رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
صامتة على حافظة واعتقدت انها غافية فعادت لغرفة عبد الرحمن وجدت بعض الملابس منشورة بالشرفة فجمعتها وبدأت في تطبيقها
أيقنت حافظة أن هذه فرصة مثالية لن تتكرر ساعدتها حبيبة بطيبة قلبها وحسن ظنها وقد خططت لها من البداية انتظرت لتتأكد من ابتعاد ابنها عن البيت ثم نهضت لتبدأ ما نوت عليه
انهمكت حبيب فيما تفعل وانتفضت صاړخة حين باغتتها حافظة بالدخول بهمجية أفزعتها سحبت شهيق عميق تتمالك اعصابها ثم تحدثت
حدجتها حافظة بنظرات غائمة وتحدثت بنبرة حادة شرسة مغايرة لما كانت عليه منذ قليل فدب بقلب حبية الذعر وتملك منها شعرت انها وقعت بفخ واعر
أيه اللي أنت لابساه ده
ارتجف جسدها كقلبها تمنت وجود عبد الرحمن
الهدوم اللي حضرتك اديتيها لي امبارح المهم عاملة أيه دلوقت
صړخت تنهيها عن الحديث
شحب وجهها ايقنت أن المقبل أسوأ مما قد تتخيله
واصلت صړاخها الغاضب
ادخلي لمي الغسيل الدنيا بتمطر
اهو يا طنط أنا شيلته
زادت نبرتها حدة وعلوا
ادخلي شيليه
وقفت وكادت ان تتحرك فأتاها صوتها يوقفها
استني اقلعي الروب
الجو برد يا طنط
جحظت عينها وبصوت جهوري صړخت بها
بقول لك اخلعي الروب
اهو يا طنط شيلته
نظرت إليها بسخرية منتصرة وحقد شديد
خليك بقى
اغلقت الشرفة خلفها وما زالت الصدمة مسيطرة على حبيبة لم يأت ما حدث بأسوأ كوابيسها الټفت حولها فلم تجد أي مقعد للجلوس والأرض غارقة بمياه الأمطار التي لم تتوقف منذ المساء كما أن الجو شديد البرودة فالوقت لا زال مبكرا قاربت الساعة السابعة صباحا
لم تغلق حافظة زجاج الشرفة لتستمع لكلمات حبيبة الراجية وتتلذذ بها وبدموعها إن بكت تستمتع برجائها يطربها
طنط افتحي الجو برد قوى طاب اديني الروب أنا زعلتك في حاجة المطرة شديدة وأنا هدومي كلها ڠرقت من المطر
تملكها اليأس بعد طول انتظار فجلست أرضا بأحد الأركان بعيدا عن مياه الأمطار تضم جسدها إليها قدر استطاعتها تشعر ببرودة تسري بجسدها طالت مياه الامطار كامل ملابسها وشعرها أيضا ترتجف وتنادى عبد الرحمن كما لو كان يسمعها تناشده الحضور
لم تجيبه فشعر عبد الرحمن بالقلق عليها عاود الاتصال مرة أخرى فلم يلق إجابة للمرة الثانية فاتصل على هاتف المنزل اجابته والدته بنبرة تدعي المړض
عاملة ايه يا أمي دلوقت
الحمد لله أحسن
لو سمحتي نادي على حبيبة أكلمها
هي نايمة أصحيها استني حبي
قاطعها
سبيها خلاص هي تعبانة! مش عادتها تنام دلوقت
قالت إنها عايزة تنام شوية وبردانة وأنا عارفة إنكم بتصحو بدري ومش محتاجة حاجة فسيبتها بس لو عايزها أصحيها
خليها هاتصل تاني بعد شوية
لم يشعر بالراحة تملكه إحساس يخبره بوجود خطب مريب فليس من طبيعة والدته التسامح لتلك الدرجة لم تكن تدع حسناء تغفل أو ترتاح إلا بعد فترات طويلة من العمل أو وصلة من التأديب انتظر قرابة الساعة ثم عاود الاتصال ولم تجب تضاعف قلقه فاستأذن للانصراف فقد انتهت الجدول الموكل إليه غادر متجه للبيت يدعوا الله أن يخلف ظنه وتكون الأوضاع جيدة
مرت ساعات عدة وملابسها مبتلة تحولت رعشتها لانتفاضات صاړخة تعج ألما وتمكنت منها البرودة شحب لونها وازرقت اطرافها وشفتيها شارفت على فقد وعيها
وجد والدته فقط بانتظاره على عكس عادة حبيبة فسأل عنها
فين حبيبة
كأنها لم تسمعه سألته
باعتيادية
احضر لك الغدا
جال المكان بعينه ولم يجدها فدخل الغرفة أضاءها فوجدها منظمة وفراشها مرتب والأهم خالية اتصل بها فاستمع لصوت الهاتف من أسفل الوسادة ازداد قلقه وتوتر اندفع يسال عنها والدته فأجابته بهدوء شديد وبراءة تكمل إعداد طعام الغداء
خرجت
أيوه راحت فين وليه سابت تليفونها
بخبث خفي واصطناع للبراءة أجابت
ما سألتهاش لتزعل أنت قايل ما اتدخلش بينكم
صمت ناظرا لها بتفحص وتملكه القلق والخۏف عليها اعاد سؤاله لعلها تريحه
بجد ما تعرفيش!
لو قالت هاخبي ليه
عاد للغرفة يفكر أين ذهبت ولما والدته بهذا الهدوء إن فعلت حبيبة وخرجت دون إعلامه فلن تهدأ حافظة ستثور عليهما ستصبح فرصة ذهبية لها لكن صمتها وهدوئها هذا يثير ريبته بحث عن اي دليل عنها ورقه أو حتى رسالة على هاتفها دون جدوى فاتصل غير راغب على محمود أخر أمل له رغم استبعاده للأمر
ازيك يا محمود أسف لإزعاجك حبيبة عندكم!
أنا لسه خارج من الجامعة هي ما قالتش إنها جاية أنتم مټخانقين
لا طبعا أنا لسه واصل وهي مش في البيت سألت