رواية اسرائ الفصل 24
وكأنه فقد عقله..بعدما هدأت نوبة ضحكة قال
أول فرح فالدينا..يطفش منه العرسان
وأنت عرفت منين
نظر إلى المطبخ وقالبقولك إيه أنا جعان..أعمليلي الفطاير بالله عليكي
لوت شدقها وقالتطيب..خليك هنا...
بت يا مروة!..مين اللي كان بيخبط!
أنا يا عم منصور...
هتفها شريف وهو يتجه إلى منصور يعاونه على الجلوس..ف نظر إليه الثاني ب دهشة لشريف الذي يبدو مهترئ المظهر..ثم تدارك نفسه وقال مرحبا ب سرور
عاتبه شريف قائلاما أنت كنت بتقولي يا بني..إيه اللي جد!
جلس منصور وقال ب إبتسامةالناس مقامات يا باشا
جلس هو الأخر ثم رد الإبتسامة قائلاالمقامات دي إحنا اللي إخترعناها كلنا ولاد تسعة يا راجل يا طيب...
ضحك منصور وإتكئ ب يديه على رأس عصاه واضعا ذقنه عليهما ثم تساءل
إعذرني يا بني..بس إيه اللي جابك ومنظرك كدا...
إلى منصور
مفيش يا عم منصور
مفيش إزاي..على كلام البت مروة أنت فرحك كان إمبارح
فرك شريف عيناه وقاللا عاد فيه فرح ولا يحزنون يا عم منصور..أنا سبت الفرح وجيت...
عجز منصور على التعليق لما قاله شريف ليبقى الصمت سيد المكان قبل أن يتساءل منصور ب دهشة وحاجبين مقطبين
رد شريف وكأنه شئ عاديهى كمان طفشت من الفرح...
صدمة أخرى لجمت منصور وهو يقول ب داخله أن هذا الرجل الذي أمامه إما جن أو كان يحلم..ليتساءل مرة أخرى
معلش إعذرني على أسئلتي..بس أنتوا كان حد غاصبكوا!
حرك رأسه نافيا وقالأبدا
أومال إيه!!
تنهد شريف ثم قال مبتسماسمعت نصيحة حد قالهالي..إن لو الحب من غير كرامة ميبقاش حب دا يبقى تضيع وقت..وأنا سمعت نصيحته وإشتريت كرامتي
سلط نظره على بقعة ما وتشدق ب إبتسامة صادقةمكنتش هحس إني مبسوط أكتر من دلوقتي..أنا فعلا كنت موهوم..كنت بجري ورا سراب...
وعلى الجانب الأخر كانت كرة الشعر تبتسم وهى تستمع إلى حديثه ولكنها لم تستطع ألا ترى ملامحه لتخرج رأسها ونظرت إليه عند قوله سمعت نصيحة حد قالهالي..لتتسع إبتسامتها وبدأت ضربات قلبها تعلو وهو يعيد عبارتها..إذا كان يحتاجها هي دونا عن أحد أخر..إذا هى تؤثر به وهو يستمع إليها
بقى نظره معلق على البقعة التي إختفت بها وهو يفكر مبتسما..ليست سوى كرة شعر قصيرة القامة مرحة الروح..طيبة القلب ذات عينان تشبه المها لشدة إتساعتها..ضحك على نفسه التي بدأت تشعر ب إنجذاب ناحية تلك الفتاة الريفية البسيطة
ما دام أنت شرفتنا وإحنا لسه مفطرناش..إيه رأيك تفطر معانا...
هم شريف أن يتحدث ولكن قاطعه منصور قائلا
أنا مباخدش رأيك..أنا بقولك بس
إبتسم شريف وقالوأنا مكنتش هرفض..لأني فعلا جعان...
ضړب منصور على فخذه ب خفة ثم تشدق مبتسما ب بساطة
حيث كدا..قوم إغسل وشك وإتوضى وصلي
حاضر يا عم منصور...
أشار منصور إلى أحد الأركان ثم قال وهو ينظر إلى شريف الواقف أمامه
الحمام أهو..والقبلة تدي وشك لباب البيت مع زاوية يمين
تمام يا راجل يا طيب...
توجه إلى المرحاض وفعل ما قاله منصور..وهى تستمع إلى كل هذا الحديث..وتبتسم..شيئا جديد عليها لأول مرة تشعر به..يجعلها تبتسم كلما سمعت صوته..فراشات تطير أسفل معدتها كلما رأت إبتسامته..أليس ما تشعر به غريب حقا!!
الجميع كان يجلس على طاولة أرضية موضوع عليها فطائر السكر ذات الرائحة الطيب..وكؤوس الشاي بالحليب التي رصت بجانب الفطائر..رفع منصور أكمام جلبابه ثم قال ب إبتسامة و فخر
فطاير السكر بتاع البت مروة بنتي..لا يعلها