رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
مؤلم ومهين مرا الحنظل
لم يكن حاله أقل منها سوء ألم وارهاق نفسي وبدني يسأل نفسه لما فعلت كادت أن توقظ شخصيته البغيضة التي تجعله كحيوان مفترس
ظل يجوب الطرقات والشوارع لا يريد العودة للمنزل أو الدخول بنقاش عقيم مع والدته بالنهاية قرر العودة لبيت والدته مغلقا اي فرصة للنقاش وهناك توجه الي غرفته مباشرة ولم يجب ندائها فظنت إتمامه لما أرادت لينجوا بنفسه شعرت بسعادة ونشوة عارمة لم تهتم لحاله ودخلت غرفتها
بالجانب الاخر استيقظ عبد الرحمن وصلي وظل بغرفته حتى اقتراب موعد عمله وغادر دون حديث مع والدته وبعد أنتهاء عمله ظل يجوب الطرقاب بلا هدف ثم جلس بإحدى المقاهي حتى تأخر الوقت عائدا لبيته وجدها مستلقية على الفراش مستيقظة لم تتحرك او تتحدث فزاد غضبه لظنه سوء تقدريها لما فعلت إدعائها الڠضب منه ولأول مرة يدير لها ظهره
لم يستطع كليهما النوم وبالفجر ولأول مرة لم تنهض معه لم يستطع عقله ترجمة أسبابها نهض توضأ وصلى وظل جالسا على سجادة الصلاة شاردا لا يعلم معنى تجاهلها لوجوده لم يعهد منها الإصرار على الخطأ ورغم كل شيء لن يستطيع تجنبها طويلا ههي ترياق حياته
صعوبة حديثها مع حالتها أثارا فزعه ارتجف قلبه وكاد يخلع من موضعه
مالك يا حبيبة حاسة بايه أنا حكلم الدكتور حالا ما تخافيش
جذبت يده بوهن وتحدثت بما لم يستطع سماعه فدنا إليها محاولا سماعها
أنا كويسة أنا منتظراك على الأكل من كتير مش بعرف أكل من غيرك
صدم منها ألم تتناول الطعام منذ يومين! جسدها ينازع للبقاء أسرع محضرا لها بعض اللبن والعسل الأبيض وساعدها لتجلس وسند ظهرها عليه حدثها بتأنيب خفيف
فسقاها بعض منه طالعها بړعب لسوء حالها ومما كان سيصيبها إن لم ينتبه فضمھا إليه باحتواء ماسدا على رأسها بحنان بكت بصمت فمسح دموعها واستمر بسقياها حتى أنتهت ثم وضع راسها على الوسادة مقبلها مبتسما
شعرت ببرد شديد بالرغم من تصببها العرق ينتفض جسدها مرتجفا ظل يربت ويمسد على جسدها حتى هدأت طلب منها الراحة وملازمة الفراش وعدم المهوض إلا للضرورة
احضر طعاما مناسبا وعاد إليها وجدها بالمطبخ تقوم بمحاولة فاشلة لاعداد الطعام فما زالت حركتها ضعيفة وهنة ضمھا إليه باحتواء حملها متجه لغرفتهما وضعها على الفراش حدثها مبتسما يداعبها بالحديث
مش قولت ترتاحي قومتي ليه أزعل دلوقت
بكت مقبلة يده
ما تزعلش مني يا عبد الرحمن ما تزعلش مني أبدا
مش زعلان يا حبيبة إهدي خليك هنا أغير وأحط الأكل وجاي على طول أوعي تقومي تحبي تاكلي هنا
تعبث برأسها الأفكار تتساقط عبراتها پألم نفسي لا تستطع إيقافها
هتاكل معايا
شعر بما
تعانيه فأراد منحها القليل من الهدوء النفسي فحدثها بمداعبة
أكيد أنا جعان والأكل ريحته حلوة قوي
وضع الطعام وساعدها لتنهض دعمها حتى جلست أطعمها بيده تتساقط دموعها كلما نظرت اليه تعتذر منه تناولت حبيبة القليل
مش قادرة والله معدتي وجعتني
خليكي ثواني وراجع
عاونها لتنهض وتغسل يديها ثم حملها وأدخلها للفراش ووضع رأسها على الوسادة وجلس بجانبها يمسد على رأسها حاولت التحدث فمنعها برفق
حنتكلم يا حبيبة بس مش دلوقتي
ظل يمسد على رأسها حتى تعمقت بالنوم
وفي المساء استيقظت بحال أفضل أعد لهما بعض من العصير ثم جلسا بركنهما المحبب نظر إليها مبتسما وأمسك يدها بحب
متهيأ لي ممكن نتكلم
بكت وتعالت أنفاسها وأصوات بكائها فضمھا لصدره ومسد رأسها بحنان ولطف
حبيبتي أنا مش بحاسبك ومش عايز دموعك دي في حاجة غلط حصلت لازم نتكلم ونحلها لو سيبناها حتكبر وتبقي مشاكل كتير
كفكف دموعها مقبلا رأسها
اتفقنا
أومأت له وحاولت الابتسام فاسترسل
أيه سبب كلامك ليه يا حبيبتي
صمتت واخفضت بصرها فرفع وجهها بأنامله برفق محافظا على بسمته
قولي