي فاكراكي دايما أنت أول حد نروح له 
تنور يا عبد الرحمن وحشتني قولي لي يا حبيبة دراعك ماله
إتلوى وأنا نازلة من القطر عبد الرحمن شدني فاتلوى بقى أحسن كتير الحمد لله 
سعدت حافظة عقلها يترجم أي فعل كما تريد وأن ابنها لازال على عهده معها تتجاهل كلماته المعبرة والموضحة لعدوله عن أفعاله السابقة تحدثت بكلمات تقطر شماتة ونصرا
بجد! سلامتك 
دار حوار طويل تجاهلت حافظة فيه حبيبة لأبعد مدى ولم تفلح محاولات عبد الرحمن لدمجها فسرعان ما تثنيها حافظة عن الحوار لتتجاذبه مع ابنها فقط 
تعجبت حبيبة من طريقة حديثهما فأحيانا تجد عبد الرحمن الابن الذي يبرر أفعاله وأخرى يصبح هو الأمر صاحب القرار وتمتثل له حافظة وإن كان على غير رغبتها أشعرها ذلك بالخۏف ولم تستطيع استيعاب طبيعة العلاقة بينهما 
طال الحديث ومر الوقت ثم اعتذر منها عبد الرحمن للمغادرة موقن من ضرورة التحدث مع حبيبة فلم يخفى عليه تشتتها وتعجبها بل رهبتها الواضحة له تحدثت حافظة برجاء أمله ببعض من لذة الهيمنة 
رايحين فين ما تخليك النهاردة بقالك كتير بعيد 
معلش يا أمي خليها مرة تانية لازم أروح أكيد إن شاء الله هبات مرة تانية 
لم يرد المبيت هو على يقين من حيرة حبيبة يري نظرة التخبط وعدم الفهم جلية بعينيها
أدرك وجوب التحدث معها لتجنب حدوث فجوة بينهما لن يقبل أن يعود كالسابق لن يتنازل عن سعادته التي غمرت كيانه لم يجدها سوى معها 
عادا للبيت ثم بدلا ملابسهما اقترب منها ورسم على وجهه بسمة محاولا اخفاء قلقه بل وتوتره حاوطها بذارعيه وثبت مقلتيه داخل عينيها 
حبيبة أنا عايز اتكلم معاكي شوية أيه رأيك ندخل البلكونة نتكلم 
هربت بمقلتيها بعيدا عنه 
الوقت تأخر خليها بكرة عندك شغل الصبح واليوم كان طويل 
التفتت عنه راحلة فأمسك يدها وجذبها إليه برفق وضع أنامله أسفل وجهها ورفعه إليه وثبت ناظريه داخل مقلتيها المتهربة 
مفيش وقت أهم من ده نتكلم فيه ممكن!
حاولت رسم ابتسامة مڠتصبة 
حاضر حجيب عصير عشان تعرف تنام 
وضعت على راسها وشاح كبير تخفي شعرها أسفله كما اعتادت وجلسا بالشرفة 
تساءل مبتسما 
ليه يا حبيبتي بتغطي شعرك وأنت في البلكونة
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 77 صفحات