رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
والتوتر الشديدين انفصل عن العالم بأثره لا يري سواها
قاد محمود السيارة وجلس عبد الرحمن بحبيبة بالخلف يحاول تدليك جسدها لتدفئتها يحدثها
حبيبة حبيبة افتحي عينك سامعاني أنا معاكي خلاص حقك عليا حبيبة هتبقي كويسة ما تخافيش
نروح المستشفى احسن
أنا اتصلت بالدكتور وجاي على البيت
وصلوا للبيت فأعطى كاد محمود ان يحمل حبيبة لكن أصر عبد الرحمن على حملها وعدم تركها وبالأعلى طلب العون من محمود
دخل بها المرحاض نزع عنها ملابسها المبللة غمرها بالماء الساخن ليزيل عنها البرد المتملك من جسدها لم يهتم بملابسه التي طالتها المياه ثم حملها للغرفة وقد دفأت قليلا جمع شعرها بمنشفة جافة والبسها ملابس ثقيلة ثم نادى على محمود الذي كان منتظر خارج الغرفة بقلق وتوتر
دخل محمود بهدوء وصمت
ساعدني ندفيها ادعك لها ايدها على ما انشف شعرها وارفعه حاول تخلي ايدها تحت الغطا
تضاربت مشاعر محمود فحينما ذهب إليه كان بقمة غضبه على استعداد حتى للاشتباك إن تطلب الأمر لكن ما سمعه ويراه الآن جعله بحالة تخبط قصوى جزء منه مشفق على عبد الرحمن فحالته سيئة والتعب ظاهرا جليا بملامحه وقسماته خوفه على حبيبة بين وبنفس الوقت حانقا على حال حبيبة وما آلت إليه يجهل تفاصيل ما حدث ولكنه موقن من تعرضها للتعذيب على يد حافظة وبالنهاية تلك مسئولية عبد الرحمن فهو عجز عن حمايتها مشاعره المتناقضة تلك جعلته هذا ينفذ ما يطلبه بصمت
غير هدومك يا عبد الرحمن كلها ميه
بعدين بعدين
على الأقل عشان هدوم حبيبة ما تغرقش ميه
أجابه بتوتر وبدأ الصداع يطرق رأسه بقوة يدلكها لعله يهدأ قليلا
عندك حق حاضر
وظلا بجانب حبيبة حتى وصل الطبيب أنتهى ثم تحدث لهما شرح حالتها وكتب لها الادوية المناسبة ثم نظر الى عبد الرحمن والتعب البادي عليه
غادر الطبيب ولم يستطع محمود لوم عبد الرحمن فما سمعه منه ومن الطبيب أغلق أي مجال للحديث
جلس عبد الرحمن بجانب حبيبة يربت عليها من وقت لأخر يلوم نفسه ويؤنبها لتركها مع والدته لا يتخيل أنه كاد يفقدها ظل يعتذر منها كادت تغلبه دموعه وبالكاد منعها
بعد فترة عاد محمود مصطحب بسمة واشترى كل ما قد تحتاجه لإعداد الطعام وترك طفليه مع والدتها اخذ عبد الرحمن نفسا عميقا ثم خرج إلى محمود
مش وقته يا عبد الرحمن خلينا نطمن عليها الأول
خرجت بسمة اليهم بعد فترة وقد انتهت من إعداد الطعام له ولحبيبة فسكرخا عبد الرحمن بامتنان وبكلمات اعتيادية ثم غادر محمود وبسمة وعاد عبد الرحمن لحبيبة وضع مقعد جانب الفراش ليجلس عليه ظل يمسد رأسها بحنان يدها من حين لأخر حتى غفا على حالته
استيقظ فجرا توضأ وصلى ثم جلس جانبها بدأت تفتح عينيها بإجهاد ابتسم بفرح ومسد رأسها يحدثها
حمد الله على السلامة أنا أسف حقك عليا كنت هاتجنن عليك حقك عليا تعذبت بسببي
حاولت التحدث ولم تستطع فهمست له
أنا كويسة ما تقلقش
ومن شدة تعبها غفت مرة اخرى
يعلم أنها لن تلومه أو تأنبه لن تغضب حتى من والدته لكن ماذا عنه هو! لن يستطيع أن يغفر لنفسه أو يعذر والدته يتألم كلما تصور هيئتها تحت المطر ترتجف لا يعلم كم مرة نادت عليه! فبالتأكيد تمنت كثيرا عودته يشعر
بغبائه ليس فقط لتركها ولعدم شعوره بقربها فلم يتخيل فعل والدته خذلته لم يري بعينيها أي بادرة ندم لم شعر بترددها حتى ألهذه الدرجة تكره زوجته! ماذا فعلت! أذنبها انها تحيا معه بسعادة! أتعتقد عدم ضربها أو إهدار كرامتها ذنب تستحق عليه العقاپ!
اهتم عبد الرحمن بها وتفرغ لها حتى تشفى سريعا يعطيها الدواء وتأكل بعد إلحاح منه بعد يومان بدأت تنتبه بالكاد يسمع صوتها
ما روحتش المدرسة
عبد الرحمن اخدت إجازة عشانك جهزت لك الفطار بس اشربي اليانسون الأول وهو سخن كده
أشارت له بعدم رغبتها أو قدرتها فاسترسل
لازم عشان العلاج يا حبيبة لما صدقت انك فوقتي بقالك يومين مش حاسة بحاجة تاخدي العلاج بالعافية والمضاد تقيل لازم الأكل
مع جملة العلاج تذكرت علاجه بالتأكيد لم يهتم كعادته
العلاج أخدت العلاج!
لم ينتبه لما أرادت سمع فقط كلمة العلاج
أهو يا حبيبتي كلي عشان تاخديه
أومأت نافية وحاولت رفع نبرتها فشعرت پألم واضعه يدها على عنقها
علاجك أنت الضغط
اقترب منها وربت على ظهرها ويده الأخرى على يدها فوق عنقها
ما تجهديش نفسك يا حبيبة مش لازم تتكلمي