رواية سهام صادق الفصل الاخير
كانت تعرفه اكثر شخصا كان يجعل لها الحياه احلاما وبستانا من الورد لكثرة تفائله ومزاحته
فنتبهت لنوم الصغير علي قدميها وكادت ان تنهض لتحمله ليلتفت هو بوجهه ناحيتهم في تلك اللحظه ونهض من علي كرسيه بعد ان ترك بعض الاوراق التي كان ممسك بها وجاء ليحمله عنها بصمت
وعندما تذكر شئ وهو يسير بطفله نحو غرفته
فجلست تنتظره بتوتر فهي دوما تحاول ان تتجنب وجودهم سويا حتي لا تعصف بها الذكريات القديمه مجددا .. فشردت في خطيبها طارق لتحدث نفسها بندم
نهال ربنا يرحمك ياطارق كنت انسان جميل .. وتذكرت انها لم تحبه يوما مثلما احبها هو.
ليقطع شرودها قدومه وهو يحمل تلك العلبه القطيفيه بين ايديه
وانتظر ان تمد ايديها كي تفتحها حتي قال بيأس مش عايزه تشوفيها
فهزت رأسها نافيه ..
أمجد افتحهالك انا طيب
لتوقظ هي احزانه بضړبة قويه وهي تقول
نهال انت ازاي خاېن كده .. ازاي نسيت مراتك بالسرعه ديه
وتركته ونهضت سريعا وهي تعلم انها قد أصابته في مقټل فمن يري حاله يعلم انه مصډوما من شئ يخفيه !!
أروي أظن اللي عملته فيا كفايه اووي لحد كده ديه استقالتي من شركتك .. وياريت تطلقني عشان استقيل برضوه من حياتك
ليقف أمامها پغضب وهو يتفرس معالم وجهها
أحمد استقالت شركتي مقبوله اما ايه طلقني ديه مين قال اني بفكر اطلقك ياهانم
فتسقط دموعها پألم ثم مسحتها سريعا ونظرت اليه بكبرياء قد تعلمته منه.
وكادت أن تخرج من غرفته فالټفت اليه ثانية لتقول بحزن ربنا يسعدك مع خطيبتك الجديده وتكون اشرف مني
ليلتقط هو ذراعها حاضنا ايها بقوه خطيبت مين يامجنونه انا كنت أقصدك انتي .. كنت عايز اخطبك من جديد واتجوزك من جديد
لتبتعد هي عنه سريعا حتي تقول السكرتيره.
عايده انا أسفه يافندم .. ورمقت تلك المسكينه بأعين كالصقر يتخللها الكلام اللاذع
فتدور بها الأرض ثم سقطت أرضا.
ليقف بفزع.
احمد أطلبي طبيب الشركه حالا يامدام
فتنظر اليه عايده بشمئزاز حتي يقول صارخا وهو يحملها بين ذراعيه ليسطحها علي تلك الأريكه المريحه مراتي علي فكره اطلبي الدكتور بسرعه سامعه
عايده مراتك !
ليحادثها پغضب وهو جاثي علي ركبتيه ينظر إلي تلك الشاحبه أمامه ايوه مراتي اومال كنتي فاكره ايه يامدام يامحترمه
فتخرج عايده منكسة الرأس لظلمها لتلك المسكينه.
وقفت أمامه مطأطأة الرأس بعد أسبوعا قضته في صراع مع نفسها بما قالته له وبما تقبله هو في صمت لاذع دون الدفاع عن نفسه
نهال بأسف يتخلله التوتر أمجد أنا أسفه .. انا مش عارفه قولت كده ازاي
ليحمل هو حقيبة عمله الموضوعه علي طاولة مكتبه ويغادره في صمت
فټضرب بقدماها أرضا علي غبائها الذي جعلها في النهاية هي المخطئه
تأمل سكونها وهي ممده امامه حتي بدأت تفيق وعندما رأت أعينه مسلطة عليها
أروي بتعب انا عايزه امشي من هنا
أحمد ليه خبيتي عليا انك حامل ياأروي
فحاولت النهوض من أمامه وكادت ان تقف ولكن قدميها لم تقدر علي حملها فسقطت
مجددا بأعين باكيه
اروي لانك مش عايز ولادك يكونوا مني مش عايز يكونوا من واحده غلطت معاها
فأخفض برأسه ارضا عندما تذكر ضعفه امام رغباته المقززه وانه هو السبب الاول في تلك الخطيئه فهو كان يحب دلالها واثارتها دوما له ولكن مهما كان فأنه رجلا شرقي يميل للدلال واذا فعلت انثاه ما يرغب به سأم منها ونظر اليها بالرخص ولكن الرخص فقط في عقولهم
لتتحدث هي بصعوبه انا مش زعلانه من اللي فات لاني اتعلمت منه كويس اووي وفوقني صحيح بس متأخر وكل اللي بتمناه دلوقتي ان ربنا يسامحني
فأقترب منها نادما فتمالكت هي ضعف جسدها ونهضت من علي تلك الاريكه وابتعدت عنه كي تخرج من تلك الغرفه
أحمد اروي سامحيني الشيطان كان عامي قلبي .. انا كنت بعاقبك وبعاقب نفسي
فتأملته هي بأعين منكسره للأسف انت كسرتني خلاص يا احمد وعقابك جاب نتيجه مۏت قلبي خلاص !!
ظلت تدور حوله بتوتر حتي قالت بصوت هائج
نهال ماهو بص بقي انا مغلطش لان ديه الحقيقه وندمت واعتذرت علي تدخلي في خصوصياتك قبلت اعتذاري ماشي ماقبلتش يبقي خلاص
وكادت أن تتحرك من أمامه حتي ضحك رغما عنه
امجد لسا مجنونه زي ما انتي
فتذكرت هي الماضي حتي وقف هو امامها
امجد روحتي فين أفتكرتي الماضي صح
واقترب بكفيه من وجهها ليتحسسه بدفئ ونظر في أعينها
أمجد مشمش
لتتذكر هي أسمها القديم الذي كان دوما يناديها به
نهال انت لسا فاكره
امجد بحنان وعمري مانسيت اي ذكري ليا معاكي انتي كنتي بنتي يانهال
.. حتي قالت بس انا لسا مسامحتكش ولازم اعاقبك
ليحملها بين ذراعيه.
امجد عاقبيني زي ما انتي عايزه بس ما تقسيش عليا .. صدقيني انا محتاجلك ودفعت تمن غبائي اجمل سنين من عمري
تأمل دموعها التي ملأت وجهها فأقترب منها پخوف
يوسف مالك يامريم
فنظرت اليه طويلا قبل أن تخرج تلك الكلمه من حلقها
مريم انت كداب كداب .. مش هعيش معاك تاني طلقني
وقذفت بوجهه بعض المجلات التي رأت فيها جزءا كبيرا من حياة زوجها ومخادعها وحتي حديثه عنها بأنها حالة للشفقه وفقط وليست زوجته
وتركته وخرجت راكضة من ذلك القصر اللعېن وهي واضعها بكلتا أيديها علي اذنيها لتمنع تلك الاصوات التي تدور بعقله وخرجت من ذلك الباب الكبير الذي كانت لاتخرج منه إلا بسيارته للذهاب للطبيب والفسحه الوحيده التي خدعها بها هنا ... فتنتبه لصوت أحد السيارات الأتيه
فتلجمها ذكرياتها القديم وتظل واقفه دون حركه وهي تتأمل ضوء تلك السياره وتتذكر ما حدث منذ أكثر من عاما عندما خرجت راكضة من ذلك الفندق
لتصبح الصوره مشوشه بالنسبه لها ولكن سيل أحداث ماحدث لها أصبح يتدفق أمام أعينها حتي وقفت تلك السياره أمامها بسنتي واحدا بعد ان احدثت صريرا عاليا ...
كانت روحه معلقة بما يصنعه له عقله فبدء عقله يكمل له ذلك الکابوس الهائج بين طيات قلبه .. فأستمر الظلام الحالك الذي بات يصارعه وسبح في حلمه اللعېن
ظل يأخذ رواق المشفي ذهابا وايابا ليصوب نظره نحو غرفة العمليات ويسقط أرضا منتحبا بضعف وهو يضع بكفيه علي وجهه
فيسمع صوت يحادثه بقلق مستر يايوسف انت كويس
فيرفع هو بوجهه قليلا ناهضا من ركضته تلك بضعف
يوسف طمني يادكتور علي حالتها قولي انها كويس
فيشفق الطبيب عليه ويخفض رأسه ارضا قائلا انا أشفق علي حالك سيدي ولكن حالة زوجتك وطفلك بخطړ لا نعلم من فيهم سوف ينقذ
ليفيق من كابوسه بصعوبه وهو يلهث وكأنه كان يصارع شئ ما فأغمض عينيه بتنهد وهو يتصبب عرقا...
ليتذكر تلك النائمه بجواره فأنتفض بفزع لكي يراها وهو يتمني ان يكون كل هذا حقا كابوس .. فلامس بأيديه جسدها ونظر الي بطنها بأعين نادمه حتي قال وهو يضع وجهه بين راحتي كفيه پألم
يوسف لازم تعرفي كل حاجه يامريم انا