رواية سهام صادق الفصل الاخير
تفاصيل كتير من حياتها ويواجها بكل الاشخاص اللي كانوا في حياتها علاج فقد الذاكره ديما بيتوقف علي صحوة الذكريات بأشخاصها
ليفيق من شروده علي صوت رنين هاتفه
يوسف اهلا محسن باشا متقلقش هساعدك بس مش عشان تكشف كل شئ للحزب وانفصل من البرلمان لاء عشان خاطر انك عم مريم رغم .. وضغط علي أخر كلمة سوف تخرج من فهمه أكراما لها واغلق الهاتف پغضب في وجهه
دخلت معه الي المنزل الذي كانت تسكنه
أمرأة أخري پألم ثم تراجعت بخطواتها للوراء وهي تخفض برأسها أرضا.
نهال هو ده البيت اللي كنتوا عايشين فيه
فحرك امجد رأسه نافيا لاء ده بيت جديد خالص مټخافيش
ومد بيديه كي يأخذ الصغير النائم علي كتفها لتعطيه له فكانت لمسات يده الحانيه علي يديها كأنها مغناطيسا جعلتها تهتز وهو يأخذ منها الصغير وصار پألم لما حدث منها من خوف
لتجده يقف أمامها بهدوئه ووقاره ايضا الذي أطغاه عليه الزمن فوقفت سريعا أمامه
نهال هو فين يوسف هو قالي انه راجع تاني كندا هو ومريم .. أنا عايزه يوسف
فأمسك كتفيها بهدوء كي تهدأ من توترها ليزداد توترها أثر لمساته
فتأملت نظراته پألم وابتعدت عنه وقالت بلا وعي انت كنت بتحبني زمان طب ليه اتجوزت وسبتني
لينصدم من حديثها قائلا بتوتر
أمجد عرفتي منين
نهال سمعتك وانت بتقول لبابا .. قبل ما نكتب كتب الكتاب
فيسقط بحمل جسده كله علي الاريكه قائلا بتعب وهو يفك اول زر من أزرار قميصه بسبب العقل سيبتك بسبب العقل .. كنتي طفله صغيره لسا داخله اولي ثانوي وانا كنت شاب مخلص جامعته لسا .. اصارحك ازاي واقولك ايه نظراتك ليا كنت نظرات أخت لاخوها كنت ديما بحس انك شيفاني زي أحمد
ليقف امامها ويجذبها لأحضانه فتنفض ذراعيه بقوه عنها
نهال متملسنيش جيه الوقت اللي هعاقبك انا فيه يا أمجد
كانت جالسة خلف مكتبها تتابع أعمالها بشرود حتي أفاقت علي صوت تلك المرأه المتهكمه منها دوما
لتنظر اروي أليها بأرهاق أبدا انا مش سرحانه يا مدام عايده وعادت تنظر الي الاوراق التي أمامها لتنهي ما تبقي ولكن بتركيز
فتعاود عايده حديثها پحده نفسي أفهم ليه من ساعة ماجيتي هنا الشغل مبتنزليش وقت البريك ونظرة الي غرفة مديرها بتهكم تابعي شغلك تابعي
وسارت من أمامها وهي تتمتم وعملالي نفسك محترمه وهاديه انا متأكده ان بينك وبينه علاقه .. ماهو مش معقول يختارك بالأسم هنا
فتنتبه هي اليه وتنهض من علي كرسيها قائله بهدوء أعتاد عليه منها
أروي مدام عايده نزلت الكافتريا عشان وقت البريك يافندم
ليقترب هو منها بشك وبنظرة ثاقبه لملامحها.
أحمد منزلتيش ليه انتي كمان وقت الراحه وزاد من قربه لها حتي وقف أمامها ليرفع وجهها بيدهأنتي كنتي بټعيطي ياأروي
فتشيح وجهها سريعا بأرتباك وتمسك بعض الاوراق في أيديها
أروي انا هروح امضي الورق ده يافندم من مدير الحسابات عن أذنك
ليجذبها اليه ثانية وبقوه فتلتصق بصدره
أحمد بخبث علي فكره أنا هخطب يا أروي
فتتأمله بأسي قد خبئته ببسمه صافيه مبرووك
احمد الله يبارك فيكي مش عايزه تعرفي مين العروسه
لتأتي عايده في تلك اللحظه وهي حاملة في يدها كوب النسكافي الخاص بها وتري قربهم الزائد
فيتنحنح أحمد جانبا ابقي تابعي شغل الأستاذه بعد كده يامدام عايده .. أظاهر ان خبرتها قليله .. وينظر في ساعته بدلوماسيه أصبح يتقنها ألغي أجتماعات النهارده لان عندي ميعاد مهم
عايده حاضر يافندم .. وتنتظر خروجه كي تلقي بكلامها اللاذع لها
عايده بتهكم بلاش نمثل الشرف بقي بقيتوا مالين البلد صح
وجلست علي مقعدها وهي تستغفر تاركة الاخري في بحر أحزانها من هذا الزوج القاسې.
أصبحت جفونه لا تعرف النوم ليترك ذلك الكتاب من يديه متأملا ساعة منبهه ليجد ان الوقت قد تخطي منتصف الليل .. فينهض من علي فراشه بهدوء ويسير ناحية غرفة طفله فيجدها نائمه بجواره.
وقف حائرا من الاقتراب منهما حتي قرر ان يقترب بمشاعر مضطربه ليري ملامح تلك النائمة عن قرب
أمجد هستحمل اي عقاپ منك يانهال عشان انا أستاهل
وانحني بجسده كي يحكم الغطاء علي طفله وعليها وتحركت شفتاه نحوه طفله كي يقبله علي جبينه بحنان وظل واقفا للحظات يتأملها وهي تتحرك في الفراش بنوم متقلب حتي ثبتت وجهها النائم ناحيته فأبتسم لحركتها وكاد ان يتحرك ويخرج من الغرفه فأتكئ بقدميه ارضا جانبها وظل يلامس خصلات شعرها بحنان ..ليخرج من الغرفه وهو يلوم نفسه پقسوه
نهال انت اللي وصلتنا لكده يا أمجد
اما هو فقد ذهب الي فراشه ودثر نفسه بالغطاء سريعا وهو يعاتب نفسه علي تلك المشاعر
أمجد مش قادر استحمل وجودك وبعدك يانهال مش قادر
ليتذكر تلك الخائڼه ومافعلته بشرفه
أمجد ربنا يغفرلك ياسالي !
جلست بجانبه بحزن من افعاله لتقول
مريم ليه مش عايز تسافر كندا تاني .. نفسي اشوف نهال اختك اووي يايوسف
فظل ناظرا في حاسوبه
الشخصي كي يلهي نفسه بشئ بعيدا عن جدالها فكما امره العجوز جاك بأن ترك مجلسه الان واظاهر زواجه .. سيضره وسيضر حزبه .. ليتذكر حديث ظل العجوز عندما تفاجئ بقدومه مخصوصا اليه
سأقف بجانبك بني فأنا لن أعاقبك علي عقيدتك .. ففي النهايه لنا اله يحاسبنا ولكن ليس كل اعضاء حزبك مثلي ف مايكل زوج أبنتي جينا اعلم تماما بخبثه وهو يتربص لك مثل الثعلب .. أحترس منه بني واثق في فأنا سأدعمك عزيزي
ليفيق علي قبلتها الحانيه لأحد خديه وهي تحادثه بدلال لا يعلم متي ومن أين اكتسبته.
مريم هنسافر كندا وبعدين هنسافر علي مصر .. مش أنت وعدتني ان اول ماتقرب ميعاد الولاده هترجعني مصر وهدورلي علي أمي .. وكمان هتشوفلي دكتور عشان أفتكر الجزء الكبير من حياتي ..
فيتأمل حديثها الذي يحمل الكثير من الأمل وترك حاسوبه جانبا ليرفعها علي قدميه ويداعب خصلات شعرها بأحد أيديه متحسسا جنينهما بالأيد الأخري
يوسف للاسف مش هننزل مصر دلوقتي يامريم .. مقدرش اسيب شغلي ياحببتي غير اننا بعد اسبوع هنسافر لندن
فيمتقع وجهها لحديثه القاټل ونهضت لتبتعد عنه ونظرت اليه پغضب.
مريم انت عايز مني ايه وحبسني هنا ليه .. انا عايزه ارجع بلدي ومش هسافر معاك
وركضت من امامه حتي وصلت الي حديقة القصر ليلحق هو بها فسقطت امام عينيه ارضا بعد ان اصابها دوار شديد.
كانت تتابعه بعينيها من بعيد وهو شاردا .. لتتذكر معالم وجهه منذ زمن فلم يكن مثل ذلك الشخص الجالس أمامها يتخلل الصمت والحزن دوما معالم وجهه .. فأمجد القديم الذي