الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية المتزوجة كاملة

انت في الصفحة 36 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


تعبت
خفف قبضته حول ذراعيها ليتركها تماما وهو يعقد حاجبيه فى حيرة قائلا
قصدك إيهانا مش فاهم حاجة
إبتسمت فى مرارة قائلة
ولا عمرك هتفهمتعرف ليهلإنى لما حبيتك كنت فاكراك مختلف عنهمبس إنت فى الآخر طلعت زيهم يايحييطلعت زيهم
لتتركه وسط حيرته وتسرع بخطواتها مهرولة من أمامه بإتجاه المنزلتنهمر دموعها پألمبينما يتابعها يحيي بعينيه تزداد شكوكه حول ما حدث بالماضى ليصمم على سبر أغوارهوالوصول للحقيقة مهما كان الثمن

كان مراد يعدل من رباط عنقه لينظر إلى نفسه فى المرآهتأمل وجهه للحظاتإنها فعلا ملامحه ولكنه بات لا يعرفها فهذا الذى يراه أمامه لا يمت بصلة لمراد الذى يعرفهبل إن هذا الذى أمامه هو مسخ تجرد من كل المشاعر الإنسانيةكيف إستطاع أن يفعل ما فعلأن يخير شروق بكل برود بين وجوده فى حياتها ووجود طفلهمابل كيف أمرها بكل قسۏة أن ټقتل الطفلهذا الطفل الذى حلم به طويلاوأدرك أنه لن ينجبه من بشرى فلم يحزنفهو لا يريد أطفالا منهالقد أراده فقط من رحمة ورحمة أصبحت الآن بالنسبة إليه ماضأم أنه ولصډمته مازال يأمل بأن تكون له يوما وأن تحمل هي طفلههي فقط ولا احد غيرهاولاحتى تلك المسكينة شروق والتى تعشقه بكل كيانهاياالله هل جنلقد تحول حقا لمسخوهذا لا يعجبه على الإطلاقليقرر اليوم وبعد أن يحضر تلك الحفل أن يجلس مع نفسه طويلا يعيد حساباته جميعهايجب أن يحسم قراراته ويعيد ترتيب حياتهتلك الحياة الفوضوية والتى لا تعجبه على الإطلاق وأول قرار سيتراجع عنه هو قرار إجهاض الطفلفمن المستحيل أن يجبر شروق على تلك الفعلة الشنعاءفلا ضميره يقر ذلك ولا قلبه 
خرجت رحمة من الحمام لتتفاجأ بفستان أسود رائع دون أكمام موضوع على سريرها وإلى جانبه جاكت أبيض قصير يتناسب معهوعلى الكومود بجوار السرير وضع حذاء وحقيبة يتناسبان معهإتجهت رحمة إلى الفستان وامسكته بين يديها تتأمله بسعادة تعلم أنه إختيار يحيي وهديته إليهالا تدرى إن كان إعتذارا منه عن تلك الكلمات القاسېة التى قالها لها هذا الصباحأم هو مجرد فستان أحضره لها لتليق به كزوجة ليحيي الشناويفى كلا الحالتين هذا الفستان من إختيارهإختاره خصيصا من أجلهاهذا الفستان ذوقهولطالما أعجبها ذوقه فى الإختيار وتلبس الفستان وداخلها لا يوجد سوى السعادةالسعادة الخالصة
نظرت رحمة إلى نفسها فى المرآه تتأمل جمالها بهحقا لقد عرف
يحيي
مقاسها بالضبط وعلم ما قد يليق بها ليبدو هذا الفستان وكأنه قد صنع خصيصا من أجلهالتنظر إلى ذراعيها واللذان ظهرت عليهما علامات يد يحيي ككدمات ذرقاء كادت أن تقلل من جمال فستانها ولكنها حمدت ربها أن هذا الفستان له جاكت أبيض قصير بأكمام سيوارى تلك الكدمات بسهولةلتقول بهمس
شكله كان عارف إنها هتعلم بالشكل ده
إنتفضت على صوته وهو يقول
إيه دى اللى هتعلم
ضمت نفسها بيديها تخفى آثار أصابعه لينظر إلى

فعلتها ويفسرها على أنها خجل منهليقترب من السرير قائلا
على فكرة أنا شفتك قبل كدة بفستان من غير أكماميعنى مفيش داعى تتكسفى منىلكن مش معنى إنى شفتك يبقى غيرى يشوفك
كمانأنا راجل شرقى جداوعشان كدة جبت الجاكت ده تلبسيه عليه
إلتقط الجاكت من على السرير وإتجه إليها ينوى إلباسه لها بنفسهليجدها مازالت تضم نفسها بيديها ليزيل إحدى يديها وهو يقول بعتاب
قلتلك إنى
ليصمت وهو يحدق بجزع فى علامات أصابعه على ذراعها ويدرك أنه السبب فيهاويدرك أيضا سر وضعها يدها على ذراعها ليسقط الجاكت من يده وهو يقول پألم
أنا السببصح
نظرت إلى ألم عينيه لتدرك أن لم يكن بوعيه حين ضغط على ذراعها ولم يتوقع أن تترك أصابعه ذلك الأثر البشع المظهر عليهالتشفق عليه قائلة
دى حاجة بسيطةأنا بشرتى بس اللى حساسة وبتظهر كدماتها بسرعةأنا كنت بتعالج لشهور من علامات
لتقطع كلامها فجأة وقد كادت ان تكشف الماضى أمامه وتعرى روحها لتطرق برأسها قائلة
دى حاجة بسيطة يايحيي وهتروح بسرعةمتقلقش
لم تمر كلماتها بسلام أدركت هذا وهي تستمع إلى صوت يحيي وهو يقول بحيرة
كنتى بتتعالجى من إيه يارحمة
رفعت رحمة إليه عيون مضطربة وهي تقول بإرتباك
لما كنت يعنى بقع من على السلم أو أتخبط فى حاجةكنت بضطر أتعالج من كدماتهم اللى كانت بتسيب أثر جامد على بشرتى
لم يقتنع يحيي بكلماتها يدرك أن هناك ما هو أكثر من ذلكيراها الآن ترتدى الجاكت وتعدل مظهرها بأيد مرتعشة من التوترلذا لا يجب أن يزيد من توترها وهي مقبلة على حفل هام كهذا الحفل سيتركها فى الوقت الحالىلينوى بعد إنتهاء الحفل أن يسعى إلى الحقيقة سيدفعها لقولها دفعا 
تأملت نهاد بأسى صديقتها شروق التى تجلس شاردة فى الشرفة تنظر إلى الأفق البعيد تنهمر دموعها بصمتلتقترب منها قائلة
مش تروقى كدة ياشوشووتمسحى دموعكعشان خاطر البيبى اللى جواكى ده على الأقل
مدت شروق يدها تمسح دموعها وهي تنظر لنهاد قائلة فى حزن
ڠصب عنى يانهادمش قادرة اصدق إن مراد اللى حبيته وإديتله قلبى وعمرى وكل حاجة جواياجاي يخيرنى دلوقتى مابينه وبين إبنهمش قادرة أصدق إنه باعنى بالرخيص أوى كدة
قالت نهاد وهي تربت على يدها
يمكن
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 70 صفحات