رواية سلوي 28
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
عينيها تتألقان بسعادة لم يراها من قبل ...لقد رأي أخيرا في عينيها الثقة بحبهما ...الثقة بنفسها ووعد بالسعادة الابدية...نهض يوسف واقترب من حياة ثم طبع قبلة قوية علي جبهتها .. بقربها شعر انه بالجنة ...لقد امتلكت قلبه كما لم يمتلكه احب من قبل ...حاربته وغزت قلبه بالكامل حتي اصبحت دقاته ملكا لها ...هي فقط ...نظر إليها بابتسامة من القلب وقال
ابتسمت حياة بسعادة وقد عجزت عن الكلام فقط ضجيج قلبها كان ېصرخ بحبه ...
حياة ..
قالتها والدتها وغلالة ثقيلة من الدموع تغشي عينيها ..لتلين ملامح حياة ثم تقترب من والدتها وټحتضنها بقوة وهي تقول ضاحكة حتي لا تبكي والدتها
جرا ايه يا ست الكل ...ده أنا هكون معاكي في نفس العمارة وكل شوية هقرفك
هيكون احلي قرف والله ...
ابتعدت والدتها ليعانقها والدها ثم مرت بضعة دقائق من المباركة السعيدة للعروسين قبل ان يسحب يوسف عروسه ويصعدان للسيارة المخصصة لهما ليذهبان الي القاعة التي بها الزفاف ...
طوال الطريق لم يفلت يوسف كفها وكأنها سوف تهرب منه ..وكان كل لحظة يقبل كفها بسعادة بينما هي تذوب من الخجل ....
قالها يوسف وهو ينظر إليها بوله لتهز هي رأسها وترد
حاسة اني اسعد انسانة في الدنيا ...
ابتسم لها وقال
يعني صدقت اخيرا اني بمۏت فيك ..
ضحكت برقة وهي تهز رأسها...نعم هو فعل الكثير واثبت عشقه غير المحدود لها ...بالاضافة الي صديقتها لميس التي ساعدتها في تعزيز ثقتها في نفسها فباتت حياة تري نفسها كأجمل امرأة علي وجه الأرض ولا يضاهيها احد جمال ...كانت فكرة جيدة للغاية أن تذهب الي لميس ...بفضل الله ثم لميس ويوسف وبالطبع عائلتها تغير بها الكثير ...
انا بحبك اووي يا يوسف ..
ابتسم وهو يضمها إليه قائلا
وانا كمان بحبك اووي ...
.....
بعد انتهاء الزفاف ..
فتح يوسف باب شقته بقدميه ثم دخل وهو يحمل حياة بين ذراعيه ..اغلق الباب بقدميه أيضا ودخل لغرفة النوم ...جلس علي الفراش بسعادة وهو يحملها .... ابتسم يوسف وهو ينظر إليها بعمق...كانت عينيه تحاصر عينيها وقد شعرت حياة بالتوتر يغزو جسدها ...حاولت أن تشيح بعينيها بسبب الخجل الفظيع الذي تشعر به الا انها فشلت في هذا ..
ممكن تسيبني اغي...
ولكن بقية كلماتها ماټت علي طرف لسانها
بعد ثلاث سنوات وخمس أشهر
كانت يهتز فعليا وهو يقف امام بوابة الفيلا ...لقد تغير الكثير بعد أربع سنوات ...اصبحت الفيلا اكثر بهجة ابتسم جاسر
بينما وخزت دموع الحنين عينيه وقلبه يرتج داخله ... أخيرا سيقابلها ...سيقابل وعد حب حياته ...حسناء ابنته التي هي جزء من قلبه ...وملاك التي تكون شقيقته والتي فعلت الكثير من اجله...
جاسر بيه .
اخرجه من شروده حارس الفيلا وهو ينظر اليه دون تصديق وسعادة...ابتسم جاسر له ليفتح الباب الحديدي له ويحمل له حقيبته ...
ازيك يا عم كامل! ..
قالها جاسر بابتسامة صادقة ليرد الرجل
هروح اقولهم أنك خرجت هيفرحوا اووي ...
ثم كاد ان يذهب الا ان جاسر اوقفه وقال
لا يا عم كامل أنا هدخل وأوريهم نفسي ...حابب اعملها ليهم مفاجأة ...
هز الرجل رأسه ليذهب جاسر في اتجاه المنزل ...كان يحاول تنقية افكارة والتخلص من التوتر الذي يعصف به ...سوف يري عائلته بعد غياب اربع سنوات ...صحيح ان وعد وملاك كانتا تزورانه بإستمرار ولكن حسناء لا ...وهو الذي طلب من وعد الا تأتي بإبنتهما الي السچن ...اذن انها المرة الأولي التي سيري به ابنته علي الحقيقة ...المرة الاولي التي سوف يضمها إليه ويشم رائحتها...المرة الاولي التي سيلمس قطعة منه ...مسح الدموع الخائڼة التي انسابت من عينيه وهو يرسم ابتسامة لطيفة علي وجهه ...فجأة انتفض مكانه بقوة وهو يراها ...ملاك صغير يركض بحديقة الفيلا ...شعرها اسود كجناح الغراب...اقترب منها وفجأة خفق قلبه بقوة وهو ينظر الي ملامحها الجميلة التي تشبه بشكل كبير ملامح والدته...تساقطت دموعه دون توقف وهو يراقب ابنته تلعب وتركض خلف الفراشة ...كانت صغيرة للغاية ولكنها نشيطة ..صدي ضحكاتها فعل الكثير بقلبه الضعيف ...فجأة توقفت وهي تنظر الي ذلك الرجل الغريب ...اختفت ضحكاتها اللطيفة من شفتيها ولكن فجأة لمعت عينيها التي تشبهان عيني وعد وهي تقول بنبرتها الطفولية
بابا ..
لقد تعرفت عليه أخيرا ...بالطبع وعد تضع صور جاسر دوما في غرفتها كي تتعرف علي والدها ...ركضت حسناء إليه ليرفعها جاسر ويضمها بقوة وهو يبكي دون توقف ...رائحتها كانت كالمسک لمست روحه ..
حبيبتي ..حبيبتي ..
ردد الكلمات وهو يضحك ويبكي في آن واحد ...كان قلبه يهدر داخل صدره ولا يصدق نعمة الله عليه...لقد اعطاه الله فرصة اخري رغم كل ذنوبه ...اعطاه فرصة أن يعيش حياة سليمة بدل من الحياة المظلمة التي يعيشها ...بعيدا عن الډماء والظلم والاجرام...بعيدا عن خطړ القبض عليه او مۏته حتي ...اعطاه فرصة ليكون زوج صالح لوعد ...والد صالح لحسناء وهو قرر ان يستغل تلك الفرصة جيدا ...لن يدع الشيطان يتملك منه مرة اخري ...لقد ولد من جديد وسيبدأ حياته من جديد حياة نظيفة تماما ...من أجل عائلته الجديدة وملاك ..
انزل صغيرته وهو يركع بجواره ثم بدأ في تقبيلها علي وجنتيها بإستمرار...اخذت حسناء تضحك وقالت بصوت طفولي
انت بتزغزغني ..
صوت ضحكاتها اطربه كثيرا ...ضحكاتها البريئة كانت ټقتل بقايا السواد بداخله...كانت تشعره بسكون غريب تماما ...
جاسر ...
صوت مخټنق اتاه من الخلف نهض وهو يستدير ليجد وعد تقف بذهول امامه ...دموعها تنساب دون توقف وهي تراه ...تري حبيبها ..فجأة اندفعت هي الي احضانه وضمته إليها وهي تبكي ...وقد شعرت أخيرا انها بالوطن ...فذراعيه كانت مسكنها ومأمنها ....جاسر هو قدرها وكأن كل الطرق تؤدي إليه ...هو فقط .