رواية لميس الاجزاء الاخيرة
كمن يصارع ليخرج الكلام ألما
_ان ..شاء .الله
ادهم بقلق
_سلمى ..مالك انت كويسة
سلمى وهي تضغط بقوة على معدتها علها تخفف من ذلك الالم الحارق
_بطني بتوجعني قوي يا ادهم حاسة انها بتتحرق من جوا
سارع ادهم بضغط الزر بجانب فراشها فهمست پألم
_انت ...انت بتعمل ..ايه
ادهم محاولا التحكم في عصبيتها المفرطة من مرضها النفسي
سلمى
_لا..لا...ادهم ..انا هستحمل الألم خلاص
ادهم محاولا احتوائها
_اسمعيني حبيبتي ...انت اقوى من عقدتك دي لازم تظهري ارادتك اللي انا عارف انها اقوى من الفولاذ
سلمى پألم
_مش هقدر ..يا ..ادهم
هنا دخلت للغرفة احدى الممرضات والذي سارع ادهم بمحادثتها بجدية بالغة
سلمى
_لا يا دهم ..عشان خاطري ...اااااه
لم يرد ادهم لدخول الممرضة ومعها تلك الحقنة التي اثارت اعصاب سلمى لابعد حد وهنا سارع ادهم بملئها بالدواء هاتفا
_يالا ياسلمى
سلمى بعند
_لا...لا..ابدا ..اااه
ادهم
_سلمى اهدى عشان خاطري واتأكدي اني عمري ما اكون سبب في ألمك ابدا..صدقيني
_الألم هيموتني يا ادهم
ادهم بحزم
_سلمى ..بوصيلي
رفعت نظرها اليه وبرغم كل ألمها ودموعها التي جعلت الصورة مشوشة امامها الا انها ابدا لا تستطيع ان تخلف ذلك العالم الذي دوما تتيه به داخل عيناه ..كانت لحظات فقط فقدت فيها سلمى الشعور بكل من حولها حتى ذلك الألم ...لحظات كان أدهم على ثقة انها ستلهيها عن ألمها فقد كان يعرف جيدا ان رابط حبهما اقوى سند ومساعد لها في تلك الازمة ...لحظات كانت اكثر من كافية لينجز ادهم حقنها متجنبا هستيريتها التي تواجهه بها دوما عندما يشعر انها تاهت عن عيناه فيحاول جاهدا اعادتها لمرساها من جديد
_خلاص خلصت
سلمى پألم مازل متشبثا بها
_خلصت ايه مش فاهمة
ادهم
_الحقنة ياحبيبتي خلاص خدتيها
سلمى بذهول
_انا !! لا انا ماخدتش حاجة
ادهم
_لا خدتيها بس انا ليا طرقي اللي تخليكي متحسيش بأي ألم
سلمى وقد بدأ مفعول المسكن
ادهم
_اه والله بجد ..حبيبتي مش انا قلتلك اوثقي
فيا وانا ان شاء الله هحميكي من أي ألم حتى لو هتحمله انا عنك
سلمى
_واثقة فيك يا عمري
ادهم
_انت قلتي ايه
سلمى وقد غلبها النعاس
_انا عاوزة انام
ادهم متذمرا
_لا سلمى قوليها اول حرام عليكي
سلمى هامسة
ادهم وهو يقبل راسها
_نامي يا حياتي ولا يهمك
وعندما هم بالخروج وجد من تتعلق بيده هامسة وهي شبة نائمة
_ب..حب..ك
ادهم
_وانا بمۏت فيكي ...وسلام بقى عشان لو قعدت شوية كمان هتهور وشكلنا هيبقى وحش في المستشفى
فضحكت سلمى وهي تستسلم لغفوتها من أثار المسكن فخرج ادهم من غرفتها لتنقلب ابتسامته فورا لعبوس شديد حتى اغلق عينيه لثواني وهو يشعر بالقهر لما ستضطر لمواجهته خلال اسبوع ولكنه لابد ان يتماسك حتى يستطيع مساعدتها في الايام السوداء القادمة لا محالة .
مر الاسبوع سريعا حاولت سلمى اقناع ادهم بالسفر من مطار القاهرة حتى يتمكنوا اهله من رؤيته قبل سفره ولكنه رفض بشدة واصر على السفر من مطار شرم الشيخ وحدث ما تم التخطيط له كاملا بمجرد ركوبهم الطائرة واقلاعها حتى اتجه ادهم لغرفة المضيفات غاب بها قليلا وعاد ومعه كوب عصير لسلمى التي رفضته في بادئ الامر خاصة ان ذلك المړض قد اثر كثيرا على شهيتها ولكن باصرار شديد من ادهم خضعت له ووافقت على احتسائه مرغمة وبمجرد انتهاء الكوب كانت سلمى فقدت الوعي تماما بعد ان وضع ادهم بالعصير مخدرا سيبقيها مخدرة لعدة ساعات وهو الامر الذي اخبر به المضيفات متعللا انها لديها رهاب الطائرات ..
وليس خافيا على احد ان ذلك الاجراء كان بالاتفاق مع الدكتور طارق العريني والذي بمجرد وصول الطائرة للمطار حتى كان هناك سيارة اسعاف مجهزة لنقل سلمى الغافية مباشرة الى المركز وفي اثر السيارة كانت سيارة الدكتور طارق تلحقها بعد انجاز كافة الاجراءات على وجه السرعة فليس الدكتور طارق العريني بالشخص الهين في البلاد .
في المركز كان الجميع على قدم وساق لاستقبال احدى المريضات التي تتبع مباشرة للدكتور طارق والذي كان اجرى اجتماعا طارئا قبل وصول ادهم وسلمى لاعلام الجميع ان الدكتور ادهم وزوجته من الشخصيات المهمة جدا لذلك امر الجميع بان يكونوا على اهبة الاستعداد لاي طارئ خاص بها .
بعد وصول سلمى للمركز واطمئنان ادهم عليها توجه مع الدكتور طارق لغرفة مكتبه والذي سأله
_ها ..اطمنت على مدام سلمى
ادهم
_ايوة انا مش عارف اشكرك ازاي يا دطارق
طارق
_مفيش شكر بين الاخوات يا ادهم ...وبطل دطارق دي انا مش اكبر منك بكتير هما كلهم 7أو سنين يعني مش كتير
ادهم
_انت اكبر مقاما واخلاقا يا دكتور
طارق
_لسة زي ما انت ...اخلاقك نادرة في الزمن ده يابني والله ..المهم هنعمل ايه دلوقتي
ادهم بجدية
_اولا انا عاوز اقعد مع حضرتك عشان نحدد نظام ومراحل العلاج ...ثانيا كنت عاوز اعرف التكاليف كاملة ...ثالثا ...
طارق مقاطعا
_استنى ..استنى ...انت داخل عليا حامي كدة ليه اهدى بس شوية ...اولا بقى نظام العلاج ومراحله هنحتاج نعمل اشعات وعملية منظار اول عشان نعرف المړض وصل لاي مرحلة وعلى اساسها هنحدد العلاج ...ثانيا بالنسبة للتكاليف فا انت ليك في المركز ولا نسيت
ادهم
_يا دكتور طارق لو سمحت ..انا ...
طارق مقاطعا
_يابني انت ناسي ان ليك نسبة من الارباح السنوية بناء على ابحاثك اللي بنطبقها هنا
ادهم
_بس ..
طارق
_مبسش ولا حاجة التكاليف هتتخصم من الارباح مفيش نقاش وملهاش دخل براتب شغلك الفترة دي هنا
ادهم
_متشكر يا دكتور
طارق
_ماقولنا بلاش رسميات بقى المهم ..انت هتقعد فين
ادهم
_انا مش هسيب المركز طول ما سلمى فيه
طارق
_كنت واثق انك هتقول كدة ..عشان كدة انا خصصت لمدام سلمى جناح فيه اوضتين وحمام داخلي عشان تبقى معاها ...بس دلوقتي لازم تبقى جنبها وتفهمها الموضوع بالراحة لانها هتتصدم
ادهم وهو ينظر لساعته
_عندك حق لازم ادخل ليها لان مفعول المنوم هيخلص كمان 10 دقائق ولازم اكون جنبها ..عن اذنك
طارق
_اتفضل
دخل ادهم الغرفة لسلمى وجدها غافية كما هي فجلس على مقعد بجانب السرير وهو يدعو الله من قلبه ان تمر تلك الفترة على خير ...بعد عدة دقائق بدأت سلمى تتململ في نومها محاولة استعادة وعيها فهب ادهم واقفا بجانبها منتظرا ان تستعيد كامل وعيها ليبدأحديثه معها فهمست بتلعثم من اثر المنوم
_ادهم ...ادهم احنا فين ..وايه اللي حصل
ادهم بهدوء
_سلمى حبيبتي عاملة ايه دلوقتي
سلمى وهي تتحسس جبينها
_حاسة بدوخة خفيفة كدة ..بس احنا فين ...انا فاكرة احنا كنا ..كنا في الطيارة مش كدة
ادهم وهو يجلس بجانبها على الفراش ويقبل رأسها هامسا
_حبيبتي لازم تعرفي ان أي حاجة بعملها او هعملها بعد كدة عشان صحتك ومصلحتك يا سلمى ...ولازم تكوني متأكدة انك اغلى حاجة عندي في الدنيا دي
سلمى بقلق
_انا مش فاهمة حاجة ..انا فين
ادهم
_قبل كل ده انا عاوزك
تعرفي ان مرضك مش نزلة معوية زي ما فهمتك انت عندك مرض اسمه جرثومة المعدة ومن غير أي كلام علمي الجرثومة دي بتعيش في المعدة وبتسبب الالم الحارق اللي بتحسي بيه ...في مصر مفيش علاج غير الاقراص ودي بتقضي عليها بنسبة بسيطة جدا وبيكون نسبة الاصاپة بيها تاني كبيرة جدا عشان كدة انا جبتك هنا
سلمى بتوتر
_جرثومة ...ادهم انا فين
ادهم وهو يحتوي انتفاضة يديها بين يديه
_حبيبتي احنا في السعودية