الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر

انت في الصفحة 48 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

صامتة على حافظة واعتقدت انها غافية فعادت لغرفة عبد الرحمن وجدت بعض الملابس منشورة بالشرفة فجمعتها وبدأت في تطبيقها 
أيقنت حافظة أن هذه فرصة مثالية لن تتكرر ساعدتها حبيبة بطيبة قلبها وحسن ظنها وقد خططت لها من البداية انتظرت لتتأكد من ابتعاد ابنها عن البيت ثم نهضت لتبدأ ما نوت عليه 
انهمكت حبيب فيما تفعل وانتفضت صاړخة حين باغتتها حافظة بالدخول بهمجية أفزعتها سحبت شهيق عميق تتمالك اعصابها ثم تحدثت
طنط حضرتك صحيتي 
حدجتها حافظة بنظرات غائمة وتحدثت بنبرة حادة شرسة مغايرة لما كانت عليه منذ قليل فدب بقلب حبية الذعر وتملك منها شعرت انها وقعت بفخ واعر 
أيه اللي أنت لابساه ده 
ارتجف جسدها كقلبها تمنت وجود عبد الرحمن 
الهدوم اللي حضرتك اديتيها لي امبارح المهم عاملة أيه دلوقت
صړخت تنهيها عن الحديث
اسكتي 
شحب وجهها ايقنت أن المقبل أسوأ مما قد تتخيله 
واصلت صړاخها الغاضب
ادخلي لمي الغسيل الدنيا بتمطر 
اهو يا طنط أنا شيلته 
زادت نبرتها حدة وعلوا
ادخلي شيليه 
وقفت وكادت ان تتحرك فأتاها صوتها يوقفها
استني اقلعي الروب 
الجو برد يا طنط 
جحظت عينها وبصوت جهوري صړخت بها 
بقول لك اخلعي الروب 
خلعته خوفا ودخلت الشرفة بجسد مرتعش من قسۏة البرد التفتت لحافظة تأكد لها صدقها 
اهو يا طنط شيلته 
نظرت إليها بسخرية منتصرة وحقد شديد 
خليك بقى 
اغلقت الشرفة خلفها وما زالت الصدمة مسيطرة على حبيبة لم يأت ما حدث بأسوأ كوابيسها الټفت حولها فلم تجد أي مقعد للجلوس والأرض غارقة بمياه الأمطار التي لم تتوقف منذ المساء كما أن الجو شديد البرودة فالوقت لا زال مبكرا قاربت الساعة السابعة صباحا 
انتظرت قليلا ظنا منها أن فعلها مجرد ټهديد وأن تعود بعد فترة صغيرة تدخلها ولما خاب ظنها بدأت تدق على خشب الشرفة تناديها باستجداء 
لم تغلق حافظة زجاج الشرفة لتستمع لكلمات حبيبة الراجية وتتلذذ بها وبدموعها إن بكت تستمتع برجائها يطربها 
طنط افتحي الجو برد قوى طاب اديني الروب أنا زعلتك في حاجة المطرة شديدة وأنا هدومي كلها ڠرقت من المطر 
بعد فترة وقفت تطالع حبيبة من خلف الفوارق الخشبية للشرفة يسعدها ارتجاف حبيبة ولم يرق قلبها بل انتشت وتهللت اساريرها فأخيرا حبيبة تتذوق الألم بدلا من الراحة والسعادة 
تملكها اليأس بعد طول انتظار فجلست أرضا بأحد الأركان بعيدا عن مياه الأمطار تضم جسدها إليها قدر استطاعتها تشعر ببرودة تسري بجسدها طالت مياه الامطار كامل ملابسها وشعرها أيضا ترتجف وتنادى عبد الرحمن كما لو كان يسمعها تناشده الحضور 
تعالت رنات هاتف حبيبة وقفت واقتربت من فتحات الشرفة الصغيرة تنظر ماذا ستفعل حافظة التي دخلت الغرفة باحثة عن الهاتف طالعت حبيبة بتحد وشماتة ثم أغلقت زجاج الشرفة أخذت الهاتف حاولت الرد عليه ففشلت ولما يأست وضعته تحت الوسادة وتركته 
لم تجيبه فشعر عبد الرحمن بالقلق عليها عاود الاتصال مرة أخرى فلم يلق إجابة للمرة الثانية فاتصل على هاتف المنزل اجابته والدته بنبرة تدعي المړض 
عاملة ايه يا أمي دلوقت
الحمد لله أحسن 
لو سمحتي نادي على حبيبة أكلمها 
هي نايمة أصحيها استني حبي 
قاطعها
سبيها خلاص هي تعبانة! مش عادتها تنام دلوقت 
قالت إنها عايزة تنام شوية وبردانة وأنا عارفة إنكم بتصحو بدري ومش محتاجة حاجة فسيبتها بس لو عايزها أصحيها
خليها هاتصل تاني بعد شوية 
لم يشعر بالراحة تملكه إحساس يخبره بوجود خطب مريب فليس من طبيعة والدته التسامح لتلك الدرجة لم تكن تدع حسناء تغفل أو ترتاح إلا بعد فترات طويلة من العمل أو وصلة من التأديب انتظر قرابة الساعة ثم عاود الاتصال ولم تجب تضاعف قلقه فاستأذن للانصراف فقد انتهت الجدول الموكل إليه غادر متجه للبيت يدعوا الله أن يخلف ظنه وتكون الأوضاع جيدة 
مرت ساعات عدة وملابسها مبتلة تحولت رعشتها لانتفاضات صاړخة تعج ألما وتمكنت منها البرودة شحب لونها وازرقت اطرافها وشفتيها شارفت على فقد وعيها 
وجد والدته فقط بانتظاره على عكس عادة حبيبة فسأل عنها 
فين حبيبة
كأنها لم تسمعه سألته
باعتيادية
احضر لك الغدا
جال المكان بعينه ولم يجدها فدخل الغرفة أضاءها فوجدها منظمة وفراشها مرتب والأهم خالية اتصل بها فاستمع لصوت الهاتف من أسفل الوسادة ازداد قلقه وتوتر اندفع يسال عنها والدته فأجابته بهدوء شديد وبراءة تكمل إعداد طعام الغداء
خرجت 
أيوه راحت فين وليه سابت تليفونها
بخبث خفي واصطناع للبراءة أجابت
ما سألتهاش لتزعل أنت قايل ما اتدخلش بينكم 
صمت ناظرا لها بتفحص وتملكه القلق والخۏف عليها اعاد سؤاله لعلها تريحه 
بجد ما تعرفيش!
لو قالت هاخبي ليه 
عاد للغرفة يفكر أين ذهبت ولما والدته بهذا الهدوء إن فعلت حبيبة وخرجت دون إعلامه فلن تهدأ حافظة ستثور عليهما ستصبح فرصة ذهبية لها لكن صمتها وهدوئها هذا يثير ريبته بحث عن اي دليل عنها ورقه أو حتى رسالة على هاتفها دون جدوى فاتصل غير راغب على محمود أخر أمل له رغم استبعاده للأمر 
ازيك يا محمود أسف لإزعاجك حبيبة عندكم!
أنا لسه خارج من الجامعة هي ما قالتش إنها جاية أنتم مټخانقين 
لا طبعا أنا لسه واصل وهي مش في البيت سألت
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 77 صفحات