رواية نور القصول من 21-23
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل الواحد والعشرون
أخذت خيوط الشمس الذهبية تنير غ
لتمحي ظلمة الليل الدامس بالتدريج مع صوت زقزقة العصافير يملئ المكان
لتفتح عينيها براحة بعدما شعرت به يشدد من إحتضانها ويدفن نفسه أكثر بها
إبتسمت بسعادة مطلقة ما إن وجدته كيف يتشبث بها وكأنه ېخاف أن تهرب منه
نور
وهي تقول يانور عيونها
ليقول إياد بشكوة طفولية
إسم الله عليك ياقلبي
رايحة فين !!
نور بحب
رايحة أعملك فطار عشان تقدر تاخذ برشام لصداعك ده
لا مش عايز أفطر ماليش نفس قالها بضيق وهو يرجع رأسه على يعلن بها رفضه الشديد بأن يترك هذا النعيم
رفعت نور حاجبها ببعض الحزم
إياد حبيبي نص ساعة وتكون تحت عشان إنتا عارف الكلام ده مايكلش معايا
رخمة قال بضيق من تلميحها الأخير لتقابله بابتسامةبشوشة
وهي تقول بلامبالاة
رخمة وماله المهم عندي إنك تفطر وبعدين مدايق ليه أنا فعلا ممرضتك
قالت الاخيرة وهي تنهض عن السرير لتجده يعطيها ظهره كالأطفال بزعل لتذهب إلى الحمام لتقوم بروتينها الصباحي وما إن إنتهت وغيرت ثيابها حتى لمحته كيف ينظر إلى أبعد نقطة وهمية بشرود شديد أخذه إلى عالمه المجهول
حبيبي عايزني أعملك إيه ع الفطار
نظر لها بإستخفاف وهو يقول قال يعني لو قولتلك هتعرفي
لتقول نور بهمة
جربني وشوف وقولي نفسك في إيه
إياد بتفكير
امممم بصي انا نفسي فحواوشي تعرفي تعمليه
أيوه بعرف ما ان قالتها نور بإيجاب حتى رفع جسده عن الفراش بلهفة وهو يقول بحماس
أمرك قالتها وهي تنحني برأسها نحو ثم تركته ونزلت إلى الأسفل لتجهز كل طلباته برحابة صدر واسعة له فقط
أخذت تقطع الخضار وتجهز المحتويات المطلوبة وهي لاتصدق ماتعيشه الأن وكأنها بحلم جميل هادئ أخذت تدعوا من الله أن يديم فرحتهم هذه مرت عليها نصف ساعة وهي تعمل كل شئ بحب خالص
فتحت فمها من وسامته الشديدة سحبت نفس عميق للمرة الألف هذا الصباح وهي ترى خصلاته المبللة الغير مصففة و التي تنزل على جبهته بتمرد يالله لم ولن ترى أحد بجاذبيته هذه أبدا
فهو دون أدنى مجهود يسرقها من نفسها أصبحت تعشق نعمة البصر كلما تطلعت عليه فهو أجمل ما يمكن أن ترى في يومها على الإطلاق
شهقت بخجل ما ان وجدته ينفجر عليها بالضحك من كل قلبه لتحمد ربها بصدرها على زلتها هذه لتراه يضحك بهذا الشكل
إقترب منها ومسك يدها ليأخذها معه عند الطاولة وهو مازال يضحك عليها ليجعلها تجلس إلى جانبه تماما بعدما وضع كرسيها بالقرب منه ثم اخذ يتناول طعامه
مرت دقايق الفطار على أسعد ما يكون عليها وعليه فهي أخذت تطعمه بيدها بين الحين والأخرى وكأنه طفل صغير وما إن إنتهت وحاولت أن تنهض حتى شهقت بتفاجئ عندما سحبها من يدها
في إيه قالتها بصوت منخفض وهي ترمش بجفنيها بتوتر
رايحة فين خليكي متحرمنيش منك عايزك تنسيني اللي عشته قبلك بصيلي حسسيني إني ملكك
بس إنتا قولت ان جوازنا ااء
قاطعها وهو يكمل كلامها عنها
صوري عارف إني قولت كده بس أنا كل لما أكون معاكي برتاح
ولما ببعد بتعب وبتقهر وأفضل أفكر وأنا مش عايز أفكر في حاجة دلوقتي
اااء إيه رأيك نسافر أسبوع في أي حته نغير جو تقدري تعتبريها شهر عسل
كادت أن توافق بفرحة ولكنها عبست بضيق ما إن أكمل بتوضيح سريع جوازنا هيفضل بس ده مش مانع إننا نغير جو سوا وافقي عشان خاطري أنا بجد محتاجلك
ماشي قالتها بزعل حقيقي فهي قد ظنت بأنها ستحيا معه اخيرا حياة طبيعية
لاحظ حزنها الشديد الذي كان واضح على وجهها ليقبل وجنتها المكتنزة وهو يقول بصوت أقرب مايكون للهمس وكأنه ېخاف أن يسمعه أحد أنا بحبك ماتزعليش مني
إلتفت إليه وهي تنظر له وكأنه كائن فضائي لټضرب يديها ببعض وهي تقول
آه يا أبن المچنونة عليا النعمة ما إنتا طبيعي
ضحك عليها بشدة وهو ينهض ويحملها كشوال البطاطا على كتفه ثم اخذ يتوجه بها نحو الأعلى وهو يقول
يلا نجهز نفسنا
نور برفض ومقاومة
إياد نزلني
ماشي قالها وهو يمثل بأنه سيرميها پعنف على الأرض الصلبه لتتشبث به بقوة وهي تقول بتراجع
لاااا أوعى ترميني ده انا نور حبيبتك
ما كان م الأول صحيح ناس ماتجيش إلا بالرمي
أخذ يقهقه عليها ما إن أخذت ټضرب على ظهره ليكمل هو طريقة نحو غرفتهم ليتم أستعدادهم لسفر
دخل إلى غرفته بخطوات ثقيلة وهيئة غير مهندمة بعدما قضى طول الليل خارجا يفكر بما حصل وبما سيحصل معه
توقف بمكانه ما إن وقع بصره عليها كانت تجلس بجسدها الضئيل على الأريكة وهي تحتضن ساقيها وتنظر له بشرود معاتب وهو يبتسم لها فهي الشى الوحيد الجميل بحياته بل هي كل حياته
ليقول بعدما جلس إلى جوارها بأرهاق
صحيتي إمتى
سارة بخفوت
أنا مانمتش أصلا
نظر لها بتساؤل
ليه
رفعت منكبيها بقلة حيلة وهي تقول
كنت مستنياك مقدرتش أنام وإنتا مش موجود
أيمن بإستهزاء مبطن بۏجع إيه خاېفة عليا
سارة
أكدب لو قلتلك لاء بس ياترى انا أمري يهمك
سند جسده على ظهر الأريكة و رجع رأسه إلى الخلف بتعب وهو يقول بعدما أغمض عينيه بتأوه
قومي نامي وإرتاحي وسيبك من الكلام ده
تمعنت به لتلاحظ إرهاق وتعب جسده لتقول بغيرة
شكلك مانمتش إنتا كمان صمتت قليلا تنتظر رده ولكن لم يأتيها الرد لتنادي عليه أيمن إنتا كنت فين
أاااايمن انا بكلمك رد عليا بلاش إسلوبك ده معايا
همممم همهم بها وهو مازال على وضعه مغمض العينين لتكرر سؤالها بضيق
رد عليا كنت فين ماهو مش بعد ماتتجوزني بالطريقة دي تقوم ترميني في بيتك وتطلع وتسيبني كنت مفكرة انك بعد اللي حصل هتحاول تراضيني بكل الطرق كنت مفكرة لهفتك عليا حب
مسك أيمن رأسه بۏجع وهو يقول
سارة أنا راجع تعبان
قاطعته بغيرة وڠضب
طبعا تعبان والله أعلم كنت فين طول الليل ومع مين وراجعلي الصبح كمان مهدود حيلك انطق كنت فين
ارتاحتي قالها بإستفزاز كبير لتصرخ بوجهه بطريقة جعلته يندم على كلامه هذا الذي جعلها ټنفجر به بهذا الشكل
و طالماااااا كنت مع إتجوزتني ليه هااا ليه ولا إنتا حالف تكرهني فيك أكتر من كده نفسي أعرف انا عملتلك إيه عشان تجازيني كده
أيمن بمحاولة أن يهدء الوضع سارة حبيبتي إهدي إنتى عارفة ومتأكدة إني كنت في شغل فبلاش تعملي مشكلة من ولا حاجة
سحبته من مقدمة ثيابه بقوة وهي تقول ببلطجة
بس إنتا قولتلي إنك كنت
أيمن بتوضيح سريع
والله ياحبيبتي أنا قولت كده عشان أغيظك
سارة بغيظ أشد من كلامه هذا هو أنا ناقصة ڼار عشان تكب عليا بنزين وبعدين شغل إيه اللي لوش الصبح ده
شهقت بخفة وهي تضع يدها على ثغرها الصغيرة لتقول بعدها بترقب وشيك
أوعي تكون رجعت لشغلك القديم
إنتى شاربة
حاجة ع الصبح قومي يلا ننام أنا تعبان ومش ناقص زن قالها
أما سارة ما إن وجدته لايعيرها أية اهتمام بما تقول حتى وهي تقول بإندفاع طلقني
بس يابت إلعبي بعيد عايز انام قالها وهو يستلقي على ظهره بتعب ويضع ساعده على عينيه مماجعل الأخرى تصرخ بوجهه من بروده هذا اخذت تحركه بقوة وهي تقول بصوت مغتاظ
طلقني وإرجع نام من تاني
شكلي كده وحشتك كادت أن تنفي إلا أنها صمتت بړعب مضحك ما إن وجدته يكمل بتوعد جاد بعدما إبتعد قليلا ونظر إلى عينيها
لو نطقتي بحرف كمان هعتبرها دعوة ليا وانا بصراحة بتلكك ليكي ياقمر فتحت فمها لتصرخ به ولكنها تراجعت بسرعة وعاد إلى وضعه السابق وهو يبتسم بخفة على فعلتها ليمسك جهاز التحكم ليضغط على اغلاق الستائر والأبواب بشكل إلكتروني
وبالفعل ماهي سوا ثواني حتى عم الظلام على الجناح بأكمله ثم أخذ يزيد من درجة بردوة الغرفة قبل أن يغط بنوم عميق ولكن لم يمر سوا عشر دقايق حتى فاق على صوت سارة
فتح عينيه وهو يقول مالك بس في إيه تاني
سارة بهمس
مش قادرة أنام الجو بارد أوي
في المساء إنفتحت الستائر وإنحفضت برودة الغرفة إلى ماكانت عليه سابقا كان يراقبها وهي نائمة كالملاك تحتضن وسادتها وشعرها الطويل الناعم كان يغطي نصف وجهها
ملامحه جامدة بل غاضبة لما جعلها تدخل حياته لم جعل الحب يطرق بابه لما لم يبعدها لما لم يهرب من هذا الحب لما سحبها إلى مستنقعه القذر هذا لما لم يحررها منه لماذا جعلها تعود له ماذا كان يظن نفسه فاعلا ألا يعلم بأن الاشخاص مثله لايحق لهم أن يعيشوا حياة طبيعية
ماذا توقع هل سيعيش معها ويكون عائلة وينعم بالراحة
ألا يعلم بأن الماضي لم ولن يتركه أبدا لقد ظن بأن كل شئ إنتهى بعد مۏت رحيم ولكن كان للقدر رأي آخر ليعود ظلام الماضي مرة أخرى إلى حياته بشكل أقوى وأخطر هذه المرة وخاصة الأن فقط أصبح لديه نقطة ضعف قاټلة
ماذا سيحدث به لو مسها سوء سيجن بالتأكيد
رفع يده وأخذ يبعد خصلاتها الحريرية ليظهر له وجهها بوضوح بدأت عينه بتشرب ملامحها المسترخية بلهفة
وعمق وكأنه يريد أن
يحفظ صورتها بداخله مړعوپ
من فكرة فقدانها لايعرف ماذا عليه أن يفعل
همس پغضب من نفسه وإختناق
ھموت لو جرالك حاجة
ياريتني ماحبيتك إنتى إيه اللي خلاكي تقربي مني بس
أنا عرفت بنات كتير أوي في حياتي في اللي أعجبو بوسامتي وفي اللي أعجبو بجسمي الرياضي وفي منهم عجبهم شخصيتي
بس إنتى تجاهلتي كل ده وحبيتي بشاعتي وقبحي
إنتى شوفتي تشوهاتي النفسية شفتي ضعفي وقلة حيلتي
ياريتني أقدر أقولك وأعبر عن اللي جوايا ليكي ياريتني أعرف أتعامل معاكي بطريقة تليق بيكى بس ممكن يجي يوم وتلاقيني أعرف أقولك اللي جوايا أحسن من أي شاعر مين عارف يمكن المسخ ده يتحول لأمير لو إتقبلتيه من قلبك
ألا يعلمون بأن الحب الصادق يتحدى الصعاب ليجمع في الختام أقدارهم معا
غيرة وتملك عناد وخضوع عتاب وسماح لوعة وراحة سهر وإطمئنان شك وثقة فراق ولقاء هذه هي عوامل الحب ياسادة كل شئ جميل ونقيضه المعاكس
السعادة والعڈاب هما وجهان لعملة الحب و لايمكن ان تحصل عليهم دون أن تمر بهما أولا
حررت عينيها بعد مدة طويلة من لغة الحوار الصامته التي كانت تدور بينهم إعتدل بجلسته على الفراش ثم نهض وإختفى بسرعة داخل الحمام ليخفي عنها ضعفه أو بالأصح يحاول أن يخفي لمعة الدموع بعينيه التي كانت تهدد بالنزول
أما سارة إلتزمت بالصمت وهي وجهها
بوسادتها
مرة أخرى ولكنها رفعت وجهها بعبوس