رواية نور القصول من 21-23
لينزل على عينيها شعرها الفوضوي لتبعده عن وجهها بضيق وهي تنظر إلى أيمن وهو يرتدي ثيابه فعلى مايبدو ينوي الخروج
إعتدلت بجلستها وهي تقول إنتا هتخرج الليلة كمان
أيوة قالها أيمن بإيجاز لتنهض بسرعة من ع السرير وذهبت و وقفت أمامه وهي تقول بإنفعال
إنتا إتجوزتني ليه
نظر لها وهو يتصنع الإستغراب
هو الناس بتتجوز ليه
أيمن بلاش تلف وتدور عليا أنا حاسة إن في حاجة مش طبيعية بتحصل
وياترى إيه هيا قالها ببرود وهو يهندم ثيابه
لتقول سارة بذهول منه
إنتا بتسألني أنا ده انا شفت العجب معاك من جواز يومين بس
أومال لو كملت معاك شهر ولا إتنين هيحصل فيا إيه
أقولك هعمل فيكي إيه ومتزعليش
ممنوع تخطي برا باب الفيلا لغاية ما أرجع مهما حصل
وأخرتها معاك إيه يا أيمن عمال بتضيع الفرص اللي بديهالك واحدة ورا التانية ونسيت إن للصبر حدود وانا صبري قرب يخلص لو مش النهاردة يبقى بكرة
وأنا لو مشيت المرادي مش هرجع تاني
حالتك صعبه ياصرصورة وحالة أيمن مش أحسن
في مكان بعيد أخذت تتنقل عدسة كاميرتنا وتدور بالأرجاء بحماس ولما لا فنحن الأن في روما عاصمة إيطاليا تلك المدينة الرومانية العتيقة التي يمتد تاريخها على ألفين وخمسمائة سنة وهي منبع للحضارة الغربية
فتح الباب لها ومسك يدها ليساعدها على النزول
لترفع رأسها تتفحص المكان بإنبهار ما إن خرجت ووضعت قدمها على الأرض
فتحت فمها بإندهاش حقيقي وهي ترى تلك البركة الكبيرة للنافورات في وسط ساحة الفندق الضخم هذا والتي كانت مليئة بالتماثيل الحجرية ليتدفق الماء من بينهم بطريقة ساحرة وما زاد هذا السحر هو الاضائة الصفراء الموزعة في الأرجاء
راقية جدا كانت تائهة بجمال المكان ولكن سرعان ما إلتفتت الى
إياد ما إن خطڤ قبلة قوية من وجنتها لتبتسم له بحب وهي لاتصدق بأن الحياة أخيرا بدات تضحك لها
توقعت بأنهم سيصعدون إلى الجناح الخاص بهم وخاصة بعدما أخذو حقائبهم إلى الأعلى ولكنها تفاجئت ما إن أخذها نحو الخارج أي خرج بها من الفندق وهو يقول
نظرت له نور بتسائل
هنروح فين
وقف أمامها و وضع يديه على كتفها وهو يقول بجدية
إنتى بتحلمي تروحي فين أو بتحلمي في إيه
مسكت مقدمة قميصه وهي تقول
طول ما إنتا معايا مابحلمش بغيرك
بصي يانوري بعد الكلام الجامد ده سبيلي نفسك
ده انا سيبالك نفسي وقلبي وعمري كله من زمان
نظر لها بعجز لايعرف كيف يرد عليها فهي دائما ماتفاجئه بكلماتها العفوية الغنية بالمشاعر
إنتى حلوة كده ليه
لتنظر له بترجي أن يرحمها ولكنه كان يتجاهلها وأخذ يفعل معها كل ما يحلو له لدرجة كادت أن تبكي من شدة خجلها فهو حقا لايعرف للحدود عنوان
أما عند إياد كان لأول مرة في حياتها يشعر بأنه حر وسعيد بهذه الطريقة إحساسه يصعب أن يوصف الأن كان ينظر إلى نور وكأنها شئ نادر ېخاف من ان تنقرض وتتلاشى من امامه
كان يراقبها ويراقب تفاصيلها بدقه فهو لا يريد أن يبعد عينيه عنها يقسم بأنها أصبحت إدمانه
كانت هناك موسيقى صاخبة يعزفها مجموعة من الشباب المراهقين ليسحبها من يدها برقة وأخذ يراقصها بالطريق العام وهو يضحك بإتساع على نظراتها المستغربة من فعلته هذه ولكن سرعان ما إندمجت معه وأخذت تضحك من
كل قلبها ما إن جعلها تدور تحت ذراعه كالفراشة الصغيرة ولكن تلاشت إبتسامته هذه وحل محلها الغيرة ما إن وجد الناس بدأت بالتجمع حولهم
ليتوقف عن الرقص معها ثم اخرج نقود ورماها بالقبعة الموضوعة على الأرض أمام الفرقة ثم حاوطها بذراعيه بتملك وذهب من هناك پغضب لما ينظر الجميع الى حبيبته ألا يعلمون بأنه ملكية خاصة به هو فقط
توجه معها إلى مكان تجمع الطيور بعدما إشترى طعامهم ليرمي القليل منه على الأرض ليتجمع الكثير والكثير حولهم بصورة رائعة لتصدح ضحكات نور بسعادة وأخذت ترمي أكثر وأكثر وهي تقفز بحماس وتصفق بيدها
لتلتفت له بترقب ما إن رفع يدها داخل يده الى الأعلى ليضع بباطنها القليل من البذور وعلى طول ساعدها وقبل ان تستوعب حركته هذه حتى جفلت بفرحة عندما تجمع بعض الطيور لتغطي ذراعها بالكامل
كانت نور تقف كالتمثال من شدة التوتر وهي تنظر الى هذا المشهد وما إن انتهت الحبوب من يدها حتى رمى إياد مرة أخرى ولكن هذه المرة على الأرض
بعد مدة طويلة من مراقبة هذا المنظر إلتفتت له بإمتنان شديد وهي تهمس عند أذنه بمشاعر صادقة
بحبك
كان يقف أمام يوسف الذي إبتسم له بإنتصار فها هو أتى لهم وبإرادته أيضا
يلا عشان ورانا شغل قالها يوسف وهو يتقدم معه نحو أحد ممرات التي يقف أمامها حارسين شديدان البنية الذين نظروا نحو أيمن بتمعن ولكن سرعان ما إبتعدو عن طريقه ما إن أشار لهم يوسف بالإبتعاد
أخذ يمشي هذا الممر الطويل ليكون نهايته درج يؤدي إلى قبو سري لم ينبهر أو حتى يتوتر فهذه الجواء ليست غريبة عليه
بدء ينزل بثقة وثبات داخلي وبرود خارجي للعيان وما ان إنتهى حتى وجد أمامه ممر مليئ بالحرس ولكن هذه المرة كان الممر هادئ بشكل غريب بعيد عن الضجة التي كان
يعج بها المكان فى الأعلى
إقترب منه أحد الحراس ليرفع أيمن يديه إلى الأعلى بوضعية الإستسلام ليتم تفتيشه بحرص وهمة وكأنه سيدخل أحد مؤسسات وهذا الشئ تم تطبيقه على يوسف أيضا فهنا ممنوع السلاح بتاتا سواء كنت عضو بالمنظمة أو مجرد زائر
وما إن إنتهوا من تفتيشهم حتى فتحو لهم الباب والذي ما إن دخلو به حتى وجد عدة أشخاص يجلسون على الأرائك الجلدية السوداء
إلا أنه انه لفت أنتباهه شخص كان يجلس بصدارة المكان وهو ېدخن سيجارته الكوبي بهدوء وهو ينظر له من بعيد وكأنه كان ينتظر قدومه ومتأكد من مجيئه
ستووووب مارك ده هو صاحب اكبر نصيب استثمار للمستشفى اللي أيد يوسف بمشروعه وهو نفسه رئيس المنظمة وبيتقن سبع لغات بطلاقة ومنها المصرية
لينهض عن مقعده المريح واخذ يتقدم منهم وهو ينظر الى أيمن بتفحص وكأنه يعاين بضاعة وهو يفكر مع نفسه ويخطط كمية الربح والخسارة بهذه الصفقة
لينطق بملامح شيطانية
أيمن اللي كان دايما بيعيش لغيره كان عبد لرحيم بس الزمن دار وإتحرر العبد ده
لتتغير طباعه من الطاعة لعصيان أسياده
كنت هادي بطريقة غريبة بس أعمالك كانت بتنطق عنك وعن قدراتك
تجاهل أيمن كل ماقال ليدخل بصلب الموضوع وهو يقول بجمود
سمعت انك بتدور عليا ياترى عايز إيه
نظر مارك بإعجاب شديد بذكاء الذي يقف أمامه ليقول
عايز أسد وزي ما إنتا شايف اللي حوليا دول كلهم ضباع ميعرفوش غير الغدر لو إديتهم ظهرك
ليقول أيمن بترقب
أعتبر ده عرض شغل
مارك بتأكيد وهو يضعه أمام الأمر الواقع
طبعا وإنتا قدامك خيارين ياتوافق ياتوافق شفت أنا كريم إزاي معاك
أخذ أيمن يتصنع التفكير ثم قال بعد عشر ثواني من الصمت
تؤ في خيارت
تالت وهو شكرا
مارك بجهل
إيه !!
أيمن بتوضيح شكرا يعني أنا مش موافق ومش هشتغل لحسابك أنا سبت المجال ده
ضحك عليه مارك وهو يقول بإستهزاء
هههههههههههههه هو إنتا مفكر نفسك بتشتغل ببنك عشان تنسحب او تستقيل وقت ما تحب
أيمن برفض غاضب
إللي كنت بشتغل لحسابه ماټ فعشان كده مش هتقدر تخليني أشتغل معاك ڠصب عني
وافق نطقها مارك بجدية خطړة ليقف الأخر أمامه بتحدي وهو يقول
ولو قلتلك لاء
مارك بټهديد
هتزعل
اهلا بك عزيزتي
ميليسا !!!!!!! نطق بها پصدمة وهو لايصدق هل مديرة مكتبه هي عشيقة مارك
نظرت له ميليساء بتحدي ثم قالت وهي تدعي بأنها لاتعرف من هو
أهذا هو أيمن الذي كنت تبحث عنه أسفة لم أستطع التعرف عليه على الرغم بأني عملت معه لسنتين ولكنك كما تعلم كان قد غير إسمه
أومئ لها بتفهم وهو يقول أعلم بأنه ماكر وشديد الذكاء لهذا كان صعب عليكي إكتشافه عزيزتي
لتهمس له ميليسا وهي تنظر إلى أيمن بحب ظهر رغما عنها فهي حقا وقعت بغرامه
دعني مارك دعنى أكلمه دقيقة واحدو وانا أعدك بأني سأجعله يوافق على كل طلباتك بطريقتي الخاصة
أومئ لها بعدم إهتمام ليتوجه نحو البار ليسكب له المزيد وهو يراقب تلك الأفعى الصفراء كيف تقترب من فريستها وأخذت تبث سمها داخل أذنه من خلال كلمة واحدة وهي
سارة
الټفت أيمن نحوها بسرعة وهو ينظر لها بتحذير خطېر
من أن تلعب معه ولكن هنا و بهذا العالم لا يوجد سوى قانون الغابل القوي يأكل الضعيف والأن هو بموقف الضعيف ما إن دخل اسم زوجته بالموضوع
وعليه أن يتحلى بالصبر ويتسلح بالهدوء لكي يستطيع أن يفكر بذكاء
تأهبت حواسه ما إن أكملت پحقد إمرأة وغيرة لأنه فضل الأخرى عليها
لا تستغرب هكذا أجل أنا أتكلم عن سارة التي كنت تتأوه بأسمها وأنت
تلك التي أبعدتني عنك يوم زفاف دكتور يونس تلك التي سرقتك مني وحان الوقت لأجعلها تسرق منك
حذاري أن تلعبي معي ما إن قالها من بين أسنانه وهو يتنفس من أنفه پغضب حتى تجاهلت تهديده هذا ثم نظرت إلى مارك الذي كان يراقبهم بترقب وفضول بما يدور بينهم لتبتسم بعبث وهي تقول
أنظر إلى مارك يكاد الفضول ېقتله تخيل معي لو علم بها مارك
نعم أقر لك أننى الآن لا أعرف أين هي فقد إختفت بصورة غريبة ولم أستطع أن أجدها
ولكن بالتأكيد مارك سيجدها وأنت اكثر الناس من يعرف بهذا المجال
كان يسحق أسنانه بقوة وما إن كادت أن يغمى عليها حتى رماها على الأرض بطريقة لتسعل بقوة وهي تنظر له بتوعد ولكن نظراتها تحولت لإنتصار وعرفت الإبتسامة طريقها لها ما إن قال
أنا موافق
في حديقة فيلا الهلالي الأمامية كانت بين الأشجار تستلقي على السرير المعلق بين شجرتين أرجوحة
وهي تضع على صدرها قطها الأليف تيتو لتداعبه بأناملها
وهي تنظر إلى السماء السوداء التي تزينها النجوم لتبدو كالمصابيح
مسائك ورد قالها يونس وهو يظهر أمامها من حيث لاتدري ويمد لها يده بباقة ورد حمراء كبيرة من النوع الجوري
نظرت ريهام إلى الباقة برغبة أن تختطفها منه بلهفة وتستنشق عبيرها حالها كحال جميع النساء ولكن كبريائها جعلها تنظر له من طرف عينيها ثم أدارت رأسها على الجهة الأخرى بخصام واضح لأنه صړخ عليها في الصباح
وضع الورد جانبا ثم سحب تيتو منها وهو ينظر له بكره ثم رماه على الارض بلامبالاة لتصرخ ريهام پخوف
براحة عليه حرام كده
يونس بغيظ من خۏفها عليه
بقا ده حرام وأنا مش حرام بقى ده بيصعب عليكي وأنا لاء
ريهام بضيق
إمشي يايونس إمشي وسيبني لوحدي
حبيبتي ياناس بټموت
فيا قالها وهو يقبل يدها لتسحبها منه بزعل
مما جعله يستلقي