الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر

انت في الصفحة 44 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

مؤلم ومهين مرا الحنظل 
لم يكن حاله أقل منها سوء ألم وارهاق نفسي وبدني يسأل نفسه لما فعلت كادت أن توقظ شخصيته البغيضة التي تجعله كحيوان مفترس 
ظل يجوب الطرقات والشوارع لا يريد العودة للمنزل أو الدخول بنقاش عقيم مع والدته بالنهاية قرر العودة لبيت والدته مغلقا اي فرصة للنقاش وهناك توجه الي غرفته مباشرة ولم يجب ندائها فظنت إتمامه لما أرادت لينجوا بنفسه شعرت بسعادة ونشوة عارمة لم تهتم لحاله ودخلت غرفتها 
أما حبيبة فجلست تنتظره لم تذق طعاما أو شرابا دونه لليوم الثاني وهن جسدها وثقلت حركتها طال انتظارها دون فائدة غفت موضعها استيقظت بفجر اليوم التالي ادت فرضها بثقل شديد عاودت الانتظار دون فائدة 
بالجانب الاخر استيقظ عبد الرحمن وصلي وظل بغرفته حتى اقتراب موعد عمله وغادر دون حديث مع والدته وبعد أنتهاء عمله ظل يجوب الطرقاب بلا هدف ثم جلس بإحدى المقاهي حتى تأخر الوقت عائدا لبيته وجدها مستلقية على الفراش مستيقظة لم تتحرك او تتحدث فزاد غضبه لظنه سوء تقدريها لما فعلت إدعائها الڠضب منه ولأول مرة يدير لها ظهره 
وبالحقيقة قد ساءت حالتها لاستمرار هجرها للطعام لليوم الثالث على التوالي فهزل جسدها وبدأ الجفاف ينهش جسدها لا تقوى على اخراج حروفها تشعر وكأن قلبها سيتوقف عن العمل
لم يستطع كليهما النوم وبالفجر ولأول مرة لم تنهض معه لم يستطع عقله ترجمة أسبابها نهض توضأ وصلى وظل جالسا على سجادة الصلاة شاردا لا يعلم معنى تجاهلها لوجوده لم يعهد منها الإصرار على الخطأ ورغم كل شيء لن يستطيع تجنبها طويلا ههي ترياق حياته 
حاربت وهنها وضعفها بعد فترة طويلة تمكنت من التحرك تستند على كل جدار ليمنعها من السقوط وصلت لباب الغرفة بعد عناء ايتهلك ما بقى من قواها فهزمها الضعف كادت السقوط لولا ذراع عبد الرحمن فمنذ نهوضها وهو يتابعها بغير فهم لحالتها وحين شعر بسقوطها أسرع إليها وحملها وضعها على الفراش صدم من مظهرها وجدها شاحبة اللون شفتيها مبيضتان جسدها باردا تتصبب عرقا فنظرت إليه بأسف جاهدت لاستجماع قواها ثم تحدثت بصوت خاڤت بالكاد يسمع 
حقك عليا ماتزعلش مني 
صعوبة حديثها مع حالتها أثارا فزعه ارتجف قلبه وكاد يخلع من موضعه
مالك يا حبيبة حاسة بايه أنا حكلم الدكتور حالا ما تخافيش 
جذبت يده بوهن وتحدثت بما لم يستطع سماعه فدنا إليها محاولا سماعها
أنا كويسة أنا منتظراك على الأكل من كتير مش بعرف أكل من غيرك 
صدم منها ألم تتناول الطعام منذ يومين! جسدها ينازع للبقاء أسرع محضرا لها بعض اللبن والعسل الأبيض وساعدها لتجلس وسند ظهرها عليه حدثها بتأنيب خفيف
يه كدة يا حبيبة اسندي عليا واشربي بالراحة 
فسقاها بعض منه طالعها بړعب لسوء حالها ومما كان سيصيبها إن لم ينتبه فضمھا إليه باحتواء ماسدا على رأسها بحنان بكت بصمت فمسح دموعها واستمر بسقياها حتى أنتهت ثم وضع راسها على الوسادة مقبلها مبتسما 
شعرت ببرد شديد بالرغم من تصببها العرق ينتفض جسدها مرتجفا ظل يربت ويمسد على جسدها حتى هدأت طلب منها الراحة وملازمة الفراش وعدم المهوض إلا للضرورة 
ذهب الي عمله يلازمه القلق يعلم إنها ستغط بالنوم لشدة إنهاك جسدها لكنه مټألم منها وعليها وبمنتصف اليوم ذهب إليها أطمأن أنها ما زالت نائمة تنهد پألم عقله لا يتسطع ترجمة فعلها وسببه عاد لعمله واستمر حتى انتهى دوامه وعاد إليها سريعا 
احضر طعاما مناسبا وعاد إليها وجدها بالمطبخ تقوم بمحاولة فاشلة لاعداد الطعام فما زالت حركتها ضعيفة وهنة ضمھا إليه باحتواء حملها متجه لغرفتهما وضعها على الفراش حدثها مبتسما يداعبها بالحديث 
مش قولت ترتاحي قومتي ليه أزعل دلوقت
بكت مقبلة يده
ما تزعلش مني يا عبد الرحمن ما تزعلش مني أبدا 
مش زعلان يا حبيبة إهدي خليك هنا أغير وأحط الأكل وجاي على طول أوعي تقومي تحبي تاكلي هنا
تعبث برأسها الأفكار تتساقط عبراتها پألم نفسي لا تستطع إيقافها
هتاكل معايا
شعر بما
تعانيه فأراد منحها القليل من الهدوء النفسي فحدثها بمداعبة
أكيد أنا جعان والأكل ريحته حلوة قوي 
وضع الطعام وساعدها لتنهض دعمها حتى جلست أطعمها بيده تتساقط دموعها كلما نظرت اليه تعتذر منه تناولت حبيبة القليل 
مش قادرة والله معدتي وجعتني 
خليكي ثواني وراجع 
عاونها لتنهض وتغسل يديها ثم حملها وأدخلها للفراش ووضع رأسها على الوسادة وجلس بجانبها يمسد على رأسها حاولت التحدث فمنعها برفق 
حنتكلم يا حبيبة بس مش دلوقتي 
ظل يمسد على رأسها حتى تعمقت بالنوم 
وفي المساء استيقظت بحال أفضل أعد لهما بعض من العصير ثم جلسا بركنهما المحبب نظر إليها مبتسما وأمسك يدها بحب 
متهيأ لي ممكن نتكلم 
بكت وتعالت أنفاسها وأصوات بكائها فضمھا لصدره ومسد رأسها بحنان ولطف
حبيبتي أنا مش بحاسبك ومش عايز دموعك دي في حاجة غلط حصلت لازم نتكلم ونحلها لو سيبناها حتكبر وتبقي مشاكل كتير 
كفكف دموعها مقبلا رأسها 
اتفقنا
أومأت له وحاولت الابتسام فاسترسل 
أيه سبب كلامك ليه يا حبيبتي
صمتت واخفضت بصرها فرفع وجهها بأنامله برفق محافظا على بسمته
قولي
43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 77 صفحات